المحتوى الرئيسى

تفاصيل قانون الموارد المائية والري الجديد

09/07 11:26

وافق مجلس الوزراء فى اجتماعه أمس برئاسة المهندس شريف اسماعيل على مشروع قانون الموارد المائية والري الجديد، وذلك فى ضوء ما تشهده مصر من تعديات جسيمة على مجرى نهر النيل، فيما أشاد العديد من الوزراء بالجهد الذي بذلته وزارة الموارد المائية والري في إعداد مشروع هذا القانون .

ووفقا لبيان صادر عن الوزارة صباح اليوم الخميس فإن القانون الجديد يأتى في إطار الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة بالموارد المائية والحفاظ على مصادر المياه في مصر ، حيث ألزم الدستور المصرى الدولة بحماية نهر النيل والحفاظ على الموارد المائية، وتعظيم الاستفادة منها، وعدم إهدار مياهه أو تلويثها.

كما ألزم الدولة بحماية مياهها الجوفية، واتخاذ الوسائل الكفيلة بتحقيق الأمن المائي ودعم البحث العلمي في هذا المجال، وأن حق كل مواطن فى التمتع بنهر النيل مكفول. كما حظر التعدي على حرم النيل أو الإضرار بالبيئة النهرية، وكفل الدولة بإزالة ما يقع عليه من تعديات، وذلك على النحو الذي ينظمه القانون. كما ألزم الدولة بحماية بحارها وشواطئها وبحيراتها وممراتها المائية ومحمياتها الطبيعية، وحظر التعدى عليها أو تلويثها أو استخدامها فيما يتنافى مع طبيعتها.

وأشار البيان إلى أن مصر تواجه العديد من التحديات فى منظومة إدارة الموارد المائية في مصر والمتمثلة في محدودية الموارد المائية المطلوبة في ظل ثبات حصة مصر من مياه نهر النيل وارتفاع معدلات تلوث مصادر المياه، وزيادة المتطلبات المائية فى القطاعات المختلفة (زراعة – شرب – صناعة - …الخ) وتنامي ظاهرة التعدي على مرافق ونظم شبكات الري والصرف بسبب زيادة النشاطات السكانية المختلفة ، والحاجة لإقامة مشروعات التوسع فى استصلاح الأراضى، والتأثيرات الناتجة من التغيرات المناخية ومواجهة مخاطر الأمطار والسيول وتحويلها إلى فرص يتم الاستفادة منها، والحاجة لتطبيق النظم الحديثة والتكنولوجيا المتطورة فى مجال الموارد المائية والرى والصرف سواء فى أساليب التصميم والإنشاء أو الإدارة والتشغيل والصيانة.

قامت وزارة الموارد المائية والرى خلال الفترة الماضية على مراجعة هذا القانون وتوحيد كافة القوانين والقرارات في مجال الري والصرف تحت مسمى (قانون الموارد المائية والري) وذلك لتيسير التعامل بين جمهور المنتفعين وأجهزة الوزارة المختلفة وتحسين وتطوير الخدمات المقدمة لهم، والحفاظ على موارد الدولة واستثمارها أفضل استثمار وكذا الحفاظ على المرافق العامة المتمثلة فى نهر النيل وشبكات الترع والمصارف ومحطات الرفع.

واوضح البيان انه نظرا لكل هذه المتغيرات والتحديات السابقة كان ولا بد من أن ينعكس ذلك على ملامح مشروع القانون المقترح للموارد المائية والري والتي تتمثل على سبيل المثال لا الحصر فى استحداث باب خاص بإدارة المياه الجوفية ونظم المراقبة للخزان الجوفى، وتنظيم الحركة النهرية والمراسى والعائمات، واستحداث فصل خاص بالسيول يتناول مواجهة أخطار الأمطار والسيول والأحكام الخاصة بالحفاظ على مخرات السيول ومنشآت الحماية والأودية الطبيعية ولضمان الاستفادة من مياه الأمطار والسيول فضلا عن الحماية من أخطارها، واستحداث فصل للمشاركة بهدف تفعيل مشاركة مستخدمى المياه مع الدولة فى إدارة وتشغيل وصيانة نظم الرى والصرف، وكذلك استحداث باب للمنشآت المائية وحماية الشواطئ وحظر نقل أي رمال من الكثبان الرملية أو تغيير طبوغرافية الأرض بحفر أو ردم بمنطقة الحظرالشاطئية أو إجراء أي عمل يكون من شأنه المساس بخط المسار الطبيعي للشواطئ البحرية، واستحداث باب فى إدارة وتطوير نظم الرى والصرف واستخدام التكنولوجيا الحديثة لتعظيم العائد من وحدة المياه ورفع كفاءة استخدامها، وتغليظ عقوبات التعدى على النيل أو على الموارد المائية بتبديدها من خلال استخدامها بالمخالفة فى زراعات شرهة للمياه أو إهدارها، والتى تصل إلى عقوبة الحبس.

كما جاء القانون الجديد ليعالج بعض أوجه القصور فى القانون الحالى ومنها خلل الإجراءات المتبعة لإزالة المخالفات والتعديات مما أدى إلى زيادة التعديات على نهر النيل وشبكة الترع والمصارف، كما أن العقوبات الحالية ليست رادعة الأمر الذى يستلزم تشديد هذه العقوبات لردع المخالفين، ويأتي القانون الجديد أيضا في إطار مواكبة المتغيرات التي طرأت خلال الآونة الأخيرة في مجال الموارد المائية والري، وتغيرت العديد من المفاهيم والنظم والتطبيقات في هذا المجال.

وتواجه الدولة تحديات تفرض عليها المضي قدما في تلبية متطلبات التنمية الشاملة والمستدامة ومواكبة تلك المتغيرات للإرتقاء بالشأن المائي ، وفي مقدمة تلك التحديات تناقص حصة الفرد من المياه في ظل ثبات حصة مصر من مياه نهر النيل والزيادة السكانية المطردة ، وزيادة الطلب على المياه العذبة نظرًا لزيادة الاحتياجات المائية للزراعة والشرب والاستخدامات المنزلية والصناعية والملاحة وغيرها ، وكذلك زيادة معدلات تلوث المياه السطحية والمياه الجوفية نتيجة للزيادة المطردة في النشاطات السكانية المختلفة، وكذا تنامي ظاهرة التعدي على منشآت ومرافق وشبكات الري والصرف، مع تزايد الحاجة إلى ضرورة تدبير جزء من الاحتياجات المائية المتزايدة ، وكافة المصادر المائية المتاحة ، مع تحديد ضوابط معينة تضمن عدم استنزاف المخزون الجوفي أو تغير نوعية هذه المياه ، بالإضافة إلى الحاجة للتطبيقات الحديثة والتكنولوجيات المتطورة في مجال الموارد المائية والري والصرف ، سواء في أساليب تصميم وتخطيط وإنشاء نظم وشبكات ومرافق الري والصرف أو نظم إدارة وتشغيل وصيانة هذه المرافق والشبكات، فضلا عن تنامي الحاجة إلي زيادة معدلات تنفيذ نظم الري والصرف الحديثة على المستوى الحقلي لترشيد استخدامات المياه .

وتتمثل فلسفة وأهداف مشروع القانون الجديد للموارد المائية والري في تعزيز إمكانيات تنمية والحفاظ على كافة مصادر الموارد المائية وحسن استخدامها وعدالة توزيعها، وتأكيد أهمية الحفاظ على منشآت ومعدات ومرافق وشبكات الري والصرف، وكذلك تفعيل وتعزيز إمكانيات مشاركة أجهزة أخرى من القطاع الخاص أو المشترك أو روابط مستخدمي المياه للوزارة في تحمل مسئوليات إنشاء وإدارة وتشغيل وصيانة أجزاء من نظم وشبكات ومرافق الري والصرف وفق شروط محددة، وذلك من خلال استحداث بعض الأحكام في هذا الشأن،مع استحداث بعض المواد والأحكام لمعالجة وتحجيم الآثار السلبية لبعض الظواهر والمتغيرات في مجال الموارد المائية والري ، وضرورة معالجة بعض السلبيات والتعقيدات القانونية التي ظهرت خلال تطبيق القانون الحالي، علاوة على استحداث أو تشديد بعض العقوبات على مخالفة أحكام القانون - وذلك كوسيلة للحد من هذه المخالفات والتعديات وضمان حسن سير المرفق.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل