أهالي مير بالقوصية: لا نعلم حقيقة أجولة العظام والجماجم ومن ألقاها ليس من القرية

سادت حالة من الجدل بين أهالي محافظة أسيوط عقب العثور على أجولة مليئة بالعظام والجماجم وسط أكوام من القمامة بقرية مير الجديدة التابعة لمركز ومدينة القوصية؛ تلك القرية فقيرة الخدمات التي تبعد 80 كيلومترًا عن مدينة أسيوط بالظهير الصحراوي الغربي وتحتاج للوصول إليها لـ 3 ساعات متواصلة من السفر بكافة أنواع المواصلات من "الأتوبيس" وحتى "الكارو" عقب السير بطرق وممرات غير مرصوفة ومدقات غير ممهدة مرورًا بالمقابر وصولاً لـ "وصلة" الطريق الصحراوي الغربي ـ مدخل مركز القوصية للطريق الزراعي ـ هذا المكان الذي تحول إلي مقلب عشوائي للقمامة تنبعث منه روائح كريهة وينتشر عليه الذباب ؛ رغم وجود مقلب قمامة "رسمي" على بعد كيلومترات.

لذا ذهب "الوفد" إلى المكان الذي تم فيه العثور على جماجم وعظام بشرية اختلطت بالرمال والقمامة والتراب على جانب الطريق ولا أحد يعلم هويتها؛ وفور تفقدنا لأكوام القمامة لعلنا نجد أي أثر لتلك العظام والجماجم التي تم دفنها بمعرفة النيابة؛ ظهر شابان وسط هذه الصحراء يقتربان وإذ بهما يسألان عن سبب وجودنا بهذا المكان أو أن لنا علاقة بما وجدوه منذ أيام، فتحدثنا معهما لمعرفة تفاصيل القضية.

فيقول "البهنساوي.أ" ـ 30عام ـ من أبناء قرية مير ـ لم أر شيئًا بعيني ولا أعلم حقيقة هذه الأجولة؛ ولكني سمعت عنها من الأهلي، موضحًا أنه قد يكون تم استخراجها بشكل عشوائي من مقبرة خارج نطاق المنطقة تمامًا، وتم إلقائها وسط القمامة مؤكدًا أن أهل القرية ليس لهم علاقة بهذه العظام فلا الدين ولا الأخلاق ولا حتى العادات التي توارثناها تقبل ذلكن لافتًا إلى وجود المقابر وبمساحات واسعة بالقرية وعلى مسافة بعيدة عن أكوام القمامة وكل عائلة تملك ما يكفيها من احتياجاتها من المقابر لموتاهم.

ويضيف "إبراهيم.ح" ـ 28عام ـ أن هذا الطريق هو المدخل الوحيد للطريق الصحراوي الغربي إلى مركز القوصية، مرجحًا أن تكون تلك الجوالات المليئة بالعظام والجماجم قد عثر عليها أحد الأشخاص الذين يستولون علي الأراضي الصحرواية بوضع اليد أو عن طريق التقنين والشراء بأماكن بعيدة عن قريتنا أثناء الحفر فحاول التخلص منها بعيدًا عن مكان إقامته فاستغل الدخان الكثيف الذي يحجب الرؤية على الطريق أثناء التخلص من القمامة بحرقها ليلًا فلا مجال له إلا أن يلقي حمولته فبعد هذه النقطة سيجد منازل المواطنين والتي يمكن أن تمنعه من التخلص من حمولته، مؤكدًا أن من ألقاها ليس منا لافتًا أنه لو كان من أهل المنطقة لتخلص منها وسط الصحراء التي تحيط بنا لأنه من المفترض أننا نعلم المنطقة جيدًا؛ لأننا نعيش بها منذ سنوات فـ"الغريب أعمي ولو كان بصير".

فيما أوضح عم "جمال.س" ـ 70سنة ـ صاحب إحدى المنازل القريبة والتي تبعد عن الطريق نحو كيلومتر قائلًا "مش احنا اللى نرمي عضم جدودنا في الزبالة" مضيفًا أن عادتنا وتقاليدنا وتربيتنا وديننا يصون ويكرم الأموات بالدفن وليس بإلقاءه في أكوام القمامة ولو حد عايز يوسع على نفسه ويبني مقابر جديدة بياخد العضم بكل احترام ويحفرله حفره ويحطه ويردم عليه لأن "إكرام الميت دفنه" ومحدش يبني ولا يمشي من فوقه منوهاً أن الشرطة تمشط المنطقة منذ العثور على الأجولة في محاولة لحل لغزها أو ايجاد دليل أو إشارة تكشف غموضها.

أما "حسنين.م" من أهالي مركز القوصية فقال إن هاجس الأعمال السحرية وتجارة الموتي والاستيلاء على المقابر والتنقيب عن الآثار هو السبب الرئيسي في نبش القبور خاصة وأن بعض المقابر تقع في مناطق أثرية كقرية مير، مشيراً إلى اختفاء جثامين من داخل القبور موضحا إننا كثيرا نتعثر على رفات جثامين أشخاص تم إلقاؤها في ممرات القبور عقب نبشها ونقوم بجمعها ودفنها.

ومن جانبها قالت المهندسة هويدا شافعي رئيس مركز ومدينة القوصية في أسيوط، إنه بالمرور على مقلب القمامة بقرية مير تم العثور على 14 جوالاً وأكوام مبعثرة تحتوى على بقايا عظام وجماجم إنسانية وتم رفع مذكرة إلى مركز الشرطة على الفور وإخطار الصحة والنيابة مضيفة خلال تصريحات صحفية لها اليوم أن الصحة أفادت بأن هذه العظام لأشخاص ماتوا منذ 30 عاما تقريباً ويظهر هذا في شكلها وتحللها موضحة أن النيابة قررت دفن هذه العظام في مدافن الصدقة بقرية "مير" بمعرفة الوحدة المحلية منوهة عن تكفينها من جديد والصلاة عليها قبل دفنها.

فيما أكد مصدر أمني بمديرية أمن أسيوط أنه لا صحة لما تردد بالعثور على أشلاء آدمية وجثث أطفال ملقاة بالطريق العام، موضحا أن الواقعة تعود أحداثها لأكثر من 20 يوما بقرية مير التابعة لمركز القوصية بأسيوط، حينما عثر الأهالي على أجولة مليئة بالقمامة والأتربة وداخلها بعض رفات الموتى من الجماجم والعظام ،وتم إبلاغ الجهات المسئولة من ضباط مباحث مركز شرطة القوصية وأعضاء المجلس المحلي بقيادة المهندسة هويدا الشافعي رئيس مركز ومدينة القوصية.

وأضاف المصدر أن التحريات التي أجراها ضباط المباحث أكدت قيام أحد المواطنين بتنظيف إحدى المقابر الخاصة وتجميع القمامة والمخلفات وبعض الرفات والعظام لجثث قديمة في المقبرة وإلقائها خارج التربة بالقرب من الطريق العام بجوار مقلب قمامة يضم مخلفات البناء والأتربة ومخلفات المنازل؛ انتظارًا لقيام عمالة مجلس المدينة بتجميعها وإزالتها.