المحتوى الرئيسى

عملية منظمة "أيلول الأسود" الإرهابية.. حمام دم أولمبياد ميونيخ

09/06 18:07

كان من المفروض أن تكون  أولمبياد عام 1972 في ميونيخ ممتعة، مليئة بالفرح و"احتفالاً بالسلام"، إلى جانب أن الطراز المعماري للقرية الأولمبية في ميونيخ كان فريداً من نوعه في العالم، خيمة من زجاج فوق الملعب الأولمبي وأخرى فوق المسبح. كان من المفروض أن تكسر أولمبياد ميونيخ صورة آخر أولمبياد أقيمت في ألمانيا عام 1936، تحت ظل النظام النازي. فألمانيا تعيش في ظل نظام ديمقراطي تعددي بعد حوالي ربع قرن من سقوط النازية.

وبالفعل، عشرة أيام من المنافسات الرياضية كانت ممتعة، مثيرة، حتى الساعة 4 وخمس وثلاثين دقيقة من صباح الخامس من سبتمبر/ أيلول، حين اقتحمت منظمة "أيلول الأسود" الإرهابية الفلسطينية مقر البعثة الرياضية الإسرائيلية في القرية الأولمبية، وطلبت اطلاق سراح 232 معتقل فلسطيني في إسرائيل، بالإضافة إلى الإرهابيين الألمانيين اندرياس بادر و أُلريكه ماينهوف من منظمة الجيش الأحمر اليسارية الإرهابية، كما طلبت المجموعة الفلسطينية إطلاق سراح الإرهابي اليساري الياباني كوزو اوكاموتو عضو منظمة الجيش الأحمر  الياباني، الذي قام بعملية إرهابية في مطار اللد في إسرائيل في الثلاثين من مايو / أيار 1972، حيث فتح النار مع شركاء له على المسافرين في قاعة انتظار الأمتعة بواسطة بنادق أوتوماتيكية، العملية كانت بالشراكة مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. 

مال المفاوضون الألمان إلى القبول بشروط المجموعة التي احتجزت رياضيي البعثة الإسرائيلية، فيما رفضت إسرائيل ذلك قطعاً. رئيسة الوزراء الإسرائيلية حينها غولدا مائير قالت "إن وافقنا، فلن يشعر إسرائيلي بالأمان على حياته في أي مكان حول العالم". وفي نهاية اليوم وبعد عملية كارثية لتحرير المخطوفين قتل 11 رياضياً إسرائيلياً بالإضافة إلى 5 إرهابيين وشرطي.

رئيس شرطة ميونيخ حينها، مانفريد شرايبر حاول تبرير الفشل بالقول "لم نكن مستعدين، لا من ناحية نوعية السلاح، ولا من الناحية القانونية ولا النفسية متهيئين، في ظل الأجواء الرياضية المسالمة".

"لكن كان على المرء التحضير لمثل هذه الأحداث"، بحسب الباحث في التأريخ ماتياس دالكه، الذي قال في حديث لـ DW إن ذاك الزمن كان مطبوعاً بكثير من الهجمات الإرهابية، مثلا "خطف الطائرات التي كانت من علميات الإرهابيين حول العالم". ويضيف أن منظمات إرهابية كثيرة كانت منتشرة، في أوروبا كانت منظمة الجيش الجمهوري الايرلندي في شمال إيرلندا، IRA ومنظمة ETA في شمال إسبانيا، وفي إيطاليا كنت هناك منظمات يسارية ويمينية متطرفة، نشطة إرهابياً، كل تلك المنظمات وفرت أرضا وقاعدة "للإرهاب الفلسطيني".

ولهذا وضع الخبير النفسي في مجال الشرطة جيورج زيبر بالتعاون مع فريق عمل متخصص 26 سيناريو لهجمات إرهابية خلال الأولمبياد. والسيناريو 21 كان يصور هجوماً على رياضيين إسرائيليين في الصباح الباكر، وهو ما حدث فعلاً. في حوار مع DW يتذكر زيبر أنه لم يكن الوحيد الذي حذر من هكذا سيناريوهات ويقول "كان هناك عدد كبير من الأجهزة الأمنية، من أميركا وحتى الصين، قالت: إننا سمعنا شيئا ما وأن أمرأ كذا وكذا سيحدث..".

أحد الخاطفين من شرفة بناية القرية الأولمبية

غير أن الاتهامات بالتقصير مازالت حتى اليوم توجه إلى رئيس شرطة ميونيخ الأسبق مانفريد شرايبر الذي بلغ من العمر 82 عاماً، والذي كان يشغل أيضاً منصب المفوض الوطني في اللجنة الأمنية الخاصة بالأولمبياد. زيبر يتذكر الجملة التي كان يكررها شرايبر كل يوم "تأتي إلينا كل يوم كمية من التحذيرات الأمنية بحجم سلة غسيل الملابس، لو سمعناها كلها، كان علينا تأجيل الاولمبياد عشرين عاماً".

الخبير النفسي في مجال الشرطة جيورج زيبر

بيد أن زيبر اقترح أن يكون سكن الرياضيين في القرية الأولمبية ليس على أساس الدول المشاركة بل على أساس النوع الرياضي، كي "تتشابك الأمور وتصعب على من يحاول القيام بأي عملية إرهابية". لكن الاقتراح لم يلق قبولاً عند المسؤولين الرياضيين.

لم يكن الفشل في حماية الرياضيين وحده الذي حدث في ذلك اليوم، بل شمل ذلك فوضى في وسائل الإعلام والاتصالات بين الجهات الأمنية والعسكرية، وحتى السياسية. ومن أبرز ما فشلت به القوات الأمنية هو عملية تحرير المختطفين في مطار "فورستين فيلدبروك" العسكري شمال ميونيخ. في البداية بدا وكأن المفاوضين الألمان وافقوا على نقل الإرهابيين والمختطفين إلى القاهرة، في إحدى الطائرات المروحية حيث يجلس الإرهابيون مع المختطفين، كان هناك حول الطائرات خمسة قناصة فقط، لم يكونوا على علم أن هناك ثمانية مختطفين دخل الطائرة. كما أنهم كانوا لم يملكوا أي أسلحة كافية، والأدهى أنهم لم يحملوا معهم أجهزة اتصالات ولم يتواصلوا مع بعضهم لهذا السبب، كما يقول زيبر.

طائرتا الهليكوبتر المحترقتان على مدرج مطار شمال مدينة ميونيخ.

وحين أمر وزير داخلية ولاية بافاريا بإطلاق النار، أستمرت العملية لمدة ساعتين، ولم تدخل العربات المدرعة للعملية إلا بعد حين، وحين دخلت هذه العربات إلى مدرج المطار رمى أحد الخاطفين بقنبلة يدوية داخل إحدى الطائرات المروحية فقتل المختطفين من الرياضيين داخلها. أما بالنسبة للمختطفين الآخرين داخل الطائرة الثانية فقد مزقهم الرصاص. خلال العملية نجا ثلاثة من الخاطفين، اطلق سراحهم بعد أسابيع نتيجة اختطاف طائرة الخطوط الجوية الألمانية لوفتهانزا، الأمر الذي أغضب الجانب الإسرائيلي.

بعد ثلاثة أسابيع من هذه العملية أسست ألمانيا قوات خاصة لمكافحة الإرهاب أو أطلق عليها قوات حماية الحدود 9 (GSG 9). وهي وحدات خاصة من الشرطة الاتحادية وظيفتها مكافحة الإرهاب، والتدخل في العمليات الإجرامية الصعبة. هذه الوحدات الخاصة دخلت الخدمة أول مرة في عملية تحرير الطائرة لاندسهوت ، طائرة الخطوط الجوية الألمانية لوفتهانزا، التي خطفت من قبل أربعة شباب فلسطينيين تابعين لوحدة "الشهيدة حليمة" في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالتعاون مع منظمة الجيش الأحمر اليسارية الإرهابية الألمانية. 

قتل 13 شخصا في "هجوم ارهابي" استهدف جادة لا رامبلا التي يقصدها عدد كبير من السياح في برشلونة الخميس (17 أب/أغسطس 2017)، بعد أن صدم سائق شاحنة صغيرة حشدا ما اوقع ايضا عشرات الجرحى، بحسب السلطات الاقليمية.

أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن الاعتداء في برشلونة، فيما صرح رئيس وزراء إقليم كتالونيا الإسباني، كارلس بوتشدمون، أن السلطات الإسبانية ألقت القبض على اثنين من المشتبه في ارتكابهما الهجوم.

وأثار الاعتداء موجة تنديد دولية وتضامنا كبيرا مع إسبانيا التي لم تتعرض في الاعوام الاخيرة لاعتداءات مماثلة ضربت العديد من العواصم الاوروبية. وندد القصر الملكي الاسباني ورئيس الوزراء ماريانو راخوي بالاعتداء. وأعرب بابا الفاتيكان فرنسيس الأول عن مواساته لضحايا حادث الدهس الإرهابي، فيما أكد الأزهر في بيان رفضه "لكل العمليات الإجرامية التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية في أي مكان من العالم".

مساء الأحد 4 يونيو/حزيران) قاد مهاجمون يشتبه بأنهم متشددون شاحنة صغيرة بسرعة كبيرة ودهسوا مارة على جسر لندن قبل أن يطعنوا آخرين في شوارع قريبة مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة نحو 50 آخرين، قبل أن تقتل الشرطة المهاجمين المفترضين الثلاثة.

تعرض حفل غنائي للمغنية الأمريكية أريانا غراندي مساء يوم الاثنين (22 أيار/ مايو 2017) في مانشستر لهجوم انتحاري صنفته الشرطة حتى الآن على أنها شُنت على "خلفية إرهابية" في بهو بالقاعة عقب انتهاء الحفلة.

أدى الهجوم إلى مقتل أكثر من 20 شخصاً، حسب إحصاءات أولية، وإلى إصابة نحو 60 شخصاً. وقالت الشرطة إن أطفالاً بين قتلى الهجوم ومن المرجح ارتفاع عدد القتلى بسبب الاصابات الخطيرة بين الجرحى.

أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن الهجوم الذي نفذه لاجئ أفغاني مسلح بفأس في إحدى قطارات ألمانيا، ليصبح رقما في القائمة الطويلة للأعمال الإرهابية التي نفذتها مجموعات وتنظيمات إسلامية إرهابية.

وقال "داعش" من خلال وكالته "أعماق" إن اللاجئ الأفغاني "نفذ العملية استجابة لنداءات استهداف دول التحالف" التي تقاتل "داعش".

وتبنى تنظيم "داعش" المتطرف قبلها بأيام قليلة الهجوم الذي نفذه تونسي بشاحنة دهس بواسطتها جمعاً كبيراً من الناس في مدينة نيس في جنوب فرنسا ما تسبب بمقتل 84 شخصاً وأثار صدمة في البلاد.

هزت هجمات إرهابية دامية بروكسل (22 آذار/ مارس 2016)، إذ أودى انفجاران في مطارها الدولي إلى مقتل 13 شخصاً على الأقل، وانفجار آخر في إحدى محطات المترو ما دفع بعدة عواصم أوروبية إلى تعزيز الإجراءات الأمنية.

في شباط/فبراير 2015، فتح شاب من أصول فلسطينية النار على جلسة نقاش حول التيارات الإسلامية و حرية التعبير، تزامنا مع هجوم ثان استهدف كنيسا يهوديا.

مجلة "شارلي إبيدو" الفرنسية تعرضت في مقرها بباريس لهجوم في شهر كانون ثان/ يناير 2015 من قبل إسلاميين، ما أسفر عن مقتل 12 شخصا، كما قتل منفذا العملية لاحقا.

في شهر أيار/ مايو 2014 قام جهادي فرنسي عائد من سوريا بهجوم مسلح على المتحف اليهودي في العاصمة البلجيكية بروكسل، أسفر عن مقتل أربعة أشخاص.

في آذار/مارس 2011 قام الباني بقتل جنديين أمريكيين، وجرح اثنين آخرين عند فتحه النار على حافلة كانت تقل جنودا أمريكيين بمطار فرانكفورت في ألمانيا.

في كانون الأول /ديسمبر 2010 وقع انفجار في العاصمة السويدية ستوكهولم، أوقع قتيلا وجريحين، حسب مصادر أمنية رجحت بأن القتيل كان منفذ العملية.

أصدرت محكمة دوسلدورف في آذار/ مارس 2010 أحكاما بين خمس سنوات و12 سنة بحق عناصر ما عرف بـ"خلية زاورلاند"، أدينوا بالتخطيط لشن هجمات إرهابية في ألمانيا.

تعرض الرسام الدنماركي كورت فيسترغارد لمحاولة اغتيال فاشلة عام 2010، وذلك بعد أربع سنوات من نشره رسومات للنبي محمد في صحيفة يولاند بوستن.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل