المحتوى الرئيسى

حديث لا يموت مع مفكر مات (١٤- الأخيرة) .. آخر حواراتى مع الفيلسوف العظيم | المصري اليوم

09/05 05:01

■ اسمه: حسين توفيق إسماعيل الحكيم، لكنه اشتهر باسم توفيق الحكيم.

■ من مواليد 8 أكتوبر عام 1898 وتوفى فى 26 يوليو 1987 بعد ثلاث سنوات من هذه الأحاديث التى أجريتها معه.

■ رحلة الحياة: كان مفروضا فى إطار الجو الذى تربى فيه أن يسلك طريق والده الذى عمل فى القضاء وأدخله مدرسة الحقوق وأرسله إلى باريس ليحصل على الدكتوراه فى القانون، ولكنه فى باريس نسى دراسة القانون وجذبه الأدب والفن والمسرح.

تراثه: أكثر من 100 مسرحية و62 كتابا، أولها «عودة الروح» عام 1933، وآخرها «مصر بين عهدين» عام 1983.

حياته الاجتماعية: تزوج فى سن متأخرة فى الخامسة والأربعين، وأنجب إسماعيل وزينب، وفى عام 1977 رحلت زوجته، وبعدها بعام فى أكتوبر 78 رحل ابنه إسماعيل فى سن الثلاثين فى قمة شبابه.

وهذه السطور كان الواجب أن أبدأ بها الحلقة الأولى من هذا الحوار الذى أجريته مع الرجل، لكننى آثرت أن أبدأ بتقديم فكره قبل شخصه

فى ختام جلسات الحوار كانت أسئلتى إليه سريعة ومعظم ردوده أسرع.

قلت: ما هى الثروة التى ستتركها بعد رحيلك؟ قال: شوية الكتب التى اعتصرت حياتى. قلت: وما هو دخلك الآن؟ قال: مش كتير ومش قليل. قلت: يعنى كام؟ قال: لا يزيد على 300 جنيه. قلت: وهل يكفيك؟ قال: طول عمرى تعودت ألا أعيش خارج حدود دخلى (كان ذلك الحديث عام 1984).

قلت: ماذا تقول للشباب الذى يسافر إلى الخارج ويتأثر بما تأثرت به عندما سافرت فى العشرينيات إلى باريس؟

قال: أقول لكل منهم قدس ماضيك دون أن يجعلك هذا التقديس تغلق نفسك لتقبل كل جديد ينفعك ولو كان ذرة من أشعة. اغترف بشجاعة من كل منبع وخذ من كل ميراث لتثرى عقلك ويتسع أفقك.

قلت: هل لو كنت ولدت وكبرت فى عصر ظهر فيه التليفزيون.. قال قبل أن أكمل: ربما انشغلت بالفرجة على التليفزيون وحُرمت من دخول مكتبى كما كنت أفعل بالساعات العشر مرة واحدة.

قلت: لماذا لم تنجح رواياتك فى التليفزيون؟ قال: بيقولوا ليس فيها نبض الجماهير.

قلت فى كلمات سريعة: ما هو الشباب؟ قال: زهر الصباح فى آنية الوجود. والثقافة؟ قال: نحلة تتغذى وتغذى بثمار العقل والروح. والحب؟ قال: زكام يعطس فيه القلب وتدمع العين، والسياسة؟ قال: رمال متحركة والبارع من يجتازها سالما. والمرأة؟ قال: مخلوق فى يمناه السعادة وفى يسراه الشقاء.

قلت له: ما هو الخلود فى رأيك؟ قال: كلمة اخترعها الإنسان الفانى. قلت: والحياة؟ قال: يقظة بين نومين، قلت: والموت؟ قال: النوم الأخير.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل