المحتوى الرئيسى

طارق شعار.. الأحلام تتحقق!

08/23 18:11

أول عضو عربي في الرابطة الدولية للرسامين الفلكيين.

يُقال أنَّ الحلم بلا خطة أو عمل هو مجرد تخيلات، ورغم العمل والجهد قد تأخذ الأحلام وقتاً وتضحياتٍ لكنّها تتحقق في النهاية. هذا ما آل إليه حُلم العضو المتطوع في مبادرة ناسا بالعربي الفلسطيني طارق الشعار، فقد حصل على عضوية الرابطة الدولية للرسامين الفلكيين International Association of Astronomical Artists او اختصاراً (IAAA) كرسّام فلكي ليُحقق بذلك إنجازاً هاماً بكونه أول عضو عربي في الرابطة.

الرابطة الدولية للرسامين الفلكيين هي مؤسسة دولية تجمع بين الفن وعلم الفلك، تأسست عام 1982 في الولايات المتحدة الأمريكية، وتضم أكثر من 120 عضواً في أكثر من 20 دولة حول العالم.

يعمل أعضاء الرابطة بالتعاون مع العلماء ووكالات الفضاء على إنتاج أعمال فنية تُجسد مشاهد الكون وظواهره العديدة، كالنجوم، والمجرات، والكواكب، والسُدم، والكوكبات النجمية، والأحداث الفلكية المختلفة بهدف مساعدة العلماء على خلق تصوّرات مُتخيلة (artist’s conception) للأجرام المُكتشفة والترويج لعلم الفلك، إضافة إلى تعزيز حب وعشق الكون في قلوب عامة الناس.

تضم الرابطة عدة أنواع من العضويات، اختار منها طارق عضوية الرسّام Artist Member، والتي تُتيح له الاستفادة من خبرات الرسّامين الأقدم وتبادل المعلومات والأفكار في مجال الرسم الفلكي معهم، إلى جانب الاستفادة من ورش العمل السنوية والمعارض التي تُنظمها الرابطة لصالح الرسامين الفلكيين حول العالم.

تبلغ رسوم عضوية الرسّام 50 دولاراً في السنة، ويُمنَحُ العضو مقابل هذه الرسوم مِنصة خاصة به/بها لعرض اللوحات الفلكية والأعمال الفنية. حصل طارق على هذه العضوية من خلال مراسلة الرابطة عبر البريد الإلكتروني مباشرة، تلا ذلك إرسال المتطلبات وهي: 5 لوحات فلكية على الأقل كعينة والسيرة الذاتية، كما يُطلب من المُتقدم كتابة رسالة يُوضح فيها سبب الانضمام وأهميته على المستوى الشخصي والمهني مستقبلاً.

وإلى جانب عضوية الرسّام، هناك أنواع أخرى من العضوية في هذه الرابطة نذكر منها

يعمل طارق كمترجم متفرغٍ منذ أكثر من 10 سنوات وعضويته في رابطة الرسامين الفلكيين ليست بالأولى في جهة تختص بعلوم الفلك، ففي عام 2016 انضم إلى مبادرة ناسا بالعربي التي تُعنى بترجمة المقالات العلمية والفلكية التي تصدر عن وكالات الفضاء المختلفة، كوكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية، من اللغة الإنجليزية إلى العربية وتقديمها للقارئ العربي لتضعه في ضوء العلوم وجديدها. وقد أسهم طارق في عدد كبيرٍ من المقالات الفلكية المترجمة، ووظف قدراته في الترجمة لصالح العلم ونشره في عالمنا العربي.

إضافة إلى ذلك، اختارت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا لوحتين من لوحاته الفلكية الرقمية في شهر آب/أغسطس وشباط/فبراير من عام 2015 ونشرتهما على الصفحة الرسمية لتلسكوب هابل الفضائي Hubble Space Telescope على موقع فيسبوك لتحوز على آلاف الإعجابات من متابعي الصفحات.

رابط نشر لوحات طارق على صفحة تلسكوب هابل

كل طفل لديه شيء يهتم به وشغف يسعد به، وطارق ليس استثناءً، فقد بدأ بالاهتمام بعالم الفلك منذ كان في الثامنة، عندما نظر للشمس التي ظهرت كقرص أبيض في جو مغبر واستطاع حينها رؤية البقع السوداء عليها، كما كان يراقب النجوم والقمر بشكل مستمر عبر منظار امتلكه، وساعده في ذلك أن منزله كان يقع في سهلٍ مكشوف بعيداً عن التلوث الضوئي والبنايات العالية. بالإضافة إلى ذلك، كان طارق متابعاً دائماً للأخبار والمقالات والبرامج الفلكية الأجنبية والتي ما زال يحتفظ بمجموعة كبيرة منها حتى الآن.

الخطوة الأولى في عالم الرسم

لم يبدأ طارق بالرسم الفلكي إلا مؤخراً، وتحديداً قبل 6 سنوات، فطفولته الفنية تركزت على رسم الطبيعة والحياة البرية ولم يتطرق للرسم الفلكي إلا بعد أن أصبح يتقن أساليب الرسم الرقمي Digital Art لأن الرسم الرقمي، حسب رأيه، يمنح الرسّام مرونة وحرية أكبر في استخدام الألوان والخطوط والأحجام ما يسمح له بإنجاز اللوحات بشكل أسرع. وبهذا الخصوص يقول طارق: "يتطلب رسم الكواكب والنجوم الكثير من الدقة والتفاصيل، وهو ليس بالسهل إن استخدمت طرق الرسم التقليدية (كالرسم بالألوان الزيتية والأكريلك).

كما نرى في عالمنا اليوم أن المقالات الفلكية تخرج إلينا بشكل يومي، وهذا يعني أن الرسامين الفلكيين بحاجة لأن ينتجوا لوحاتٍ فلكية مرتبطة بهذه المقالات بسرعة وإتقان وبما يتوافق مع البيانات العلمية الصحيحة، وهذا ما توفره أساليب الرسم الرقمي تماماً. أعجبتني أعمال فلكية كثيرة كنت أراها على الإنترنت وهو ما شجعني لمحاولة رسم لوحاتي بنفسي وتعلم المزيد في كل يوم".

يهدف طارق إلى إيصال المشاهد الفلكية إلى عيون الناس، ليست فقط الخيالية منها، بل أيضاً تلك التي تُرسم على أساس البيانات العلمية الدقيقة التي تُصدرها وكالات الفضاء المختلفة، فهي تعتمد بشكل كبير على الرسامين والمُصممين الفلكيين من أجل ترجمة المعلومات والبيانات العلمية التي يحصلون عليها من بعثاتهم وأبحاثهم الفلكية وتحويلها إلى صور ورسومات تُسهّل على عامة الناس فهم الكون وظواهره وأسراره، وذلك لأن ربط الصورة بالنص هو أسرع طريقة لترسيخ المعلومات في ذهن المشاهد والقارئ، ولطالما أبهرتنا صور الكواكب والنجوم والمجرات التي رأيناها ولا نزال نراها، وكانت سبباً في شغفنا لمعرفة الفضاء والتعلم عنه.

أهم أخبار تكنولوجيا

Comments

عاجل