المحتوى الرئيسى

«تل دفًنٌّة».. حكاية أرض أمير الكويت الجديدة بالشرقية (صور)

08/23 13:48

جدل واسع أثاره قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمعاملة الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت، معاملة المصريين في تملكه 128 فدانًا بمحافظة الشرقية، وذهب رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن الأرض قد تضم قطعًا أثرية، فيما رجح الشرقاوية أن يتم استغلالها كمزارع سمكية.

«التحرير» انتقلت إلى ناحية «قصاصين الشرق»، التابعة لمركز الحسينية بمحافظة الشرقية، حيث تقع المساحة الأكبر من تلك الأراضي، والمُقدرة بـ 128 فدانًا بحوض خارج الزمام المُستجد رقم 9 قسم 21 بالناحية، إذ كان البحث عن مكان الأرض وتفاصيل بيعها وملكها أمرا في غاية الصعوبة.

«قصدك منطقة تل دفنة».. قالها عبدالسلام حسن العيلي، أحد كبار القصاصين، مشيرًا إلى مكان الـ 128 فدانًا، والتي تحتاج إلى دليل للوصول إليها، فضلًا عن أن العودة من الأرض مرةً آخرى أمر غير مضمون على حد قوله: «المكان نسمع من زمان إنه مليان آثار مدفونة فيه، ودخولك هناك ورجوعك تاني مش بالساهل يا أستاذ.. أنت غريب عن المكان».

ويتابع عبدالسلام: «المكان المقصود معروف بتقسيم الخمسات.. المساحات الكبيرة دي مش هنا، دي عند تل دفة اللي بقولك عليها، والأرض هناك مُهملة من حوالي 30 أو 40 سنة من يوم ما وعيت على الدنيا».

واصطحبنا الرجل إلى أقرب مكان للأرض، قبل أن يتوقف في المنطقة الواقعة بالقرب من طريق «الصالحية القديمة - القنطرة» على بُعد حوالي 10 كيلو مترات من محافظة الإسماعيلية، حيث المكان أشبه بصحراء تمتد على مرمى البصر، لا زرع فيها ولا ماء، ويتوقف الرجل على حدود المكان من الخارج، موضحًا أن هذه هي أبعد نقطة يمكن الوصول إليها، حرصًا على سلامتنا وضمانًا لعودتنا -على حد وصفه-.

أشار العيلي، إلى أن الأرض لا توجد لها مصادر مياه سوى الآبار والماء المعين، حيث أنها وطوال أكثر من 40 عامًا، لا تزل على حالها هذا، ويخشى الجميع الاقتراب منها.

تركنا الرجل وحاولنا التأكد من حقيقة مكان الأرض بطريقة آخرى، وحينما عُدنا إلى شرق القصاصين، وحاولنا الاستفسار من أهل المنطقة عن الأرض، أوضح الحاج «محمد سالم شلغم» صاحب محل بقالة بالمنطقة، أن المنطقة المقابلة، والتي ذهبنا إليها مع «العيلي» هي المقصودة، وتقع ضمن تقسيم الحوض رقم 9 بزمام شرق القصاصين.

وشدد شلغم، على أن أغلب أراضي الحوض مُهملة، فيما يقوم البعض بزراعة بعض المساحات الصغيرة الواقعة بالقرب من الطريق.

من جانبه، قال «أبو عمار» صاحب سوبر ماركت بمنطقة شرق القصاصين، إن الأرض مُهملة، وأنها كانت تُستخدم فيما مضى كـ«مدفن نفايات» خاصة بالجهات الحكومية، قبل أن يستفسر عن اسم صاحب الأرض «صلاح محمد السروي»، ويستأذننا في إجراء اتصال تليفوني، يغيب فيه نحو العشرة دقائق، قبل أن يعود ويؤكد أن هناك أحد الأشخاص يُدعى الحاج «محمد.غ»، يعرف الأرض وصاحبها جيدًا، وأنه متواجد حاليًا بقرية «سعود».

في قرية «سعود»، التقينا والحاج محمد، الذي أخبرنا أنه يعرف صاحب الأرض، وأنه من أحد عائلات القصاصين، قبل أن يؤكد على أنه -أي الحاج محمد-، يمتلك قطعة أرض ملاصقة لأرض «السروي»، وذلك بعد إطلاعه على صور أرض «تل دفنة» حيث أكد على أنها تقع في نفس المكان.

محمد.غ أكد امتلاكه مستندات توضح حدود الأرض والرسم الخاص بها، لافتًا إلى أن «السروي» باع الأرض مرات عديدة لأشخاص كثيرين: «المساحات دي كلها اتباعت لناس كتير.. الحاج صلاح السروي كان واخد الأرض وضع يد، واتصالح مع الدولة وبعدها باع الأرض لأكثر من واحد.. كل مشتري كان بياخد حتة من الأرض اللي مساحتها كانت 167 فدان».

وتابع: «اللي أعرفه إن الأرض كان عليها مشاكل مع المحافظة وكانوا رافضين يملكوها للسروي علشان مش مزروعة، والناس بتاعة المحافظة سحبوها قبل رمضان اللي فات»، قبل أن يتراجع عن حديثه برمته حينما علم أن الحديث كان للصحافة، قائلًا إنه لا يعرف الرجل صاحب الأرض ولا يعرف شيئًا، وأن الأمر ربما يكون تشابه أسماء.

ونشرت الجريدة الرسمية في عددها الصادر، الخميس، قرار رئيس الجمهورية رقم 386 لسنة 2017 والخاص بمعاملة الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، المعاملة المقررة للمصريين في تطبيق أحكام القانون رقم 143 لسنة 1981 المشار إليه وذلك بخصوص تملك قطع الأراضي التالية:

«6 أفدنة و4 قراريط و16 سهمًا» بحوض خارج زمام المُستجد الشرقي رقم 9 قسم أول وحاليًا بناحية قصاصين الشرق مركز الحسينية بمحافظة الشرقية، والمشتراة من «محسن إسماعيل محمد أبو العزم» مالك هذه الأرض بموجب العقد المشهر برقم 204 بتاريخ 22 نوفمبر 1990 شهر عقاري الزقازيق.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل