المحتوى الرئيسى

"المترو في بلاد برة".. حجز بالنت في طوكيو وتخفيض على الرحلات بالجزائر وموظفين لمساعدة الركاب في لندن

08/23 11:36

"هو وسيلة لنقل المسافرين الحضري لأعداد كبيرة موجه عن بعد في موقع مخصص مغلق، دون تقاطع مع وسائل النقل الأخرى والراجلين"، هكذا عرف الأمريكيون مصطلح "مترو النفاق" في دلالة عن السرعة وسهولة الوصل، في وسيلة مواصلات لا تعرف إزدحاما مروريا أو حوادث طرق.

"الوطن" رصدت شبكات لمترو الأنفاق عبر ثلاثة قارات لمعرفة طبيعة عمل المترو في ثلاثة دول ولا يمكن الحديث عن منظومة مترو أنفاق ناجحة إلا ووجب التطرق إلى الأقدم على الإطلاق وهو مترو أنفاق لندن الذي دشن عام 1863، الذي تم اقتباس فكرته من القطارات البخارية، حيث طور المقاول شارل بيرسن هذه الفكرة قبل التاريخ سالف الذكر بعقدين وتحديدا في عام 1845، لمواجهة التكدس المروري بالعاصمة البريطانية وتسهيل حركة 2.5 مليون نسمة حينها في 90 كم²، ليكون طول أول خط 6.5 كم انطلق من فارينجدون ستريت إلى بادينجتون.

275 هي عدد المحطات التي تكون شبكة مترو أنفاق لندن، منها 63 وسط المدينة، ويتعبر مترو الأنفاق هو وسيلة المواصلات الأقرب والأسرع للمواطنين وزائري المدينة الإنجليزية، لعدة أسباب لعل أبرزها توافر في معظم محطات المترو خرائط مثبتة على الجدران وموظفون على أهبة الاستعداد لتوفير كل ما قد يحتاج إليه الراكب من مساعدة، ويتكون نظام المترو في لندن من 6 مناطق التي تظهر على شكل دوائر تحيط بعضها ببعض، وتغطي المنطقة الأولى أو ما يسمى بالدائرة الوسطى منطقة وسط لندن وكلما ابتعدت عن الوسط يرتفع رقم المنطقة.

ولا يعمل المترو على مدار 24 ساعة، حيث ينطلق أول قطار بين الساعة 5:15 و6:00 من الاثنين إلى السبت وآخر قطار ينطلق من وسط المدينة في حوالي منتصف الليل. وفي أيام الأحد، ينطلق أول قطار بعد الساعة 7:00 بقليل وآخر قطار يغادر وسط المدينة بين الساعة 23:00 و23:30.

ومن القارة العجوز إلى آسيا وتحديدا إلى مترو طوكيو، الذي يعتبر جزء لا يتجزأ من نظام المترو الأوسع انتشارا على مستوى العالم في تجمع حضري واحد، وعلى الرغم من أن نظام المترو في حد ذاته يتركز في وسط المدينة، إلا أن الخطوط تمتد لمسافات بعيدة عبر خدمات موسعة مباشرة تعمل على خطوط سكك حديد الضواحي.

ومنذ عام 2008، أصبحت شبكة طوكيو مترو وتوي بالكامل تضم 274 محطة و13 خط، وتنقل شبكتا طوكيو مترو وتوي معًا أكثر من ثمانية ملايين راكب يوميًا في المتوسط، حسب موقع "اليابان اليوم" في نسخته الإنجليزية، وعلى الرغم من أن مترو الأنفاق يحتل المركز الأول في استخدام مترو الأنفاق على مستوى العالم، إلا أنه يشكل جزءا صغيرا من شبكة مترو السكك الحديدية الثقيلة في طوكيو ويمثل عدد ركاب مترو أنفاق طوكيو البالغ 8.7 مليون راكب يوميًا نسبة 22% فقط من عدد ركاب السكك الحديدية يوميًا في طوكيو والبالغ عددهم 40 مليون.

يتكامل كلا من نظامي طوكيو مترو ومترو أنفاق توي عن كثب من خلال نظام موحد لألوان الخطوط ورموز الخطوط وأرقام المحطات. إلا أن الإدارات المنفصلة لأنظمة المترو لديها بعض التفريعات، حيث يلزم شراء تذكرة ركوب خاصة للركوب لمرة واحدة عبر أنظمة مترو وتوي، وتكلفتها أقل من مجموع أجرة تذكرة مترو وأجرة تذكرة توي بمقدار 70 ين، ويتم حساب تكلفتها بناء على أقصر طريق ممكن بين المحطات الأصلية ومحطات الوجهة، وقد بسط نظام "باس نت" مشكلات حجز التذاكر هذه من خلال السماح باستخدام بطاقة مدفوعة الأجر مقدما لدى معظم الشركات المشغلة للسكك الحديدية في طوكيو الكبرى، مع استثناء ملحوظ وهو شركة شرق اليابان للسكك الحديدية التي واصلت استخدام نظام بطاقات سويكا، وقد تم طرح نظام بطاقات "باسمو" الجديد في عام 2007 ليحل محل نظام باس نت بالكامل في عام 2008، ليسمح أخيرًا باستخدام نظام موحد للبطاقات مدفوعة الأجر مقدما في معظم أجزاء نظام النقل بطوكيو، بما في ذلك شركة شرق اليابان للسكك الحديدية، والأجرة التي يحتسبها نظام البطاقات مدفوعة الأجر مقدمًا هي نفسها التي يدفعها مستخدمو التذاكر الورقية.

وكما هو شائع في أنظمة مترو الأنفاق اليابانية، يقوم العديد من الخطوط العاملة فوق الأرض وخطوط الأنفاق في طوكيو الكبرى بتشغيل خدمات مباشرة على خطوط طوكيو مترو وتوي، وبمعنى أوسع، فإنها تُعتبر جزءًا من شبكة مترو أنفاق طوكيو، مما يجعلها تصل إلى مسافات أبعد في الضواحي.

وإلى شمال القارة السمراء، وتحديدا مترو الجزائر أو كما يطلق عليه "قطار الأنفاق" والذي يتم تشغيله عبر الهيئة المستقلة للنقل الباريسي فرع الجزائر، ويوجد به 8 خطوط يبلغ طولها 51.6 كم بـ51 محطات معظمها تحت الأرض. يركب في مترو الجزائر حوالي 65 ألف راكب يوميا.

مترو الجزائر مشروع يعود تاريخه إلى سنة 1970 في عهد الرئيس هواري بومدين، وخطط له لمواجهة الانفجار الديموجرافي ومتطلبات النقل الجماعي الحضري للعاصمة الجزائرية، أول انطلاقة لإنجاز المشروع كانت في 1980، ولكن إنجازه تأخر نظرا للصعوبات المالية والأمنية في التسعينيات، ليدشنه رسميا يوم 31 أكتوبر 2011 الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، ووضع في الخدمة العمومية يوم 1 نوفمبر 2011 بمناسبة الذكرى 57 لاندلاع ثورة التحرير الجزائرية وهو يعتبر المترو الأول مغاربيا والثاني في إفريقيا بعد مترو القاهرة.

بلغت التكلفة الإجمالية للمرحلة الأولى حوالي 1.3 مليار دولار، وامتد الخط الأول على مسافة 9.5 كم وعشر محطات، وتم إنجازه من قبل تكتل مكون من ثلاث شركات، الفرنسيتان "سيمنس فرنسا" و"فينتشي" والأسبانية "كاف"، على أن تقوم باستغلاله "مؤسسة مترو الجزائر" بالاشتراك مع مؤسسة "إدارة وسائل النقل الباريسية".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل