100 خلاف بين عائلات كبرى بقنا.. ولجان المصالحات والأمن تنهى نصفها

انتشرت الخلافات الثأرية فى معظم مراكز وقرى محافظة قنا، وأدت لسقوط عشرات الضحايا ما بين قتيل ومصاب، جراء تناحر المتخاصمين، مستخدمين كافة الأسلحة النارية، ورغم قيام الأجهزة الأمنية ولجان المصالحات والقيادات التنفيذية بإنهاء عشرات الخصومات، إلا أن تلك اللجان ما زالت أمامها تحديات كثيرة للقضاء على هذه الظاهرة المتفشية فى المجتمع الصعيدى.

وترصد «الوطن» الخريطة الثأرية فى المحافظة التى تضم وقائع ثأرية كثيرة، ففى قرى مركز أبوتشت توجد خصومة «الطوايل» و«الغنايم» بقرية كوم هتيم، وفى قرية الخوالد خصومة «الثروات» و«الحجيزية»، وخصومة بين عائلتى «البحاروة» و«أبوعيسى»، وفى قرية الكرنك خصومة بين أبناء عمومة عائلة «اللوالقة»، إضافة إلى خصومة بقرية الحسينات وقرية القارة. أما فى مركز نجع حمادى فتوجد خصومات بقرى حمرة دوم، وأبوحزام، والنجاحية، والقناوية، والقصر، والشاورية، والحلفاية.

خصومة بين «الطوايل والغنايم» وبين «الثروات والحجيزية» فى «أبوتشت».. ومسئول أمنى: احترام القانون وتعديل إجراءات العدالة كفيل بإنهاء الظاهرة

وفى مركز دشنا خصومات بقرى ونجوع: قرية نجع سعيد، وقرى السمطا، وقرى فاو بحرى وفاو قبلى، وقرية الصبريات، وقرية أبومناع شرق والعطيات والغرابوة وقرى أبودياب شرق وغرب والعزب المصرى. وفى مركز قنا توجد 6 خصومات ثأرية فى قرية الحجيرات، وخصومتان بقرية أولاد عمر، أما فى مركزى قفط وقوص فتوجد 5 خصومات ثأرية بحسب مصادر أمنية.

وقال مسئول أمنى فى جنوب الصعيد إن محافظتى قنا وأسيوط فى مقدمة محافظات الصعيد من حيث عدد الخلافات الثأرية، وأفاد بأن عدد الخصومات الثأرية فى محافظة قنا وصل إلى 100 خصومة ثأرية، وبفضل الأجهزة الأمنية ولجنة المصالحات تم إنهاء 54 خلافاً ثأرياً، ويسجل مركز دشنا أعلى معدل بعدد 25 خصومة ثأرية بعد مركز أبوتشت.

وتابع أن العام الماضى، حسب إحصائية رسمية، شهد وقوع 19 قتيلاً بسبب الخصومات الثأرية، أما بعد مرور 6 أشهر من العام الحالى فوصل عدد ضحايا الثأر إلى 18 قتيلاً و17 مصاباً معظمهم فى أبوتشت، خصوصاً فى «كوم هتيم والكرنك».

وأضاف «المصدر» أنه للحد من مشكلة الثأر لا بد من نشر الوعى لدى المواطنين باحترام القوانين الخاصة بتلك الجرائم وبطريقة عادلة وتعديل الإجراءات، بحيث تكون العدالة ناجزة فى الاقتصاص، بدلاً من المماطلة فى الأحكام ولجوء المجنى عليه إلى تصعيد الخصومة وقتل أشخاص آخرين قد يكون شقيق الجانى أو ابن عمه حسب العرف المتعارف عليه فى الثأر بالصعيد.

المحافظ: عازمون على حل الخلافات.. ومدير الأمن يطالب المتناحرين بمساعدة الدولة

وطالب المسئول بتغيير الخطط الأمنية وحل المشكلة قبل تصاعدها بالجلوس مع رموز الطرفين وإنهاء الخلاف، وتفعيل دور العمد والمشايخ وإعطاؤهم صلاحيات لحل المشكلة حال انشغال الأمن بأحداث أخرى، والقيام بضربات أمنية على الأطراف لجمع الأسلحة، كما طالب بتجفيف منابع الأسلحة النارية التى دوماً ما تكون دافعاً لزيادة حدة الاشتباكات بين الأفراد والعائلات بعضهم البعض ووقوع ضحايا.

وأشاد «المصدر» بحملة الأمن العام الشهر الماضى التى نجحت فى بسط الأمن بالقرى الملتهبة مثل الكرنك وحمرة دوم وأبوحزام عندما تم ضبط أكثر من 300 قطعة سلاح نارى وآلاف الطلقات النارية وتنفيذ أكثر من 4000 حكم قضائى وهدم منازل المجرمين وأطراف الخصومات المخالفة التى كانوا يستخدمونها فى إطلاق النيران، مؤكداً أن «الداخلية» ستواصل حملاتها على المناطق الملتهبة باستهداف أطراف الخصومات الثأرية.

وقال اللواء عبدالحميد الهجان، محافظ قنا، إن الخلافات الثأرية أنهكت أهل الصعيد، وعليهم التخلى عنها وترك القانون يأخذ مجراه لأنه من ضمن الأسباب التى أخرت قاطرة التنمية فى جنوب قنا صراعات الأفراد بعضهم البعض، موضحاً أن الدولة عليها وضع مواد دراسية أو مناهج فى المراحل التعليمية الأولى تعلمهم التسامح وأن هناك دولة يمكنها أن تأخذ حقوقهم وأن المخطئ سيضبط وسيحاسب حسب القانون.

وأضاف «الهجان» أنه منذ توليه منصب المحافظ فى قنا تم إنهاء 54 خصومة ثأرية أبرزها صلح المخالفة والسحالوة، التى حولت مدينة فرشوط، أكبر مركز تجارى فى قنا، إلى مدينة أشباح، حامداً الله على إنهاء الصلح ووضع لمساته الأخيرة بحضور لجنة المصالحات داخل مكتبه بديوان عام المحافظة، مطالباً المتناحرين بالانسياق للقانون، مؤكداً أنه عازم على إنهاء كافة الخصومات الثأرية فى المحافظة بالتعاون مع الأجهزة الأمنية بقيادة اللواء علاء محمود العياط، مدير الأمن، ولجان المصالحات.