المحتوى الرئيسى

وكيل «مصالحات»: ننهى عشرات القضايا عرفياً.. والجهل والعصبية أكبر أعدائنا

08/23 09:58

أرهقت ظاهرة الثأر أهالى الصعيد، وأصبحت عبئاً ثقيلاً على الدولة وسط مطالبات بتكاتف أجهزة الدولة لمواجهة هذه الظاهرة عن طريق نشر الوعى الدينى السمح وتعديل مناهج التعليم وتغيير القوانين لتحقيق العدالة الناجزة.

يقول الشيخ عبدالمعطى أبوزيد، وكيل أول لجنة المصالحات فى قنا، إن لجنة المصالحات هدفها وقف نزيف الدماء بين القبائل والعائلات فى المحافظة، وتمكنت من حل عشرات الخصومات والتصالح بين أطرافها إما بالقودة أو الدية، مشيراً إلى أن هناك صعوبات تواجهنا كأعضاء لجنة فى حل بعض المشكلات والتعامل مع أحداث القتل البشعة فى الأيام الأخيرة على غير المألوف، حيث زاد غضب أطراف الخصومة ولم يعد يقبلون فكرة التصالح.

باحثة اجتماعية: لا بد من تغيير أسلوب التنشئة.. ومدير متحف «السيرة»: المراكز الثقافية عليها التوعية بخطورة الثأر

وأضاف: فى قرية السمطا بمركز دشنا، لو جاء ضيف القرية وقابل شخصاً وسأله عن آخر قد يكون خصمه، يُكرمه ويرسله إلى منزل من سأل عليه، ورغم كثرة الخلافات الثأرية بهذه القرية إلا أنهم متمسكون بأعرافهم. وتابع القول: ما يحدث من بشاعة فى القتل وقتل أشخاص لا ذنب لهم أصبح شائعاً، فالقاتل لا يدرى لماذا قَتل والمقتول لا يدرى لماذا قُتل.

وترجع الباحثة الاجتماعية مروة محمد عبدالرحيم، تفشى ظاهرة القتل فى المجتمع الصعيدى تحت مظلة «الثأر»، إلى التنشئة الاجتماعية للفرد داخل المجتمع، فالأسرة تحرض أطفالها منذ النشأة على الأخذ بالثأر من أخيه أو صديقه فى المدرسة، معتقدين بذلك أنهم يزرعون داخله الجرأة والكرامة والعزة، مشيراً إلى أن للموروثات التراكمية دوراً كبيراً فى الإقبال على القتل والعنف، فى ظل غياب القانون وبطئه فى إنجاز تلك القضايا بالقصاص لأصحابها، ما جعل الناس يلجأون إلى أخذ حقهم بأيديهم لما يظنون أنه حق حتى لو اضطر للقتل.

وقال مصطفى الشطبى، عضو المكتب السياسى لحزب الكرامة الشعبى الناصرى بقنا، إن الدولة والأجهزة المعنية منذ زمن بعيد أقدمت على محاولات للعلاج، لكن لم تكن لها نتائج ملموسة، وهذا نتيجة العلاج الروتينى مع غياب الوعى وعدم وجود مراكز ثقافية وقوانين ناجزة وصارمة تطبق على الجميع، والقضاء على تجار السلاح مشعلى الفتنة.

وقال أحمد خليل، مدير مركز ومتحف الأبنودى فى قنا، الذى يعد أكبر مراكز الثقافة فى الصعيد، إن المتحف يعقد جلسات ثقافية لتعارف شباب القرى المجاورة للمتحف، لبث ثقافة الحوار وحضارية الاختلاف بين الشباب، خاصة أن معظم الخلافات الثأرية تكون فى القرى والنجوع وليس المدينة.

وأشار إلى أن ورش الأطفال الفنية تركز دائماً على دعم الحس الفنى وربطه بالسلام والأمان لضمان إبداع جيد والتأكيد على خلق ثقافة الحب والخير بين النشء، مطالباً مراكز الثقافة بالتكاتف لخلق أجيال مثقفة فى مجتمع غابت عنه الثقافة المجتمعية والحوار.

ويقول إسلام عبدالحميد، مدرس بمركز دشنا، إن أفضل الحلول لهذه الظاهرة هو توعية الناس بالقانون وتعريفهم بأضراره على حياتهم ومستقبل أبنائهم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل