المحتوى الرئيسى

الهندسة الذكية.. في خدمة حماية المدن الكبرى من الإرهاب

08/23 07:43

أجرت DW حوارا مع أستاذ الهندسة الإنشائية في جامعة الجيش الألماني في ميونيخ نوربرت غيبيكن والذي تحدث عن إمكانية الحد من الهجمات الإرهابية عن طريق إعادة هيكلة المدن. وبناء حواجز لا ترى، من أجل فرض الأمن داخل مراكز المدن الكبرى وعلى الطرقات.

DW: سيد غيبيكن، هل يمكن تأمين مراكز المدن مثل برشلونة، برلين أو نيس ضد هجمات إرهابية  بالسيارات؟

نوربرت غيبيكين: في هذه الحالة إن أردنا تحري الصدق، فمن الواجب أن أقول أنه يمكن أحيانا بعد إتباع هذه الإجراءات تخفيف الضرر الواقع من جراء الهجوم، ولكن لا يمكن أن نمنع هذا الهجوم. بعد أحداث 11 سبتمبر وجدت هذه التغييرات، بأن ينطلق انتحاريون من مناطق الحروب إلى أرجاء العالم. لذلك ظهر هذا التساؤل وهو كيف يمكن أن نحمي المجتمع من انتحاريين يرتدون حزاما ناسفا، إلا أن منع هؤلاء غير ممكن عمليا.

كيف يمكن الحد من التأثير إذاً؟

هناك بالفعل إمكانيات مختلفة، مثل بناء إعاقات أو حواجز من أجل منع هجمات السيارات أو الشاحنات. إلا أن هذا لا يعني أنه يجب دائما بناء معيقات او حواجز، بل يمكن أيضا عن طريق تنظيم ذكي للهندسة المعمارية للحدائق والطرق في المدن، بأن نقيم عوائق للحد من الهجمات بدون أن تبدوا بأنها عوائق.

إذا هي نسخة أجمل ؟

شارك أهالي برشلونة الأحد في قداس في كاتدرائية ساغرادا فاميليا (العائلة المقدسة) تكريما لضحايا الاعتداءين في مقاطعة كاتالونيا بإسبانيا، حيث كشفت الشرطة تفاصيل حول المهاجمين الذين كانت في حوزتهم 120 قارورة غاز. (20.08.2017)

بدأت محكمة ابتدائية ألمانية محاكمة مراهق سوري للاشتباه في تعاطفه مع تنظيم "الدولة الإسلامية". وبسبب عمره لن تكون جلسات المحاكمة علنية. (22.08.2017)

بالضبط. ولكن ليس فقط جميلة. نحن نحاول فرض الأمن بمساعدة الأشياء القائمة مثل المقاعد والأكشاك والمصابيح، إجراءات لها عادة تأثير إيجابي على البيئة الحضرية، وعادة ما يشعر الناس بمزيد من الراحة في مثل هذه البيئة الحضرية الخضراء.

ولكن هل يمكن لبعض الأشجار ومقاعد أن توقف شخص ما يريد أن يهاجم حشدا عن طريق شاحنة؟

نحن لدينا فئات مختلفة من العوائق، من الخفيفة وحتى التي تستطيع منع الهجوم عن طريق شاحنة. والسؤال الوحيد هو: هل يحتاج المرء إليه في كل مكان؟ نحن نستطيع أيضا عن طريق هذه العوائق أن نمنع المركبات من تجاوز سرعات محددة. ويمكن ذلك عن طريق إقامة عوائق على الشوارع المفتوحة ما يساهم في تخفيف السرعة. لكن شوارع في برشلونة ونيس تساعد على زيادة السرعة بدلا من تخفيفها. 

ولكن إذا أردنا إعادة هيكلة كل الشوارع الفخمة وتغيير مدننا وفقا لهذه المعايير، ألا يعتبر ذلك اعتراف بالخوف من الإرهابيين؟

 يمكن الموافقة على هذا الأمر بالتأكيد، ولكن علينا كذلك أن نسأل أنفسنا عن مدى الأمن الذي يمكن أن يتحمله المجتمع. وهل تحد هذه الإجراءات الأمنية التي نريد من حريتنا؟ هذه هي الأمور التي نناقشها باستمرار في مجتمعنا بعد هذه الهجمات. وأعتقد أننا لا نملك حلا واضحا لهذه المسألة حتى الآن.

الخبير في مجال الحماية الأمنية نوربرت غيبيكن

كيف تختلف درجة التأمين من مدينة لأخرى؟

ثمة مدن في أوروبا تعرضت لهجمات واتخذت إجراءات كرد فعل، وهو ما يراه المرء في لندن على سبيل المثال أو باريس حيث يزيد تواجد الشرطة كما يتم اتخاذ إجراءات معينة. لكن هنا يجب القول أن رد الفعل يكون زائدا عن الحد في بعض الأحيان، ففي برلين على سبيل المثال وبعد الاعتداء الذي وقع هناك، تم عمل حواجز بشكل مفاجئ على جميع أسواق عيد الميلاد حتى في القرى الصغيرة. كان الهدف هو تعزيز الشعور بالأمن أكثر منه خلق الأمن بشكل فعلي.

وماذا عن تأمين الاحتفالات الشعبية الكبيرة؟ هل هذا أسهل؟

تم تفتيش حقائب اليد ومنع الدخول بحقائب الظهر خلال احتفال "أكتوبر فيست" العام الماضي، وهو ما يوضح إمكانية زيادة الإجراءات الأمنية بشكل كبير فيما يتعلق بأحداث معينة. ثمة إجراءات أخرى كوقف تحليق الطائرات وتفتيش الحقائب وهكذا. لكننا لا نرغب في تخويف الناس، فخطورة أن يفقد المرء حياته نتيجة لعمل إرهابي في ألمانيا، هي أقل من تلك الخطورة الناتجة عن الموت بسبب البرق. هذا بالطبع لا يعزي من يصيبه هذا الأمر، لكنني عندما أتحرك في برلين أو ميونيخ، فأنا لا أشعر بأن الخوف يدفع الناس لتجنب أماكن بعينها. المجتمع يتعامل بوعي كبير في الواقع وأعتقد أن هذا هو أكثر الأمور العقلانية التي يمكن للمرء القيام بها.

نوربرت غيبيكن هو أستاذ الهندسة الإنشائية في جامعة الجيش الألماني في ميونيخ. وهو أيضا المتحدث باسم مركز البحوث RISK المتخصص بمخاطر البنية التحتية والأمن والنزاع. وتشمل مجالات خبرته الحماية الهيكلية للسكان من الإرهاب والكوارث الطبيعية.

قتل 13 شخصا في "هجوم ارهابي" استهدف جادة لا رامبلا التي يقصدها عدد كبير من السياح في برشلونة الخميس (17 أب/أغسطس 2017)، بعد أن صدم سائق شاحنة صغيرة حشدا ما اوقع ايضا عشرات الجرحى، بحسب السلطات الاقليمية.

أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن الاعتداء في برشلونة، فيما صرح رئيس وزراء إقليم كتالونيا الإسباني، كارلس بوتشدمون، أن السلطات الإسبانية ألقت القبض على اثنين من المشتبه في ارتكابهما الهجوم.

وأثار الاعتداء موجة تنديد دولية وتضامنا كبيرا مع إسبانيا التي لم تتعرض في الاعوام الاخيرة لاعتداءات مماثلة ضربت العديد من العواصم الاوروبية. وندد القصر الملكي الاسباني ورئيس الوزراء ماريانو راخوي بالاعتداء. وأعرب بابا الفاتيكان فرنسيس الأول عن مواساته لضحايا حادث الدهس الإرهابي، فيما أكد الأزهر في بيان رفضه "لكل العمليات الإجرامية التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية في أي مكان من العالم".

مساء الأحد 4 يونيو/حزيران) قاد مهاجمون يشتبه بأنهم متشددون شاحنة صغيرة بسرعة كبيرة ودهسوا مارة على جسر لندن قبل أن يطعنوا آخرين في شوارع قريبة مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة نحو 50 آخرين، قبل أن تقتل الشرطة المهاجمين المفترضين الثلاثة.

تعرض حفل غنائي للمغنية الأمريكية أريانا غراندي مساء يوم الاثنين (22 أيار/ مايو 2017) في مانشستر لهجوم انتحاري صنفته الشرطة حتى الآن على أنها شُنت على "خلفية إرهابية" في بهو بالقاعة عقب انتهاء الحفلة.

أدى الهجوم إلى مقتل أكثر من 20 شخصاً، حسب إحصاءات أولية، وإلى إصابة نحو 60 شخصاً. وقالت الشرطة إن أطفالاً بين قتلى الهجوم ومن المرجح ارتفاع عدد القتلى بسبب الاصابات الخطيرة بين الجرحى.

أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن الهجوم الذي نفذه لاجئ أفغاني مسلح بفأس في إحدى قطارات ألمانيا، ليصبح رقما في القائمة الطويلة للأعمال الإرهابية التي نفذتها مجموعات وتنظيمات إسلامية إرهابية.

وقال "داعش" من خلال وكالته "أعماق" إن اللاجئ الأفغاني "نفذ العملية استجابة لنداءات استهداف دول التحالف" التي تقاتل "داعش".

وتبنى تنظيم "داعش" المتطرف قبلها بأيام قليلة الهجوم الذي نفذه تونسي بشاحنة دهس بواسطتها جمعاً كبيراً من الناس في مدينة نيس في جنوب فرنسا ما تسبب بمقتل 84 شخصاً وأثار صدمة في البلاد.

هزت هجمات إرهابية دامية بروكسل (22 آذار/ مارس 2016)، إذ أودى انفجاران في مطارها الدولي إلى مقتل 13 شخصاً على الأقل، وانفجار آخر في إحدى محطات المترو ما دفع بعدة عواصم أوروبية إلى تعزيز الإجراءات الأمنية.

في شباط/فبراير 2015، فتح شاب من أصول فلسطينية النار على جلسة نقاش حول التيارات الإسلامية و حرية التعبير، تزامنا مع هجوم ثان استهدف كنيسا يهوديا.

مجلة "شارلي إبيدو" الفرنسية تعرضت في مقرها بباريس لهجوم في شهر كانون ثان/ يناير 2015 من قبل إسلاميين، ما أسفر عن مقتل 12 شخصا، كما قتل منفذا العملية لاحقا.

في شهر أيار/ مايو 2014 قام جهادي فرنسي عائد من سوريا بهجوم مسلح على المتحف اليهودي في العاصمة البلجيكية بروكسل، أسفر عن مقتل أربعة أشخاص.

في آذار/مارس 2011 قام الباني بقتل جنديين أمريكيين، وجرح اثنين آخرين عند فتحه النار على حافلة كانت تقل جنودا أمريكيين بمطار فرانكفورت في ألمانيا.

في كانون الأول /ديسمبر 2010 وقع انفجار في العاصمة السويدية ستوكهولم، أوقع قتيلا وجريحين، حسب مصادر أمنية رجحت بأن القتيل كان منفذ العملية.

أصدرت محكمة دوسلدورف في آذار/ مارس 2010 أحكاما بين خمس سنوات و12 سنة بحق عناصر ما عرف بـ"خلية زاورلاند"، أدينوا بالتخطيط لشن هجمات إرهابية في ألمانيا.

تعرض الرسام الدنماركي كورت فيسترغارد لمحاولة اغتيال فاشلة عام 2010، وذلك بعد أربع سنوات من نشره رسومات للنبي محمد في صحيفة يولاند بوستن.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل