المحتوى الرئيسى

الخصومة بين أردوغان وغابرييل تصل عيادة زوجة الوزير الألماني

08/22 20:08

بوضوح شديد قولا وعملا ،أبدى زيغمار غابرييل، وزير خارجية ألمانيا، اهتماما شخصيا بقضية الكاتب الألماني ذي الأصول التركية، دوغان أخانلي، الذي اعتقلته إسبانيا.

تركيا طالبت بتسليم الكاتب، وبعدها صرح غابرييل مساء الإثنين في مدينة لودفيغسهافن:"أردوغان يجعل من تركيا دولة غير ديموقراطية". وأضاف السياسي المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي: "الانقلاب العسكري، الذي وقع في تركيا قبل عام كان سيئا، لكن أردوغان نفسه يقوم الآن بانقلاب".

غابرييل، الذى يعيش مع عائلته بمنطقة غوسلار بشمالي ألمانيا، ذكر أن زوجته، التي لديها عيادة طبية لجراحة الأسنان، تعرضت للتهديد، حيث وجدت تسجيلا لمكالمة تهديدية في البريد الصوتي بهاتف عيادتها الخاصة.

وبحسب الوزير الألماني فإن تعرض زوجته للتهديد جاء نتيجة للخلاف الحاد بينه وبين الرئيس التركي الأُوتُوقْراطِيّ. "من خلال الطريقة، التي يتعامل بها أردوغان، من الواضح أن البعض يشعر بالتشجيع ويحاول التشاحن مع زوجتي ومضايقتها".

في الواقع كان أردوغان قد وجه كلامه إلى غابرييل مؤخراً قائلا ً:"من أنت لتتحدث عن رئيس تركيا؟ عليك أن تلزم حدودك!" وتابع الرئيس التركي: "كم قضيت من عمرك في عالم السياسة؟ كم يبلغ سنك؟"

فيما كان غابرييل قد انتقد سابقا الرئيس التركي، الذى حثَّ الألمان من أصول تركية على عدم التصويت في الانتخابات التشريعية المقبلة في ألمانيا لحزب المستشارة أنغيلا ميركل المحافظ أو الحزب الاشتراكي أو حزب الخضر، واصفاً إيَاها بأعداء تركيا.

زيغمار غابرييل مع زوجته أنكه وابنتهما ماري في لقاء مع الرئيس السابق غاوك والمستشارة ميركل بعد تعيين غابرييل وزيرا للخارجية.

في مقابلة مع محطة الإذاعة الألمانية "دويتشلاند فونك" صرح عضو البرلمان التركي مصطفى ينر أوغلو بخصوص التهديدات المقلقة، التي طالت زوجة وزير الخارجية الألماني :"إن التهديدات لا علاقة لها باستراتيجية تركيا في التعامل مع غابرييل".

ينر أوغلو، هو عضو بحزب العدالة والتنمية الحاكم ورئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان التركي وقال عن الرسالة المتروكة على هاتف زوجة الوزير الألماني: "هنالك شخص ما مضطرب في كل الأحوال، لدرجة أن يصل به الأمر إلى هذا الحد، الذي هو أيضا غير مقبول." وتابع المسؤول التركي "لكن من الواضح أيضا أنه من المهم بالنسبة للرئيس أردوغان، أن تكون اللقاءات على قدم المساواة، وهذه مسألة بالغة الأهمية بالنسبة له، فهو ينتظر تعاملا محترما مع بلاده". وواصل ينر أوغلو حديثه: "الأزمان التي كان يشار فيها باستمرار إلى تركيا بأصبع السبابة المرفوعة انقضت وولت بشكل نهائي".

مصطفى ينر أوغلو رئيس لجنة حوق الإنسان في البرلمان التركي: "أردوغان ينتظر المعاملة على قدم المساواة"

ارتفعت حدة السجال بين تركيا وألمانيا على خلفية تصريحات الرئيس التركي أردوغان حول الانتخابات الألمانية وكذلك حول واقعة توقيف كاتب ألماني من أصل تركي. منافس ميركل على منصب المستشار مارتن شولتس دعا إلى التشدد مع أردوغان. (21.08.2017)

قال رئيس الكتلة البرلمانية لتحالف المستشارة الألمانية إن أنقرة ترغب في تدمير العلاقات مع برلين لأسباب "سياسية داخلية". ودعا الألمان ذوي الأصول التركية بألا يتركوا أنفسكم لتأثير أي أحد من الخارج، مضيفاً: "ألمانيا بلدكم". (21.08.2017)

بعد أشهر طويلة من ضبط النفس من قبل الحكومة الألمانية في ردها على تصريحات أردوغان الاستفزازية، بدَّل غابرييل خصوصا من لهجته منذ أوائل يوليو/تموز. وكان السبب المباشر هو اعتقال الناشط الحقوقي بيتر شتويتنر في تركيا.

كان شتويتنر في زيارة لتركيا للمرة الأولى للمشاركة في ورشة عمل. ومنذ ذلك الحين، تم سجنه من دون دعوى قضائية؛ وهو متهم بدعم الإرهاب، مثل آخرين كثيرين. وبناء على ذلك شدد غابرييل على تعليمات السفر الصادرة عن وزارة الخارجية الألمانية. وعلاوة على ذلك تريد الحكومة الألمانية الآن مراجعة ضمانات التصدير والاستثمارات في تركيا. وقال غابرييل آنذاك: "لا يمكنك أن تنصح أي شخص بالاستثمار في بلد لم يعد به ضمانات قضائية".

كما يوجد في السجن بتركيا أيضا كل من الصحفي الألماني دنيز يوجيل والمترجمة ميسال تولو. ومصيرهما مجهول تماماً نتيجةً لحدة التوترات في العلاقة الألمانية التركية. وعلى كل حال فبإمكان السفير الألماني في تركيا مارتن إردمان، أن يقوم بزيارتهما هذا الأسبوع في السجن، إضافة إلى زيارة الناشط الحقوقي بيتر شتويتنر، المعتقل هناك أيضا.

تعد تركيا أحد أكثر الوجهات السياحية المحببة للألمان. وتتضمن الإجراءات الجديدة تشديد تعليمات السفر لتركيا ومطالبة المواطنين الألمان بتوخي الحذر، لكن مثل هذه التعليمات لا تمثل أقسى إجراء دبلوماسي يمكن أن تتخذه ألمانيا، التي كان من الممكن أن تصدر تحذيرا من السفر إلى تركيا.

تتمتع تركيا بأهمية خاصة كنقطة ربط بين أوروبا وآسيا علاوة على أهميتها الإستراتيجية كجارة لليونان وبلغاريا من ناحية، وسوريا والعراق وإيران من ناحية أخرى؛ أي أنها تقع على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي وفي الوقت نفسه جوار مناطق مشتعلة في الشرق الأوسط.

اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد تركيا، من الممكن أن يؤثر على التواصل مع الألمان المحتجزين هناك وعددهم تسعة أشخاص، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.

يرجع انضمام تركيا لحلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى عام 1952، كما أن الجيش التركي يعد من أكبر جيوش العالم إذ يبلغ قوامه نحو 640 ألف جندي وموظف،وفقا لتقرير لوكالة الأنباء الألمانية، وبالتالي فهو يحمل أهمية في التصدي لـ"تنظيم الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا بـ"داعش".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل