المحتوى الرئيسى

"المزاج يحكم".. نرصد معاناة الركاب داخل "امبراطورية المواقف"

08/22 14:54

مع ارتفاع سعر البنزين خلال الفترة الأخيرة، كان من المُحتم زيادة مرتقبة في أسعار أجرة ركوب وسائل المواصلات وهو ما حدث بالفعل، الأمر الذي دفع الجهات المختصة لوضع تسعيرة موحدة منعًا لاستغلال سائقي السيارات، وعلى الرغم من ذلك لم يتوقف سائقو عربات الأجرة عن استغلال الركاب في المواقف المختلفة ما جعل العبء يزداد على عاتق محدودي الدخل.

معاناة الركاب أوضحها "محمد عبد الكريم"، 42 عامًا، قائلًا لنا: نتعرض يوميًا لاستغلال السائقين في موقف شبرا الخيمة عند عودتي إلى محافظة المنوفية، فالمعروف أن أجرة الركوب 9 جنيهات إلا أن سائقي العربات يستغلون زحام الركاب خاصة مع حلول الساعة 11 ليلًا ومن ثم تزيد الأجرة إلى أن تصل إلى 15 جنيهًا دون رقابة أو حساب.

وأضاف "مروان كريم"، 27 سنة، أصبحت وسائل المواصلات سيئة للغاية خاصة مع استغلال السائقين ورفع سعر الأجرة على الركاب يوميًا، مشيرًا إلى أن قلة المواصلات وزيادة الإقبال من الركاب تشجع السائق على رفع الأجرة، وأمام متاعب العمل اليومية تبقي موافقة الركاب أكيدة وبدون نقاش.

وبالانتقال إلى موقف عبود لم تختلف المعاناة كثيرة، حيث اتفقت معهم في الرأي "نور حسن"، 25 سنة، قائلة: "كل يوم استغلال من السائقين حتى بقيت المشكلة طبيعية جدًا"، مناشدة الجهات المسؤولة سرعة تشكيل لجان متابعة وإشراف على المواقف، لتحجيم عملية دفع الأجرة وعدم السماح للسائق باستغلال الراكب أيًا كانت الظروف الموجودة، وعلى السائق أيضًا مراعاة محدودي الدخل فهناك ركاب دخلهم الشهري محدود لا يتحملون هذه الزيادات.

معاناة الركاب دفعتنا للبحث عن السبب الذى يدفع السائق لاستغلال الركاب على لسان خبراء الشأن، حيث علق الدكتور شوقي محمود، أستاذ علم الاجتماع بجامعة جنوب الوادي، قائلًا: إن حب الحصول على ربح يومي أكبر من المعدل الطبيعي يعد السبب الأساسي الذى يدفع السائق لزيادة أجرة الركوب على المواطنين، مشيرًا إلى غياب الضمير لدى أصحاب هذه الأعمال ومن ثم تتضاعف المشكلة.

وأضاف "محمود" في تصريح خاص لـ "دوت مصر": يعد تدني ثقافة بعض السائقين سببًا كافيًا للقيام بهذه الأعمال، فالثقافة والتعليم يساهمان بشكل كبير في ذكاء الشخص ومنعه من استغلال المواطن أيًا كانت ظروفه المادية.

ويرى الدكتور أكرم سعد، الخبير النفسي، أن معرفة السائق بمدى حاجة الراكب للوصول لمنزله أو لعمله هو ما يدفعه لزيادة أجرة الركوب عن قيمتها الحقيقية، مع مساهمة الركاب أيضًا في خلق المشكلة من الأساس، فعند لجوء السائق لزيادة الأجرة في المرة الأولى ومن ثم موافقة الراكب تولد المشكلة.

وتابع "سعد": يعرف السائق أن رأيه وهو الذى سيطبق خاصة مع عدم تخوفه من أي عقاب يحدث له من الجهات المسؤولة، كما يعاني البعض من حب فرض سيطرتهم على الجميع بأي طريقة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل