المحتوى الرئيسى

«التجديف».. الرياضة التي وهبتها بحيرة التمساح لشباب الإسماعيلية.. وأبطالها: لعبة القوة والرشاقة.. صور

08/22 13:15

بقارب ومجداف يتسابق أبناء منطقة قناة السويس ببحيرة التمساح، لاستكشاف البحر من خلال ممارسة رياضة التجديف، والتي عرفها الإنسان القديم منذ القدم، كما أن سكان ما بين النهرين، عرفوا ركوب القوارب والتسابق بها في نهري دجلة والفرات، وعرفها اليونانيون والرومانيون، وفي القرون الوسطى كان أهل البندقية يقيمون مسابقات رياضية تستخدم فيها قوارب يطلق عليها اسم "الجندول"، وشهدت مدن إيطاليا الأخرى مسابقات مماثلة في العصور الوسطى". 

هذا ما قاله الكابتن محمد ثابت، مدير الفنى لنادي التجديف بقناة السويس بمدينة الإسماعيلية، عن بدايات ظهور اللعبة في العالم، مشيرا في حديثه الخاص للموقع، إلى أن بداية دخول اللعبة الإسماعيلية كانت مع نشأة النادي عام 1913 تحت مظلة اتحاد اللعبة الإيطالي وقتها، وكانت جميع الفرق أجنبية من اليونان وقبرص وغيرها، واعتمدت رياضة التجديف في ذلك الوقت على مشاركة الأجانب، وهم من أدخلوها مصر عام 1903، حيث بدأت بشرطة القاهرة، المصري القاهري واليوناني المصري، وعرفتها بورسعيد عام 1924.

ويضيف ثابت: "التجديف هو واحد من أفضل الأنشطة الرياضية لزيادة اللياقة، وتحرص هيئة قناة السويس من خلال ناديها العام على تشجيع لاعبيه وتوفير جميع السبل من أجل الحفاظ على اللعبة، بنادي تجديف القناة والمطل على بحيرة التمساح والذي تم افتتاح أعمال تطويره مؤخرا بعد 15 عاما من الهدم التدريجي وإعادة البناء، ويستضيف بطولات الجمهورية في شهر مارس من كل عام".

ويوضح المدير الفني لتجديف القناة: "تمارس اللعبة في 36 ناديا منتشرين على مستوى محافظات مصر، بينهم 9 بمنطقة القناة وهي أندية هيئة الإسماعيلية وبورسعيد والسويس ونادى الجلاء للقوات المسلحة الجمالية والمنصورة والشرقية، و10 أندية أخرى بالإسكندرية، والباقي بالقاهرة".

ويصف ثابت التجديف بأنه رياضة القوة مع الرشاقة، لتحريكها كل عضلة بالجسم، موضحا: "للأسف هناك اعتقاد بأنها رياضة ذكورية ولا تناسب الإناث، ولكنها في الحقيقة تقوى عضلات الظهر، وبشكل عام فإن التجديف يقوي الساقين والذراعين، ويساعد على تقوية عضلات البطن، وينبغي دائما المتابعة مع الطبيب قبل البدء أو زيادة مستوى النشاط، ومع مزيد من الممارسة واكتساب الخبرات، ستجد أن التجديف أصبح مع الوقت أمرا ممتعا، وهو يعتبر نشاطا فريدا من نوعه يقدم الترفيه الاجتماعي إلى جانب المناظر الطبيعية الخلابة في أماكن البحيرات والأنهار".

ويقول المدير الفني: "كان نادي التجديف منذ بدايته من الأندية المميزة على خط مدن القناة، ومخصصا للعاملين الأجانب بقناة السويس، واستردته مصر مع تأميم القناة".

ويضيف: "في أندية القاهرة هناك 360 لاعبة وفي الإسماعيلية 3 والسويس لا يوجد لانتشار المعتقدات التي تعتبر اللعبة غير مناسبة للإناث، رغم أنه ببعض الأندية تمارس الفتيات اللعبة إلى سن المعاش دون توقف، وكان في 1926 السباقات ببحيرة التمساح لرياضيين أجانب، ذكور وإناث".

ويتابع ثابت: "نعاني من المعتقدات الخاطئة لدى الأهالي، وننتقي اللاعبين من الشارع إذا لزم الأمر، حفاظا على اللعبة، لأنها رياضة غير مربحة ولا تقارن بكرة القدم وشعبيتها وعائدها، ولكنها تعتبر واحدة من إحدى الألعاب الرياضية الراقية لارتفاع تكلفة القوارب، حيث تصل تكلفة القارب الفردي إلى 60 ألف جنيه، والقارب الزوجي 85 ألفا، والرباعي 130 ألف جنيه، والثماني 400 ألف جنيه".

وعن بداية مشاركة اللاعبين في البطولات، يوضح: "ننتقى اللاعبين من الجامعات والمدارس، ويخضعوا لفترة تدريب شهر كاملا، لتختار من بينهم الأفضل وينضم للفريق للمشاركة في البطولات، ويبدأ متوسط السن من 14 عاما، بطول لا يقل عن 160 سم". 

ويشير ثابت إلى أن ضمن توجيهاته للاعبين، الالتزام بنظام غذائي معين، لأن اللعبة تحرك جميع عضلات الجسم، وبالتالي كمية الحرق عالية جدا يتم تعويضها بالنظام الغذائي، وبيحدد حسب التمرين ومعدلات الحرق لكل لاعب.

ويقول: "لابد أن يتأكد المدرب من  ممارسة تمارين الإحماء والتهيئة قبل التجديف، لتجنب المشاكل ولاسيما مشاكل الظهر لأنها من أكثر الإصابات شيوعا"، مشيرا إلى أن تمارين القوة والثبات ينبغي أن تكون جزءا من روتين اللاعب اليومي، حيث إن كليهما يساعد في خفض خطر آلام أسفل الظهر.

ويضيف المدير الفني لتجديف القناة: "تواجه أندية الأقاليم تحديات كثيرة رغم أنها مصنع الأبطال، ولا يحصل لاعبوها على فرصتهم كاملة مثل تلك التي يحصل عليها لاعبو القاهرة"، مشيرا إلى حصول لاعبي تجديف القناة على ذهبيات، ورغم ذلك لا ينضمون للمنتخب لارتفاع تكلفة الإقامة ونقل القوارب.

وتابع: "ارتفاع تكلفة القوارب أحد أهم التحديات التي تواجه لعبة التجديف بشكل عام، ولكن إدارة هيئة قناة السويس توفر جميع السبل للحفاظ على استمرارية اللعبة، وبالفعل وافق الفريق مهاب مميش، رئيس الهيئة، على شراء دفعة قوارب جديدة مستوردة من إيطاليا".

وعن أبرز التوجيهات التي يوجهها ثابت للاعبين، يقول: "نقدم لهم نصائح بالسلامة وتقنية اللعبة، منها ارتداء سترة النجاة إذا لم يكن سباحا ماهرا، ماذا عليه تجنبه في الماء، الإضاءة والرؤية والظروف الجوية، نقاط الاتصال في حالات الطوارئ وأرقام الهواتف، ماذا يفعل إذا انقلب قاربه أو تسرب إليه الماء".

والتقى الموقع بأبطال الجمهورية من أبناء تجديف القناة، ويقول اللاعب إسلام وحيد محمود، 27 عاما: "بدأت من 10 سنوات، شجعني صديقي، وتعلمت واستمريت بانتظام في التدريب الذي قد يصل إلى التمرين كل يوم، وفي البطولات، نتدرب فترتين على مدار اليوم، وتعلمت من اللعبة الصبر والجلد وقوة التحمل، ومن مميزاته اللياقة البدنية للجسم، خاصة قبل بطولة الجمهورية، وأطمح من خلال التجديف لتمثيل مصر والانضمام للمنتخب".

محمود سليم، 29 عاما، الملقب بـ"اوتاكا"، يقول: "فضلت التجديف رغم أني لعبت في البداية كرة يد، ولكنها لعبة مظلومة في مصر ولا تحظى بتسليط الضوء عليها والاهتمام إعلاميا بتغطية فعالياتها، وأحلم بأن تأخذ حقها باعتبارها لعبة عالمية".

وتمارس سلمى محمد حسين، 20 عاما، رياضة التجديف منذ 6 سنوات، انجذبت خلالها لأجواء وحماس البطولات، وهو ما ساعدها لأن يصبح لديها هدف تسعى للوصول إليه، تتمنى الاحتراف بالخارج لاختلاف الأجواء بالمقارنة بنظيرتها داخل مصر.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل