المحتوى الرئيسى

المعرض الأول في الشتات الفلسطيني.. لمخيم "عين الحلوة" وجه آخر (صور)

08/22 12:40

بينما تتجدد الاشتباكات المسلحة بين الحين والأخر، في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان، أخرها يوم السبت الماضي، كان ثمة شباب من أهل المخيم، يرفضون الواقع الأليم، يعملون على بث الحياة في موطنهم البديل، يُثبتون عزيمتهم لحفظ القضية الفلسطينية وبقاء حق العودة حي في النفوس، حتى ولو لساعات معدودة؛ لهذا أصر مصطفى عوض على إقامة معرض مصور في إحدى شوارع "عين الحلوة".

في يوليو المنصرف، أقام عدد من الشباب في مخيم جباليا –شمال غزة- معرضًا مصورًا، في شوارع المخيم وضعوا صورًا معبرة عن حالهم في القطاع المحاصر، والقضية الفلسطينية التي تأبى أن تُنسى، أعجب ابن مخيم عين الحلوة –جنوب لبنان- بالفكرة، لاسيما أنه كان على تواصل مع القائمين على ذلك الحدث، أدار الأمر في نفسه، لا يتواجد مثل هذا النشاط في مخيمه؛ فقرر الشاب أن يقتبس تلك التجربة المسماة بـ"أزقة فوتوغرافية".

على مدخل حاجز الحسبة في المخيم، أخذت عيون الوافدين تمر على حبال، وُضعت عليها قرابة 80 صورة تم تثبيتها بمشابك، بينما يفصل بينها كلمات لأبناء المخيم ورسوم لفنان الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي. "الصور متنوعة تحاكي اللجوء ومعانا الشعب الفلسطيني وأخرى اختارها أصحابها للمشاركة بين صور طبيعة وأشخاص" يوضح "عوض" مضمون أعمال 25 مصورًا في "أزقة فوتوغرافية"، مشيرًا إلى أن المناضلة الفلسطينية ليلى خالد تقدمت الحضور مما كان له بالغ الأثر في نفوسهم.

كان معرض جباليا أٌقيم على شرف الذكرى الخامسة والأربعين لاغتيال الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني، بينما افتتح "عوض" معرض مخيمه تزامنًا مع الذكرى الثلاثين لرحيل رسام الكاريكاتير ناجي العلي، التي تحل في أغسطس الجاري، وهو من أبناء "عين الحلوة" لذلك جاء الحرص على ربط اسمه بـ"أول معرض في الشتات وتحديدا في مخيمنا" حسب قول القائم على المعرض.

شارع واحد فقط شمل أعمال "أزقة فوتوغرافية"، فيما كان من المفترض أن تنتشر بكافة "أزقة" المخيم، لكن ذلك لم يكن متاحًا "عين الحلوة كبير نوعًا ما فاخترنا شارع يتناسب مع المعرض والحضور" كما يوضح "عوض"، غير أن ذلك لم يثنِ الشاب عن هدف المعرض من تسليط الضوء على المخيمات الفلسطينية "التي أصبحت اليوم مهمشة ومتهمة دائما" على حد وصف ابن عين الحلوة.

افتتح المعرض المصور يوم الخميس الماضي، وما هو إلا يومًا انقضى حتى عادت الاشتباكات في ساحات المخيم، وعزم البعض على النزوح منه، إذ يشهد أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان -البالغ عددها 12 مخيمًا- نزاعًا مسلحًا يندلع من وقت إلى آخ، على مدار سنوات طويلة، أطرافه ثابتة: حركة فتح، الفصائل الإسلامية المتشددة، ويضاف لها قوات الأمن اللبنانية أحيانًا.

وإلى جانب المشاكل الأمنية، يعاني المخيم من وجود "جدار عنصري محاط به" كما يقول "عوض"، مما يسبب إحباطًا لأهالي عين الحلوة، الذين يعايشون أوضاعاً معيشية متدنية من ارتفاع معدل التسرب من التعليم، وظروف إسكان سيئة حسب رصد وكالة "الأونروا" – غوث وتشغيل اللاجئين - ولهذه الأسباب حرص ابن عين الحلوة أن يخفف وطأة الأيام على جيرانه، وينقل عن المخيم جانب أخر من الحياة فيه وما وصل إليه "نتيجة للقرارات التعسفية من الدولة اللبنانية من منع الفلسطينيين من حقوقهم الإنسانية والمدنية من حق التعليم والعمل والتملك".

ثلاث ساعات هي مدة إقامة "أزقة فوتوغرافية"، يُرجع "عوض" السبب إلى الوضع الأمني، سبق ذلك تحضير في الشارع لتعليق الصور، ولافتات الدعاية، ودهان عدد من الحيطان بالأبيض، وتزينها بكلمات ثائرة لـغسان كنفاني.

عمل "عوض" وصحبته من شباب المخيم كان لافتًا لأهل عين الحلوة، لم يتوقفوا عن السؤال حول ماهية فعلهم، أول الظن ذهب إلى أن "هناك اعتصام يقام لأجل الهجرة من المخيم"، فيما اعتبره أخرون "مجرد شخابيط على الحيطان"، غير أن "عوض" ورفاقه عكفوا على الشرح للمارة، يحدثونهم عن ناجي العلي، لاسيما الصغار الذين يجهلون قيمة هذه القامة، يخبرونهم أنهم متطوعون وأن حضورهم نجاح لمبادرتهم، فكان لشباب المعرض ما أرادوا.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل