المحتوى الرئيسى

الإهمال يضرب جامع «الصالح طلائع».. الأهالي: 32 مليون جنيه «صرفت» على ترميمه ذهبت مع الريح.. فيديو وصور

08/22 00:05

نعم الله على مصر كثيرة لا تعد ولا تحصى منها تلك الآثار التى تقف شاهدة على عظمة تاريخ هذا البلد منذ آلاف السنين، وتنوع تراثه وثقافاته ما بين فرعونى وقبطى وإسلامي، وتشهد كذلك على عبقرية من شيدوها وهو ما لم تعيه الأجيال التى أتت فيما بعد، حيث تركت تلك الآثار عرضة للخراب والدمار، بدلا من الحفاظ عليها والاستفادة منها.. ومن هذه الآثار جامع الصالح طلائع بن رزيك.

"صدى البلد" زار الجامع الذي شيد فى منتصف القرن السادس الهجرى الثانى عشر الميلادى، وتجولت بداخله وحوله لتشهد على ما يتعرض له هذا الأثر الإسلامى من إهمال متعمد بحسب خادم الجامع المعين من قبل وزارة الأوقاف المصرية للإشراف عليه، وبعض أصحاب المحال المنتشرة بميدان المتولى بالدرب الأحمر.

يقول خادم المسجد ان الجامع يقع في ميدان المتولى ب"حي الدرب الأحمر" مواجهًا لباب زويلة - أحد أبواب السور الجنوبي لمدينة القاهرة الفاطمية، أي أن الجامع بني خارج سور المدينة الفاطمية وامر بإنشائه الوزير "أبو الغارات" الملقب بالصالح طلائع بن رزيك فارس المسلمين سنة 555ه _1160م، وكان وزيرًا فى عهد الخليفة الفاطمي الفائز بنصر الله اى قبل 11 عاما من سقوط الدولة الفاطمية.

يضيف الخادم إذا كان الجامع الأزهر هو أول المساجد الجامعة التي بنيت في القاهرة في العصر الفاطمي، فإن جامع الصالح طلائع هو آخر هذه الجوامع وأول جامع معلق بنى فى مصر والثالث من نوعه على مستوى العالم، ورغم أنه فرغ من بنائه سنة 555 ه _1160م إلا أنه لم يصبح مسجدًا جامعا إلا بعد بنائه بحوالي مائة سنة حين أقيمت فيه أول صلاة للجمعة أيام السلطان المملوكي عز الدين.

يتابع الخادم قائلا: بنى الجامع ليدفن فيه رأس الحسين رضى الله عنه ، إلا أن الخليفة الفاطمي الفائز بنصر الله رفض وقال "لا يكون إلا داخل القصور الزاهرة" وبني المدفن داخل القصر الكبير الفاطمي، ويوجد اليوم بقايا من المدفن بجوار جامع الحسين في حي الحسين لكن هذا الجامع حسب ما قيل يحوى الخشبة التى غسل عليها الامام الحسين كما يوجد تحت صحنه بئر ماء متفرع منه سرداب يؤدي لمسجد الحسين كما يوجد خلف المنبر شباك خلفه خندق يؤدى للقلعة.

يواصل الخادم قائلا: الجامع بنى على مساحة 1500 متر فى منطقة حافلة بالآثار الإسلامية له ثلاث مداخل رئيسية أحيانا يستخدمها أهالي المنطقة للمرور كما له 4 وجهات حجرية شيد أسفل 3 منها مجموعة من الحوانيت بلغ ارتفاعها 4 أمتار وترتفع أرضية الجامع عن مستوى الشارع بمقدار نصف متر ويبلغ ارتفاع جدرانه 14 مترا.

بحسب الخادم تعرض الجامع للهدم أكثر من مرة وقام الأهالى باستغلال المحال الموجودة بأسفله بشكل سيئ أدى إلى إخفاء معالمه وقد تم ترميمه وإعادة تجديده مرات عدة منذ بنائه آخرها تقريبا من 20 عاما حيث قامت منظمة اليونسكو وهيئة الآثار المصرية بترميمه بمبلغ تجاوز 32 مليون جنيه وشاركت فى افتتاحه بعد الترميم هيلارى كلينتون زوجة الرئيس الامريكى الاسبق بيل كلينتون.

الخادم يؤكد أن الجامع يتعرض لسرقة محتوياته يشكل دائما ويضربه الإهمال والخراب بالرغم من أنه مزار سياحى حيث تأتيه وفودا من كافة دول العالم خاصة المحبين لآل البيت من ايران والعراق والبحرين وسوريا بالاضافة الى الكويت والسعودية متسائلا لماذا صرفنا كل هذه الأموال وتركنها تذهب سدى.

يقول رضا صاحب محل مجاور للجامع إن القمامة هى اكثر شئ يلفت نظرك حين تأتي للمكان، كما أن المياه الجوفية قضت على الجامع وحين اجريت عملية ترميم للجامع تم طمس معالمه كما تم تحويل المياه التى كانت اسفله للصرف الصحى بدلا من الاستفادة منها فى زراعة ورش الحدائق العامة كما أن المحال التي كانت منتشرة حول الجامع اغلقت وتحولت لوكر للعاطلين ومدمني المخدرات متسائلا عن المسئول عن هذا الخراب الذى لحق بالجامع.

نرشح لك

أهم أخبار توك شو

Comments

عاجل