المحتوى الرئيسى

صالات «الجيم».. السم في كبسولة مقويات

08/21 23:54

ربما أدوية وربما مكملات غذائية على حسب زعم أصحاب «العضلات المزيفة».

إنها هرمونات ذكورية أو محفزات الهرمونات الذكورية، التى تم منعها من التداول فى أوروبا، لخطورتها على الجسم، ويتم بيعها والترويج لها فى صالات الجيم لبناء الجسم والعضلات فى أسرع وأقل وقت ممكن بداعى أن اللاعب فى حاجة إليها.

يسمونها مكملات غذائية ومنشطات، وبالطبع فإنها ليست مكملات غذائية، ويتم بيعها بهذه المسميات حتى يتم جذب أكبر عدد من الشباب. وللأسف الشديد فإن هذه الهرمونات الأولية لها أثر مدمر على الكبد، لأنها تتحول إلى هرمونات ذكورية فى الكبد.

فى البداية يلاحظ اللاعب بعد التمرين أن عضلات جسده تستجيب سريعاً للتمرين، خصوصاً بعد أن يقف أمام المرآة التى دائماً ما يضعها أصحاب صالات «الچيم» ويجد تحسناً فى شكل العضلة ويشعر بضخامتها، وتحسن فى الأداء البدنى والقدرة على بذل مزيد من المجهود العنيف.. لكن هذا الأمر يستمر لفترة قصيرة يتبعها إرهاق شديد ونوم وعدم قدرة على بذل المجهود، ثم يتبع ذلك تغيير فى لون البول وصفراء وارتفاع بالإنزيمات الكبدية بسبب إرهاق الكبد، هذا بخلاف أعراض جانبية أخرى خطيرة تتمثل فى ارتفاع ضغط الدم والصداع، وتضخم البروستاتا، والتثدى أو زيادة حجم الثدى فى الرجال، والدوخة والهزلان والغثيان وسقوط الشعر.

لا تقف الخطورة عند حد معين.. فليست محلات بيع المكملات الغذائية هى المشكلة الوحيدة فى عالم الهرمونات والمكملات الغذائية، بل الأخطر هو هرمون التستيرون الذكرى والذى يباع بالصيدليات فى صورة حقن دواء «سيدو تيستون»، والتى تساعد على نفخ العضلات، وتلك الحقن لها تأثير آخر مدمر وأعراضها ضمور فى الخصيتين وعقم إلى جانب أنها منبهة للجهاز العصبى، كانت تباع بسعر 12 جنيهاً والآن وصل سعرها إلى 75 جنيهاً.. الدليل على خطورة  استخدام الحقن دون وعى هى النشرة الداخلية لتلك الحقن، إذ حذرت من استخدامها لزيادة خطورة الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتة الدماغية وتأثيرها فى القدرة على الإنجاب.

محمود سالم مدرب لياقة بدنية بإحدى صالات «الجيم» فى منطقة الدرب الأحمر، قال: «بعض الشباب أصحاب الجسم النحيف يرغبون فى زيادة حجم عضلات جسدهم، مما يجعلهم يتناولون المكملات الغذائية والأدوية.. وبعضها يكون مضراً بصحتهم، خصوصاً مجهولة المصدر، التى يتم بيعها داخل الصالات بمعرفة بعض الرياضيين غير المؤهلين، لذا طالبنا فى اتحاد كمال الأجسام بتأهيل كل أصحاب الصالات الرياضية والقائمين على التدريب تأهيلاً يجنب المتدربين الجدد مخاطر اللعبة، ويساعدهم على أداء التدريبات بصورة صحيحة، وعدم اللعب بصحة الشباب فى مجال الأدوية والعقاقير.

أحمد جاكو، أحد المدربين المحترفين و«بودى جارد» للمشاهير يقول: «هناك من يستخدم الكرياتين، لأنه يمد العضلة بقدر كبير من الطاقة والماء، وهما العاملان الأساسيان لتكبير العضلات، كما أنه يساعد على زيادة ضخ الدم فى العضلات مما يمكن اللاعب من حمل أوزان أكبر، ومشكلته الخطيرة هى تأثيره على الكلى، لأن حبيباته خشنة مثل الكريستانل، وحينما تترسب على الكلى تؤثر على وظائفها، ولذلك دائماً ما ننصح الشباب بالاعتماد على العناصر الطبيعية التى ستمنحهم نفس تأثير «الكرياتين»، فمثلاً الإكثار من أكل الموز والبطاطس المسلوقة وصدور الفراخ التى تغنى عن الكرياتين.

مصطفى نظمى 29 عاماً مهندس مدنى، يقول: تناولت هذه المكملات الغذائية وقتها شعرت بالقوة، وكانت عبارة عن بودرة بيضاء تضاف إلى اللبن أو العصير أو المياه وتشرب قبل بدء التمرين. وأضاف: «طوال 6 أشهر لم ألاحظ أى تغيرات بجسدى وبعد تناول المكملات الغذائية شعرت بقوة كبيرة خلال التمرينات.. وكنت أرفع أوزاناً أكبر من التى كنت أتمرن بها، وبدأت ألاحظ ظهور العروق فى الأذرع والأرجل بارزة أسفل الجلد، واستمررت بتناول المكمل الغذائى مرتين فى الأسبوع حتى بدأت أشعر بألم بالضلع الأيمن، وقتها خفت وذهبت لطبيب جهاز هضمى وأخبرنى بأن إنزيمات الكبد مرتفعة.

محمد عبدالله 22 عاماً بدأ ممارسة رياضة كمال الأجسام بعد أن أنهى مرحلة الثانوية العامة من أجل الالتحاق بكلية الشرطة، وتحمس لممارسة الرياضة بانتظام.. والبعض نصحه باستخدام بعض الحقن «فيتامينات» لتقوية الأعصاب وزيادة القدرة على مواصلة التمرينات لوقت أطول وتحميل أوزان أكبر. لكن بعد فترة اكتشفت أن تلك الحقن لها تأثير على الكبد والكلى، وكانت تباع أيضاً بالصالات دون تاريخ صلاحية، وكان المدرب المسئول عن الصالة يعطيها للاعبين دون إشراف طبى.

لطفى شاور، طبيب بيطرى، أكد أن المكملات الغذائية والهرمونات والحقن هى أحد أبرز العوامل المسببة لمرض سرطان البروستاتا خصوصاً «سيدو تيستون» حال استخدامه من قبل أى شخص بصورة خاطئة، والصدمة الأكبر أنها تجارة رائجة لدى الصيدليات، إذ تتاجر فى بهذا الدواء وتكون لها حصص من قبل الشركة المنتجة نظراً لكثرة الطلب عليها.

الدكتور محمد عز العرب، استشارى الكبد رئيس وحدة الأورام بالمعهد القومى للكبد، أشار إلى أهمية توافر عدد من الاشتراطات الصحية داخل صالات الچيم، منها ضرورة وجود متخصصين لتوقيع الكشف الطبى على الممارس للرياضة، فهناك مصابون بأمراض قلبية ولا يعلمون بحالتهم المرضية.. ومع الممارسة يشتد المرض عليهم.

كما يجب التأكد من عدم وجود عيوب خلقية فى عضلة القلب أو إصابة بارتفاع ضغط الدم، لتنظيم الجهد فى التمارين مع ضرورة توافر الخصوصية بحيث لا يستخدم المنشفات أو أكواب المياه إلا صاحبها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل