المحتوى الرئيسى

ألوان الوطن| الفن في المنفى.. 4 تجارب للاجئين سوريين أبدعوا وسط المأساة

08/21 18:02

يمكن التعامل مع الفن الذي يبدعه اللاجئون السورين في المنافي المختلفة، على عدة مستويات، قد يعتبر البعض أن الضغط الشديد هو الذي ولد انفجارا في طاقات هؤلاء المبدعين، أو أن الإبداع هو وسيلة اللاجئ الوحيدة للبقاء على اتصال مع الوطن، أو أنه الطريقة التي تبقي أمله معلقا لا يغيب، حتى وإن كانت الظروف المنطقي تسير في اتجاه يسحق هذا الأمل تماما.

فيما قد يرى آخرون أنه وسيلة لتأريخ وتوثيق ما حدث للسوريين بالفعل بعيدا عن الروايات الرسمية للتاريخ، بينما يرى فريق خامس أنه مجرد تنفيس عن المشاعر، وفي كل الحالات تبقى التجارب الفنية للاجئين السوريين محط إعجاب الجميع، ونموذجا فريدا لصمود البشر، وفيما يلي أبرز هذه التجارب.

1- ملكات سوريا.. لاجئات يقدمن مسرحية عن مأساة المنفى الاختياري

نحو 50 امرأة سورية لا يعرفن شيئا عن التمثيل أكثر من مشاهدته على التلفزيون أو في شاشات السينما، تركن بيوتهن ورحلن خوفا من الحرب وحفاظا على حياتهن وحيوات ذويهن، محملين بمرارة هجر أماكن لن تستطيع حواسهم اختبارها مرة أخرى، لتفجر المأساة فيهن طاقات جديدة فيتحولن إلى ممثلات ويقدمن تجربة اللجوء المريرة في صورة مسرحية.

المخرجة "ياسمين فدى" أقدمت على توثيق تجربة تجميع اللاجئات في ورشة فنية، حيث قدمت معايشة كاملة لخطوات إنتاج المسرحية منذ الأيام الأولى، في فيلم حمل نفس اسم العرض المسرحي "ملكات سوريا"، وقد أظهر الفيلم الحياة اليومية للاجئات خلال الورشة التي أقيمت بالعاصمة الأردنية عمان في 2013، بالإضافة إلى مشاعرهن تجاه كابوس اللجوء، والتي كثيرا ما تظهر في هيئة بالدموع.

الورشة عملت على تدريب اللاجئات على الوقوف على خشبة المسرح وكذلك دربتهن على قواعد وأسس التمثيل المسرحي، كما قدمت في النهاية مسرحية مؤثرة هي إعادة صياغة للمسرحية التاريخية "نساء طروادة"، التي تتحدث عن علاقة النساء بالحرب، وعن التهجير القسري وإجبار الناس على الرحيل عن أوطانهم والأمل الضئيل في العودة.

النجاح الذي حققته المسرحية، أدى إلى إعادة تقديمها على مدار السنوات الثلاثة التالية، فبعد عرضها في عمان، أعيد تقديم العرض على مسرح "يونج فيك" بلندن، قبل أن تطوف مسارح بريطانيا الأخرى في أوكسفورد وبرايتون وليفربول وليدز وأدنبرة ودورهام.

2- معرض فني.. الحرب في صورة

أقام فنانون سوريون معرضا إبداعيا بمدينة "إزمير" التركية، حيث قدموا لوحات تعكس مأساة الشعب السوري.

وقد تضمن المعرض لوحات فنية ومنحوتات، أنجزها فنانون هربوا من جحيم الصراع في سوريا، مع تصوير القهر الذي تسبب فيه الحرب كصرخات الأطفال أو الدماء على الآلات الموسيقية.

3- مدحت الدعبال.. الفن من بوابة "الرقص التعبيري"

كان الشاب السوري الثلاثيني مدحت الدعبال، يعيش في مدينة برلين منذ ثلاث سنوات كآلاف غيره من اللائجين السوريين، حياة اعتيادية للغاية.

لكن صدفة حولت منفى مدحت الاختياري إلى بيئة صالحة وآمنة لتفجير طاقته التي اكتشفها في سوريا، وانطلق بها لمساحات احترافية في ألمانيا، كما قال في حوار لموقع "دويتش فيلله" الألماني باللغة العربية.

كان مدحت يقطن في مسكن جماعي بوسط برلين بمقربة من المبيت رأى صدفة لافتة علقت على جانب بناية كتب عليها اسم الفنان الألماني الشهير "ساشا فالتز"، فلم يتجرأ على دخول البناية  للتعرف عليه إلا بعد عدة أيام.

وأخبر مدحت "فالتز" بأنه درس الرقص التعبيري في مختلف مجالاته في المعهد الأعلى السوري وأنه يتقن هذا النوع من الرقص، وقد طلب الفنان الألماني منه عمل لوحة جسدية، قبل أن يطلب منه زيارته في مكتبه للتعرف على موهبته وصقلها بصورة أكثر احترافية.

ووفقا لحوار "دويتش فيلله" فإن ساشا طلب من مدحت جمع عدد من الراقصين التعبيريين السورين للبدء في المشروع الفني الذي شارك فيه مدحت مع زملائه وأطلق عليه اسم "الأمل" ولاقى نجاحا جماهيريا كبيرا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل