المحتوى الرئيسى

المغرب يطرق أبواب مجموعة إيكوواس الاقتصادية

08/21 16:26

جعل العاهل المغربي، الملك محمد السادس من الانضمام للمجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا إيكوواس قضية سامية يتولاها هو بنفسه. وقد زار في بداية العام غانا وساحل العاج وغينيا ومالي من أجل الترويج لهذه القضية. وأعلنت مجموعة إيكوواس في يونيو/ حزيران الماضي خلال قمتها في العاصمة الليبيرية مونروفيا، أن الانضمام ممكن. وفي يناير/ كانون الثاني الفائت بات المغرب بعد 33 عاما مجددا عضوا في الاتحاد الإفريقي، وأبرم الملك في الشهور الماضية عدة اتفاقيات تجارية ثنائية مع بلدان إفريقية.

مستغلة رئاستها الدورية لمجموعة العشرين، وجهت المستشارة الألمانية نداء دعت فيه إلى الاستثمار في أفريقيا بهدف الحد من الهجرة إلى أوروبا وسعياً إلى مزيد من الأمن في المنطقة. (12.06.2017)

في حال عدم إيفاء المجتمع الدولي بالتزامته في خفض الاحتباس الحراري فإن القارة الأفريقية مرشحة لموجة هجرة نحو الشمال قد تناهز مائة مليون شخص، بحسب وزير التنمية الألماني. (18.06.2017)

وفي السنوات الأخيرة ذهب 85 في المائة من الاستثمارات الأجنبية المباشرة للمغرب في اتجاه إفريقيا. وبما مجموعه ثمانية مليارات دولار من الاستثمارات المعلنة، كان المغرب عام 2016 أكبر مستثمر إفريقي في القارة. لكن التجارة مع إفريقيا تعاني من ركود: فقط 1,4 في المائة من الواردات المغربية و 7 في المائة من الصادرات تم ترويجها عام 2015 مع بلدان إفريقيا جنوب الصحراء. وعضوية كاملة للمغرب في مجموعة إيكوواس ستعني دخول السوق الحرة التي تضم 15 عضوا.

ولا توجد عراقيل اقتصادية لعضوية المغرب الذي يتمتع بوضع أحسن من غالبية أعضاء إيكوواس. وحتى الوضع الجغرافي في شمال إفريقيا حسب دستور المجموعة الاقتصادية لا يشكل معيارا للإقصاء. ويرى خبير الشؤون الإفريقية، كريستوف كانينغيسر، أن "مجموعة إيكوواس الاقتصادية لن تضعف بانضمام بلد قوي اقتصاديا مثل المغرب. الذي يمكن له كعضو في إيكوواس أن يستفيد أكثر من دوره كجسر بين إفريقيا وأوروبا".

قمة مونروفيا بمشاركة رئيس وزراء إسرائيل

وتفيد مجموعة إيكوواس أنه قبل انضمام المغرب رسميا يجب أولا التحقق من التأثيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لأن مجموعة الدول تهدف إلى جانب الاندماج الاقتصادي، إلى تحقيق الاندماج السياسي لأعضائها. لكن هنا توجد بعض العوائق: فمجموعة إيكوواس تعترف بالصحراء الغربية كدولة مستقلة، فيما يعتبر المغرب هذا الشريط كمحافظة قانونية تابعة لتراب المملكة. ولم يشارك الملك في لقاء القمة الذي بحث في انضمام المغرب، لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو كان أيضا مدعوا للمشاركة في القمة. وذكر الجانب المغربي أن المغرب لا تربطه علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.

الرغبة في الحصول على حلفاء جدد

المغرب ينتمي لاتحاد المغرب العربي. لكن بسبب انشقاقات اقتصادية وسياسية، لاسيما بين المغرب والجزائر تبقى هذه المجموعة جامدة. فمنذ عام 2008 لم تُنظم اجتماعات كبيرة للدول الأعضاء. ويطرأ بعض الفتور على العلاقات التجارية للمغرب مع أهم شريك يتمثل في الاتحاد الأوروبي، وبالتالي وجب البحث عن حلفاء وأسواق جديدة للمنتجات المغربية. ودول مجموعة إيكوواس بسكانها الذين يصل عددهم إلى 350 مليون نسمة ستكون شريكا مرغوبا فيه.

الخبير في الشؤون الإفريقية كريستوف كانينغيسر

ويقول الخبير كانينغيسر: "المغاربة يتبعون استراتيجية سياسية مزدوجة". فمن ناحية يبحث البلد الواقع في شمال إفريقيا عن علاقة مميزة مع أوروبا، ومن ناحية أخرى يقوي اندماجه في القارة الإفريقية، كما يقول مدير أعمال نادي إفريقيا للاقتصاد الألماني. ويضيف: "المغاربة يدركون أن القارة الإفريقية، لاسيما غربيها مناطق نمو. وهم يأملون في الحصول على فوائد اقتصادية، لكن أيضا ممارسة تأثير سياسي متزايد في القارة".

لكن نيجيريا العضو الأقوى اقتصاديا في مجموعة إيكوواس تعارض انضمام المغرب، والعديد من المجموعات تنصحها بالتصدي لانضمام المغرب. وتشكل نيجيريا حاليا أكثر من ثلثي القوة الاقتصادية لمجموعة إيكوواس. وسيكون المغرب اقتصاديا ثاني أقوى بلد بمردودية اقتصادية أكبر من غانا وساحل العاج والسنغال ومالي مجتمعة. ويقول مسؤول نيجيري سابق، إن "انضمام المغرب لمجموعة إيكوواس سيكون هجوما مباشرا على نيجيريا وموقعها الاستراتيجي في غرب إفريقيا"، معتبرا أن مساندي طلب انضمام المغرب يسعون إلى إضعاف تأثير نيجيريا في المنطقة.

يقوم المشرفون على مشروع "حصاد الضباب" باعتراض الضباب في قمم الجبال جنوب المغرب لاستخراج المياه وتجمعيها وجعلها صالحة للشرب. وبفضل هذا المشروع تم تزويد حوالي 400 شخص بالماء الصالح للشرب بإحدى القرى الواقعة جنوب المغرب.

تشتغل جمعية "دار سي حماد" على هذا المشروع في منطقة سيدي افني بجنوب المغرب منذ أكثر من عشر سنوات بشراكة مع "مؤسسة ميونخ ري " الألمانية. وبفضل مشروعها الرائد هذا، حصلت الجمعية على جائزة تشجيعية من الأمم المتحدة على هامش قمة المناخ بالمغرب.

مشروع حصاد الضباب أنقذ السكان من معاناة نقص المياه وساهم في استقرارهم وتوقف الهجرة إلى القرى والمدن المجاورة. وخفف عن النساء والأطفال عبء إحضار الماء من مناطق بعيدة.

محمد سوسان سعيد بربط قريته بشبكات مياه الشرب، وهو ما سمح له بالاستفادة من حماره في الحرث بدلا من استخدامه طول الوقت في جلب المياه من منحدرات الجبل وفي الآبار البعيدة عن قريته .

جمعية "دار سي حماد" طورت مشروع "حصاد الضباب"، حيث تم وتم تنصيب أكثر من 600 متر مربع من الجيل الجديد للشبابيك " كلاود فيشر " التي صممتها المؤسسة الألمانية wasserstiftung. وتعطي هذه الشبابيك مردودية مضاعفة وتقاوم سرعة الرياح التي تصل الى 120 كلم في الساعة.

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل