المحتوى الرئيسى

الشاعر محمد حسني إبراهيم  يكتب: وهو لازم تفتكر؟

08/21 16:05

الرئيسيه » رأي » الشاعر محمد حسني إبراهيم  يكتب: وهو لازم تفتكر؟

بتلف زيك زي أي حد من أهل مصر، تتأمل العيون والشوارع وتعرف قد إيه الناس حزينة أو فرحانة لمجرد إنك تبص في عيونهم، لأنك باختصار شديد جدا واحد منهم بتحس وتكتب وتتألم بكل آلامهم وتفرح مع أول ضحكة تنط الشارع قصاد عينك.

أنت مش غريب خالص، بس المرة دي بالذات، وبعد كل اللي مر، دخلت دوامة مش عارف تطلع منها لوحدك، وعايز أي حد يساعدك ويدلك على مجموعة أحاسيس نطت على غفلة أول ما خطيت برجلك في وسط البلد، ولقيت وسط من غير بلد أو بلد من غير وسط.

تسرح مع جرافيتي حياتك في نفس المنطقة ونفس الشارع، ووسط البلد يحاول يقرا شكلك مايعرفش، وأنت تحاول تقرا كل الرتوش اللي على وش الناس لكن برضه متعرفش، الناس اللي كان قلبها شبابيك تقراها بسرعة من عنيهم وتهب منها نسمة هوا في ابتسامة بسيطة رغم الوجع ورغم طول اليوم اللي بيعافر على لقمة عيشه، واللي بيحاول يوصل بر آمان، الكل وفي دقيقة واحدة بيتساوى قدام عينك وقدام بلوكات مصطفى محمود، وشارع القصر العيني.

قهوة البستان مابقتش بستان، بقت بترينة لشوية ذكريات عدت عليك، وعلى أصحابك وكأنك لسه هتتغرب من جديد وتدخل تغريبة وسط البلد، وتحاول بكل عناد إنك تعرف إيه السر اللي خبى عنك عيون الناس وحكاويها.

الليل طويل جدا والنهار بيفوت ووشوش بتلبس وش تاني، يمكن حد مايعرفهاش، وتحاول تغني معاهم بكل محبة.

يا أم الغلابة الشقاينين نَبتت ف قلبك دمعتين

قلبك عَفى كبرت فروع الدمع فردت ع المكان

قلبي ده كان مشتاق لفرحك من سنين..

ترجع مع أول دمع تفر على خدودك وتحس بالمكان والزمان تسلم روحك بكل محبة وأنت عارف أنها مش ملكك، دي روح مصر اللي نبتت جوانا كلنا، وتدعى ترجع تاني بكل محبة لناسها اللي بقوا مشغولين عنها بحاجات كتير.

غير نبض واحد للمحبة عشان يعيش

تكمل مع روحك كل المشاوير وتخاصم أي عين تحاول تقنعك إن دي مش مصر، أو تفكرك بإنها اتغيرت، تقف في ميدان التحرير وتلاقي بشر بيحب مصر قوي، وتلاقي معاهم كمان ناس كتير مش بتحبها خالص، إيه وجع الدماغ اللي أنت فيه ده، أرسى على بر، الناس دي مصريين ولا لأ.

إيه خلاص عايز تطلع الرقم القومي لكل اللي يقابلك عشان تتأكد بنفسك ولا بتحاول تهرب لأفكار هي نفسها مش عرفاك، وأول مرة تلف في دماغك وكأنها تراك كبير ومفيش حد غيرك قدامها تفتكر أكتر وأكتر..

كانت خطاويك شايلاك لحد حبايبك ولكل شبر في وسط البلد، سمعت كتير عن شباب مصر، اللي كنت مفكر أنهم خلاص هايسلموا ويمشوا زي ما جيلك سلم ومشى، أو بقى يعارض على قد ما يقدر يعارض بقصيدة أو بعمل مسرحي أو بمجرد وقفة تقول أنه بيعارض، لكن هما ما استسلموش وصمموا وفرحت وجريت معاهم يمكن تلحق شوية من اللي وقع منك وتثبت لروحك في كل مرة إنك شجاع، بس دى مش حقيقة.

أنت شجاع قصاد السطور، بس وشاطر على نفسك بكام كلمة بتكتبها، وتحسها كويس وتقولها أو تسمع كلامهم وغُناهم وتعيش من جديد بروح جديدة بتخش جواك بكل حب، أنت جدورك لسنين كتير عدت بس فرحان بتحقيق روحك في الوقت ده بالذات بتشحت مع كل اللي بيشحت وطن، وساعات كتير بتحاول تشحت روح وتغنى بصوت عالي مع صوت الشيخ إمام ياه.

مصر يامه يا بهية          يا أم طرحة وجلابية

الزمن شاب وانتي شابة   هو رايح وانتي جايه

تسأل وتستفسر يا ترى جاية مع مين أو رايحة لفين؟! تضحك وتفتكر عمك جلال عامر، وهو بيقول اللي مش عارف مصر رايحة فين يسأل السواق أحسن، تدور على سواق في وسط الوشوش دي كلها متلاقيش، ولا واحد ينفع، وتحس إن المصالح بتتصالح أوقات كتير، لكن مش على حساب مصر، ولا على حساب أهلها، وتغنى مع عهدي شاكر، بكل حب للناس اللي فرحت بمصر وهي جاية وتسأل بكل حب:

أنت اللي عارفينك وطن وصبرت لما كبرنا فيك

علمتنا معنى السكن وزرعت فينا الخوف عليك

دلوقتي جَاي تهزنا زلزال وبتسحب السجادة من تحت القدم

فلو سمحت تقول لنا هتجيب منين تقاوي تشبه أصلنا

واحنا إن لقينا ف وسطنا بذرة ومن ريحة بطل نزرعها فين؟؟؟

تدخلك مشاعر كتير متضاربة وتتعلق بأحلام لتحقيق الحلم الكبير وهي مصر، وتدور عليها ووسط البلد بيدور معاك ويحاول يقنعك بكل الصور والناس.

تقف عاجز قصاد كل العيون تصرخ بصوت عالي..

عاجزين يا خلق الله وايدنا مكتفة

واللحم مرمي ف الطريق ع الأرصفة

عايز أفوق ع الوطن ألاقيه أمان تاني

نَفس الجراح والموت نفس الدموع والكفن

ترجع لوسط البلد بكل محبة وتحاول تعيش بيها هي هي البلد مالك أيه مخليك قلقان فوق!!

وأنت بتفوق تفتكر كل أصحابك اللي كانوا معاك ومشيوا قبل ما يفرحوا أو يحاولوا يفسروا معاك المعاني دي كلها محمد عبد المعطى، وهو جاي معاك مجدي الجابري، وهو بيضحك الحسيني، بيحاول يفتح قلبه لكل الناس ضحكك معاهم في أيه يا عم مالك خليك هنا!!

الشارع نفسه مش هو الشارع مع إنه في نفس المكان تمثال طلعت حرب ومكتبة مدبولي والاتيليه، هي هي الصور مالك فووووق أو حاول تفوق من كلامك لاتلاقى روحك ماشي بكل براءة تقول:

وأنت عارف كويس أنت سمعتها من مين؟؟

واحد عاقل بس كان لابس شوال ورابطه بحبل على أكتافه وشعره هايش ويطلب منك بكل أدب سيجارة، اديتله اتنين قالك لأ بإصرار وخد سيجارة واحدة، استغربت ومشيت وراه لحد ما وداك وسط البلد على بحر يوسف، وبص لطول البحر وقال بكل براءة وقوة مصر الصبية والأمل والجوع.

ضربك في مقتل ومشى يدخن سيجارتك، ومش حاسس بيك خالص ولا بإنك لو فكرت تكتب اللي قاله هايبقى في تناقض في المعنى، إرجع لروحك واسكت خالص ومتجيبش سيرة لأسباب كتير أولها: إنك مش هتعرف تكملها بقوة زيه أو تطلب سيجارة واحدة وتصر عليها. ما علينا خلينا مع آخر حتة في الصورة اللي بدأت تكبر معاك وتحس إن الميدان مابقاش ميدان وإن التمثال نفسه بيشحت من عين الناس طلة، بفرحتك أنت وبقلبك حاسس وبدموعهم برضه حاسس

هي اللي تكتب بنا وكل دمع تلم

وتقول دا ابني الشهيد وتزفه تفرح بيه

وتخلى كل البشر من ع الشاشات تلاغيه

يكبر ف حلمه يطير ونبشره بالحلم

مش هما دول الشهدا اللي فتحوا أبواب الحرية لكل الناس؟؟

الشيخ عفت بكل براءة فينه راح؟؟

ولحد الحسيني أبو ضيف وجيكا ومينا، بداية من أول خالد سعيد، ياااه

شفت بقى قد أيه وسط البلد بقى غالي قوي بدمهم وضحكهم وفرحهم وثورتهم وإزاي بقى يضحك لما تجيب سيرتهم، ويزعل لو حس إنك نسيتهم،

ما راحوش بعيد، دول جنبك هنا في كل حتة مع الشخابيط على الحيطان، وعلى أكشاك الكهربا، وف مطبات الشوارع، حتى بتحسهم وشكلهم كتير من الناس اللي ف وسط البلد، وياك بيحسوا معاك، وأنت تحس بيهم وبينكم خط واحد واصل فتقول لروحك يخلق من الشبه أربعين، وتخرج من الحيرة بتاعتك عشان ماتتعبش مع كل الوشوش اللي فتحت شبابيك الحرية لكل البلد.

فتحت عنيها البلد مالقتش حاميها

ندهت بعزم الغريق والحزن عاميها

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل