المحتوى الرئيسى

بالفيديو و الصور .. صناع الأحذية: المهنة في «ذمة الله»

08/21 14:54

تواجه صناعة الجلد و الأحذية في مصر أزمة كبيرة تهدد من استمرارها كسابق عهودها في الماضي، نتيجة لارتفاع أسعار المواد الخام الخاصة بالصناعة، و كذا أسعار الجلود و غياب دعم الدولة لها على الرغم من كونها أحد أهم الصناعات الوطنية التي يعمل بها الآلاف من عمال الجلود و أصحاب الورش الخاصة بصناعة الأحذية.

وترتب على ذلك غلق ما يقرب من 40 %  من الورش و المصانع  الخاصة بصناعة الأحذية ، وفقدان  مصانع الأحذية المستمرة قرابة 20 % من طاقتها الإنتاجية بحسب ما ذكرت شعبة الجلود بالغرفة التجارية ، وكذا قلة الإنتاج و إرتفاع الأسعار وضعف جودة المنتج المصري بالأسواق المصرية ، ما أصاب سوق الأحذية لحالة من الركود و الكساد.

هنا درب آية هنا قلعة صناعة الأحذية بمنطقة باب الشعرية، المركز الرئيسي لصناعة وتصدير الأحذية المصرية على مستوى الجمهورية.

تجولت عدسة الوفد داخل مصانع وورش الاحذية بالمنطقة للوقوف على أسباب التدهور الشديد الذي آلت إليه أحد الصناعات الوطنية الهامة و التى يعمل بها الالاف من العمالة المصرية.

في البداية استوقفنا شخص يدعى عم طارق – صاحب ورشة أحذية – متسائلا اذا ما كنا نبحث عن بضاعة جلود أو أحذية جيدة بهدف التجارة ، وعندما كشفنا عن هويتنا أجاب قائًلا : الصنعة أصبحت في ذمة الله ، والصنيعية تركوها رغم أنفهم نظرًا لضيق الحال وقلة الرزق نتيجة لإرتفاع الأسعار وإذا ما سألت التجار الحاليين و أصحاب المصانع سيقولون لك أن 70 % من الورش و المصانع أغلقت أبوابها.

وأضاف طارق قائًلا : أعمل في المهنة منذ نعومة أظافري ونحن هنا داخل السوق فهي مهنة أبائنا وأسلافنا وتورثناها عنهم ، فنحن داخل منطقة صناعية من الطراز الأول هنا كل ما تبحث عنه من انواع الجلود الطبيعية الجيدة و كذا الصناعية وكافة مستلزمات صناعة الأحذية فهنا محلات وورش ومصانع النعال و الأكسسوار و طباعة اللوجو على النعال كل ما يمكنك تخيله لكي يصلك الحذاء في قدمك بالصورة النهائية.

وتابع طارق الإستيراد و تحرير سعر الصرف وإرتفاع أسعار الدولار ، أحد أهم الأسباب الرئيسية في غلق المصانع و الورش ، الجلد الطبيعي ارتفع سعره وهو يتم تصديره لمصانع أوروبا لتنقيته و عند استيراده مرة أخرة يتم شراءه باسعار مرتفعه و الان الاسعار ارتفعت علينا بنسبة 200 % وهي نسبة لا أبالغ فيها ولكن هذا ما حدث و الآن كما ترى هذا البناء المكون من 7 طوابق كان به فقط ما يقرب من 60 ورشة الآن لم يتبقى سوى ورشة  التى أمتلكها و 6 ورش أخرى مختصة بصناعة الأحذية الحريمي.

الصنيعية الآن تركو المهنة و اصبحو سائقين تكاتك ، وهو مستوى أقل بكثير مما كان يتحصل عليه في العهود السابقة ، فمنذ قرابة أربع أعوام أقل يومية كان يتحصل عليها الفرد مبلغ و قدره 120 جنيه ، الآن سعر الحذاء جملة يقف تكلفته قرابة الـ 50 جنيه للواحد ليصل سعره جمله ما يقرب من 65 جنيه للقطعة الوحدة قبل أن يصل للتاجر و المستهلك فكيف أقدر على دفع أجور ورواتب الصنيعية.

والتقط طرف الحديث احمد الحسيني – صاحب ورشة احذية –  الورشة هنا هي احد فروع خدمات الاحذية التى تقوم بطبعة وتحسين شكل المنتج وهى احد الورش المكملة المساعدة للمصانع الرئيسية ، نعانى هنا الامرين من ارتفاع المواد الخام نتيجة لارتفاع اسعار الدولار ، و غلاء الاسعار ما اضطر الكثير من ارباب المهنة لتركها وغلق اغلب المصانع و الورش المجاورة وحتى الان لا احد يشعر بنا و الغرفة التجارية و شعبة الجلود لم يتحرك لها ساكن و يكتفو بالتصريحات و الوعود الرنانة.

أما محمود صبحي – عامل احذية – الحذاء الآن الذى أقوم بتصنيعه ارتفع سعره الضعف ، ونعيش حالة من الركود الشديد ولا نشعر بموسم دراسة أو عيد و الأيام كلها أصبحت سواء ، فمثل هذه الأيام كان يتهافت علينا التجار لطلب الشحنات و البيع بالجملة الآن سوق الأحذية و الورش و الصناعة أصبحت مثل حلبة المصارعة حيث البقاء للأقوى.

وأضاف محمود : البضاعة المستوردة أثرت في السوق المصرية بشكل كبير ، نظرًا لخفض سعرها بالنسبة للمستهلك ، رغم عدم جودتها مثل نظيرها المصري.

ويقول أحمد ابراهيم – عامل بمصنع أحذية – البضاعة المستوردة وقفت حالنا و الأسعار نزلت بصورة كبيرة ، على الرغم من كون المنتج اليدوي المصري هو خامة أفضل إلا أن المستهلك يفضل المستورد لإنخفاض سعرها ما يؤثر سلبًا على الورش و المصانع القائمة هنا

لافتًا إلى أن الأسعار تختلف باختلاف الخامات التي يتم الصناعة باستخدامها بالاضافة الى مكان بيع المنتج ، على سبيل المثال الجلد الطبيعي يعد الأغلى و الأفضل على الأطلاق  ، كما أن الجلد الصناعي هو الذي يتم استخدامه في الصناعة و هو الأكثر مبيعًا.

ويضيف على محمود – احد تجار الاحذية –  منطقة باب الشعرية تعد احد اهم اكبر تجمع لصناعة الجلود في مصر المصنع الواحد هنا به ما يقرب من 15 عامل ، اضافة الى الورش و المحلات التى تعمل على خدمة هذه المصانع ، وعلى الرغم من ضخامة وحجم و أهمية هذا القطاع الكبير الذي يعمل في هذه المهنة ، الا انه يواجه العديد من المشكلات ، اهمها المنتج الجاهز الذى يتم استيراده من الخارج و غرق السوق المصرية فيه ، على الرغم من توافر كافة الامكانبيات المصرية التى تؤهلنا لصناعة الاحذية داخل المصانع و الورش المصرية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل