إقبال على شوادر أضاحى «التموين».. وارتفاع أسعار اللحوم يرجح كفة «السودانى»

شهدت شوادر الأضاحى التى أقامتها وزارة التموين وطرحتها ببعض المجمعات الاستهلاكية إقبالاً كبيراً من المواطنين، وأكد البعض حرصهم على شراء الخراف الحية التابعة للوزارة لرغبتهم فى الحصول على أضحيات نظيفة وأرخص من الموجودة فى الشوادر غير الحكومية، وفى الوقت نفسه توافد المواطنون على شراء اللحوم السودانية، مشيرين إلى أنها الأكثر ملاءمة لظروفهم الاقتصادية بعد ارتفاع أسعار اللحوم بشكل عام.

أمام أحد شوادر الأضاحى بمجمع استهلاكى فى منطقة المهندسين، وقفت «ابتسام السايح» أمام الخراف الحية الموجودة داخل الشادر، وأخذت تتحسس الأضاحى لتختار من بينها الأفضل، تقول السيدة الخمسينية: «بقالنا سنين بنشترى خرفان وبقيت مجرد ما أحسس على ضهر الخروف أعرف إن كان فيه لحم ولا كله عظم، لأن ساعات البياعين بيغشونا وبعد ما ندبح نتفاجأ إن الخروف كله عضم ومافيهوش أى لحمة نوزعها للناس». اعتادت «ابتسام» شراء أضحية العيد من منافذ وزارة الزراعة إلا أنها فوجئت عندما ذهبت لبعض تلك المنافذ بعدم وجود أى خراف حية، الأمر الذى دفعها إلى التوجه إلى المجمع الاستهلاكى التابع لـ«التموين»، الذى يبعد خطوات عن منزلها، انخفاض الأسعار داخل المجمعات الاستهلاكية مقارنة بمثيلتها فى شوادر المربين الموجودين فى الشوارع كان سبباً فى توجهها لشراء الخراف التى تعرضها وزارة التموين، تقول «ابتسام»: «أول مرة أشترى على طول من غير ما نلف، ورغم إن الأسعار زادت قوى لأنى كنت بجيب الخروف 50 كيلو بـ1800 جنيه لكن النهارده اشتريته بـ3000 جنيه، بس هنا أرخص من أى حتة وأنضف ومش بيخدعونا فى الميزان»، لافتة إلى أنها اشترت كمية من اللحم السودانى منذ أسبوعين لتتمكن من توزيعه على أبنائها وبعض أقاربها، وتنهى حديثها قائلة: «الخروف مش بيكفى حاجة رغم إننا بندفع فيه الآلاف، وبضطر أزود باللحم السودانى عشان أقدر أوزع على الناس الغلابة اللى بتستنى العيد عشان تدوق اللحمة».

«ابتسام»: الخرفان هنا أرخص وأنضف من اللى بره.. و«عبدالعظيم»: بحوّش تمن اللحمة من العيد الصغير عشان أعرف أوزع على ولادى

وداخل المجمع، وقف العشرات من السيدات والرجال فى طوابير أمام الثلاجات المعروض بداخلها اللحم السودانى والكبدة ينتظرون دورهم. عبدالعظيم إبراهيم، موظف، يقول إنه جاء من إمبابة خصيصاً لشراء لحم العيد لأسرته: «كنت بشترى اللحمة السودانى بـ45 جنيه وكنت وقتها بجيب كميات لعيالى، لكن النهارده بقت بـ85 جنيه للكيلو بس هنعمل إيه لازم أشترى لأن اللى بره وصل الكيلو لـ120 جنيه، وإحنا جربنا اللحمة دى كتير ومفيش فرق بينها وبين اللحمة العادية غير إنها بتوفر ليا قرشين».

ويشير الرجل الخمسينى إلى أنه كان يضطر إلى توفير جزء من راتبه شهرياً حتى يتمكن من شراء اللحمة فى العيد، موضحاً أنه: «عشان أجيب 5 أو 6 كيلو لحمة فى العيد بحوّش فلوسهم من بعد العيد الصغير، لأن لو ما عملتش كده مش هقدر أجيب ليا لحمة ولا لبنتى اللى متجوزة، ودى عادة ما قدرش أقطعها».

يقول فريد ربيع، مدير الجزارة بالمجمع، إن وزارة التموين طرحت خرافاً حية بالمجمع منذ 4 أيام بأسعار مخفضة، يبلغ سعر الكيلو القائم 60 جنيهاً، وبلغ سعر كيلو اللحم السودانى 85 جنيهاً، بينما وصل سعر كيلو الضأن السودانى لـ75 جنيهاً، بحسب كلامه: «اللحمة مش بتقعد فى التلاجة كتير لأن عليها سحب، وعلى قد ما بنقدر بنريح الزبون لكن فيه ناس بتكون عايزة اللحمة خالية من الدهون خالص وتاخدها بالسعر ده لكن ده ما ينفعش لأنها هتقف عليا بخسارة».