المحتوى الرئيسى

في محطة مصر بالإسكندرية| الركاب: القطارات متهالكة..والسائقين: مفيش صيانة (فيديو)

08/21 04:02

لم يكن حادث اصطدام قطاري خورشيد شرق الإسكندرية منذ عشرة أيام، سوى جرس إنذار لحوادث أكثر ألمًا ومأسوية بسبب الحالة المتردية والمتهالكة للسكك الحديكية وقطارتها التي لم تشهد أي أعمال صيانة حقيقية لها من عشرات الأعوام، حسبما أكد عدد من السائقين والفنيين.

"التحرير"، انتقلت لمحطة قطار الإسكندرية وهي المحطة الرئيسية للقطارات بالمدينة الساحلية والتقت عدد من المواطنين وكذلك السائقين والفنيين والذين كشفوا عن عدد من المفاجآت فيما يتعلق بأعمال الصيانة وحالة القطارات.

بمجرد دخولك لمحطة قطارات الإسكندرية أو ما يطلق عليها السكندريين "محطة مصر"، ستفاجئ بالزحام الكبير من جانب المواطنين، حيث افترش المئات وبينهم نساء وأطفال أرصفة المحطة تحاوطهم أعداد كبيرة من الحقائب غطت كل أرجاء الرصيف، انتظارًا لعدد من القطارات المتأخرة عن موعدها لمدد تتراوح بين ثلاث وأربع ساعات كاملة.

سألنا أحد الموظفين باستعلامات المحطة عن سبب تأخر القطارات، فرد قائلًا: "يوجد قطارات على المحطة لكن لا يمكنها القيام والسفر في الموعد المحدد لها بسبب إجراءات الصيانة التي تتم للجرارات، وأخرى لم تصل من الأساس"، ثم أشار لورقة تم وضعها أعلى الشباك كتب عليها "مفيش مواعيد ثابتة للقطارات.. لما يجهز قطار يتم الإذاعة عليه ومكان رصيفه".

وبينما كانت تشير عقارب ساعة المحطة للساعة الخامسة.. التقينا بعدد من المواطنين يفترشون أرضية المحطة من طول مدة الانتظار ولسبب عدم وجود مقاعد كافية.. حيث تقول "منال أحمد"، 50 عامًا، "أنا قاعدة هنا من الساعة واحدة الضهر مستنية قطار الساعة 2 ولحد دلوقتي موصلش المحطة، وإحنا بنتذل بمعنى الكلمة وكل ده علشان مش معانا فلوس نركب أتوبيس أو ميكروباص فبنركب قطار الدرجة الثالثة علشان أرخص".

بملامح يبدو عليها القلق، قال مصطفى عبد الحميد، موظف، "أنا لسه موصل زوجتي وأولادي ركبوا قطار الساعة 4 ونص وهو درجة تالتة التذكرة بـ10 جنيهات، كان مفروض بطلع من ساعتين بس أتاخر، وأنا بس كل اللي بطلبوا من ربنا أنهم يوصلوا بالسلامة".

وتابع: "القطر فعلا حالته سيئة جدًا مفيش ولا شباك والكراسي أغلبها محطم، بس إحنا ناس على قدنا ومش بنقدر نركب اللي أحسن من كده.. بس بنطلب الحكومة ترحمنا شوية".

"الدرجة التالتة دي مقبرة".. هذا وصف عبد الوهاب مصطفى، عامل، مضيفا: "القطارات كلها حالتها سيئة ولا في كراسي نقعد عليها وطول ساعات السفر بنبقى مزنوقين في الزحام لحم فوق بعضه علشان كده يوم ما بيحصل حادثة الضحايا بيكونوا بالمئات.

وأشار "فتحى محمد" - موظف، إلى عدم وجود أي وسائل أمن داخل القطارات وخاصة الدرجة التالتة والتي يتم سرقة المواطنين داخلها وينتشر بها البلطجية، بس اللي معهوش مضطر يركب.

وعلى رصيف الانتظار بالمحطة كان يجلس عدد من الشباب يتناولون الطعام، التقينا أحدهم ويدعى "أحمد مصطفى"، فأوضح "أحنا بنقعد على محطة بالساعتين محدش بيسأل فينا، والقطار مبقاش حد بيعرف موعده علشان نأتي المحطة في الموعد المحدد فبنضطر أننا نستنى بالساعات".

وتابع، "القطار من جوه غير آدمي والحيوانات مترضاش تركبه، والعربيات مستهلكة من أيام عبد الناصر، ومفيش فيها أي تجديد، وللأسف مش عارفين نشتكي لمين، هما ببس أهم حاجة ياخدو مننا تمن التذكرة وخلاص".

"التحرير"، التقت عدد من سائقي القطارات.. ليكشفوا لنا عن عدد من المفاجآت فيما يتعلق رحالة القطارات وأعمال الصيانة التي تجرى بها يقول أحد سائقي القطارات -رفض ذكر اسمه- القطارات تعيش في أزمة ويوجد الكثير من السلبيات في المنظومة ككل، فلايوجد قطع غيار ولا يوجد صيانة، وكله بسبب الإدارة وفي الآخر اللي بيتحمل أي حاجة تحصل هما السواق والكهربائي والميكانيكي، مضيفا، "إحنا بنتحمل فوق طاقتنا ومش عارفين نعمل أيه؟".

وكشف السائق لـ"التحرير"، عن عدم تلف الفرامل في عدد من القطارات، مضيفا، "كل مرة بنطلع بالقطار بنحاول على قد ما نقدر نوصل بيه لبر الأمان بس إحنا عارفين أن صلاحية الفرامل انتهت من زمان ومفيش قطع غيار"، حتى جهاز التحكم الآلي نفس الشئ لا يوجد له قطع غيار والموجود مستهلك وتالف والمنظومة فاشلة".

وأضاف، "كذلك الوضع بقطار أبو قير الداخلي بالإسكندرية، أغلب الاشارات تالفة، ومن المفترض أن نهدي السرعة لـ8 كليو ما بين محطتي المنتزة والمعمورة، بسبب أن الإشارة تالفة من أكثر من سنة ولم يتم إصلاحها، وبكلم المسئولين ومحدش بيهتم أو بيرد علينا".

واستطرد، "إحنا ساكتين علشان يوم ما في سواق بيطلب أي حاجة تتعلق بإصلاح عطل فني أو حاجة غلط بيجيبوا له الشرطة وبيودوه في داهية".

من جانبه، أوضح مسؤول فني عن القطارات في محطة مصر - رفض ذكر اسمه - "المسؤولين قاعدين في مكاتبهم وإيديهم في المياه الباردة والسواق والميكانيكي هما اللي بيشيلوا الليلة، والمسؤولين في الهيئة عارفين كل حاجة وأن في أعطال كتير ومحتاجين قطع غيار وصيانة بقالنا 40 سنة ومفيش حاجة اتبدلت في القطارات، اللي شغالة دلوقتي بالعافية، وكل ما بنكلم حد فيهم بيقولنا الموضوع أكبر مني".

وتابع، "إحنا معندناش قطع غيار للفرامل التالفة واللي بتشتغل بالعافية وبستر ربنا، إحنا اللي بنصلحها بأيدينا رغم أن مدة صلاحيتها انتهت من سنين فاتت بس حنعمل إيه مفيش بديل، والفرامل بتصنع فى المسابك بمحافظة القاهرة ولما سألنا ليه مفيش قطع غيار قالوا ليا أصل المسابك قفلت!".

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل