المحتوى الرئيسى

#القصة_الكاملة| كيف تخطط «الزراعة» للخروج من مأزق توفير السكر؟

08/20 22:26

رغم إعلان وزارة التموين، أمس الأول، أن احتياطي السكر وصل إلى مليون طن ويكفي حتى بداية الموسم المُقبل، إلا أن وزارة الزراعة تعكف حاليًا على واحد من المشروعات المهمة، يتم تجريبه للمرة الأولى في مصر من أجل صناعة السكر وسد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك.

المشروع وفقًا لما أعلنته وزارة الزراعة، هو البدء في استخدام نبات "الاستيفيا" بديلًا عن قصب السكر، لتوفير النفقات والمياه، وتعتبر دولة "باراجواي" هي الموطن الرئيسي لزراعة ذلك النبات، إذ عرفته منذ عدة قرون قبائل "الدانديوز"، واهتمت به اليابان حتى أصبحت على رأس الدول المُنتجة لخلاصة الاستيفيا، والمصدرة لتكنولوجيا التصنيع الخاصة بهذا النبات.

و"الاستيفا" هو نبات عشبي معمر، دخل إلى مصر في التسعينيات من القرن الماضي، وأجريت عليه الكثير من الأبحاث التي توصلت نتائجها لصلاحية زراعة هذا النبات في بعض الأراضي المصرية، واستخدامه كبديل عن السكر والمحليات الصناعية، حيث ثبت أنه لا خطر منه على مرضى السكر والضغط.

وتواصلت "الدستور" مع الدكتور حاتم عبد الدايم، المتحدث الرسمي باسم وزارة الزراعة، الذي كشف تفاصيل المشروع الجديد، إذ أكد أنه تم توقيع بروتوكول مع الجمهورية الكورية، خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخيرة، لإنشاء مدينة زراعية متكاملة، بمساحة 300 ألف فدان لزراعة المحاصيل النادرة والاستفادة منها.

وأوضح عبد الدايم أن من بين تلك المحاصيل نبات "الاستيفيا"، الذي يمكن استخدامه كبديل للسكر، وفقًا لأحدث النظم والعلوم والتكنولوجيا والأساليب الزراعية المتقدمة، وإنشاء 50 ألف صوبة زراعية ذكية، بتكلفة تبلغ نحو 10 مليارات دولار.

وأشار إلى أن المشروع يهدف إلى استخراج السكر من نبات الاستيفيا بدلًا من القصب الذي يحتاج إلى مياه كثيرة من أجل ريه، مبينًا أن دول العالم تعتمد على هذا النبات، وتستخرج الشركات والمصانع الخاصة السكر منه.

الدكتور جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي، يؤكد أن فوائد "الاستيفيا" ليست اقتصادية فقط، مشيرًا إلى أن بعض الدول في الخارج تستخدم هذا النبات في علاج أمراض السكر والقلب وخفض سكر الدم وبعض مواده تدخل في صناعة الأدوية.

وأوضح في تصريحات لـ"الدستور" أن قصب السكر يحتاج إلى أراضي واسعة وعديدة لزراعته إلى جانب حاجته الدائمة للمياه، عكس نبات "الاستيفيا" الجديد الذي يمكن زراعته في المنازل ولا يحتاج عناية صعبة كالقصب، موضحًا أن هناك علماء كثيرون أجروا أبحاثا عديدة عن ذلك النبات تحديدًا إلا أنه لم يلتفت إليها.

ومن جانبها تؤكد سامية المغربي، الرئيس السابق لمركز بحوث المحاصيل السكرية، أن مصر تعاني من فارق كبير بين الإنتاج والاستهلاك المحلي، ويتم استيراد سكر كل عام بملايين الجنيهات، مشيرة إلى أنه من الناحية الاقتصادية استخدام نبات الاستيفيا يوفر كثيرًا.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل