المحتوى الرئيسى

قطار الحرمين السريع.. نقلة حضارية لتيسير حركة الحجاج

08/20 20:51

يُعرف قطار الحرمين السريع بعدة مُسمّيات كسكة الحديد الغربية، أو السكك الحديدية عالية السرعة (مكة المكرمة - المدينة المنورة)، وهو أحد الأنظمة الخاصّة بالنقل بواسطة السكك الحديدية، تتمثّل وظيفته باختصار الوقت والمسافة بين مكة المكرمة، والمدينة المنورة، من خلال سلوكه طريق مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، مروراً برابغ، وجدة، ومَطار الملك عبد العزيز الدولي، وهو القطار الأول من نوعه في المملكة من حيث عمل سكّته الحديديّة بنظام الطاقة الكهربائية. جاء مشروع قطار الحَرمين السريع بناءً على التوصيات الملكيّة بتطوير قطاع نقل الحجاج؛ فقدّمت وزارة الحجّ دراسةً كاملةً تضمّنت إطلاق مشروع خط سكة حديدية كهربائية يصل طولها إلى 480 كم ابتداءً من مكّة المكرمة، وصولاً إلى المدينة المنورة، وذلك بالتّزامن مع توقّعات مُضاعفة لأعداد الحجاج والمعتمرين، في غضون خمسة وعشرين عاماً إلى ما يزيد علي 3 ملايين حاج.

تتضمن المرحلة الأولى من مشروع قطار الحرمين السريع إقامة أربع محطّات رُكاب، أولاها: في مكة المكرمة، وثانيتها: في مطار الملك عبد العزيز الدولي، وثالثها: في وسط مدينة جدة، وأمّا المحطة الرابعة فستُقام في المدينة المنورة، ونفّذها عدد من الشركات المحلية والعالمية، ومنها: شركة هيئة الحديد، وشركة العراب للمقاولات، بينما تولّت شركة الشُعلة السعودية وعدد من الشركات الإسبانية مسئوليّة تنفيذ المرحلة الثانية منها. يُشار إلى أن هذا المشروع جاء لينقل الحجّاج والمُعتمرين بالدرجة الأولى؛ حيث يقدّر عددهم سنوياً بنحو ثلاثة ملايين راكب، ووفقاً للإحصائيات فإن 3.5 مليون حاج قد استقلّوا الطرق السريعة أثناء موسم الحج لعام 1426هـ.

يمتاز قطار الحرمين السريع بسرعته العالية على الإطلاق في اختصار الوقت والمسافة؛ حيث يقطع 300 كيلومتر في الساعة الواحدة، أما عند بلوغه مشارف البحرين فستقلّ سرعته إلى مائتي كيلومتر في الساعة تقريباً.

يمتاز القطار بتزويده بشبكة الإنترنت، بالإضافة إلى عدد من المميزات كقدرته على تحمّل درجات الحرارة المرتفعة، وتحملّه الصدمات في حال التعرض للحوادث، ويتألف من 36 قطاراً كهربائياً في كل قطار 13 عربة.

وقد تم تصميم المحطات كبوابات لكل مدينة، تحتوي على أماكن للالتقاء، والتسوق، وتناول الطعام، والاحتماء من الشمس. ستغطي هذه المحطات الكبيرة المرنة مجتمعة مساحة تزيد على 30 ضعف حجم ترافلاجار سكوير بلندن وستسع بصفة مبدئية حوالي 60 مليون راكب؛ وهو حوالي ستة أضعاف عدد الركاب الذين يستقلون قطار يوروستار فائق السرعة من محطة سانت بانا كارز كل عام. ويتوقع أن يزداد هذا العدد ليصل إلى 135 مليون راكب بحلول عام 2042. لقد استمر المنهج النمطي في تصميم المحطات من خلال التنوع في الألوان، بصورة ترمز إلى المدن الأربع مع الحفاظ على رمزية نظام الأسطح العالية القديمة.

يتميز تصميم محطتي المدينة ومكة بمجموعة ألوان غنية: حيث تشير محطة مكة إلى الفرع الذهبي في الكعبة المشرفة المزخرفة، وإلى أهمية المدينة كموقع مقدس، بينما استوحي اللون الأخضر الزاهي لمحطة المدينة من المسجد النبوي.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل