المحتوى الرئيسى

فيديو..«التنفس» أحد طرق العلاج الروحي

08/20 15:42

فتاة عشرينية لا يخرج من وجهها سوى الابتسامة الخفيفة تغزو عينيك بإرتياح ملامحها ونظراتها التي يغلبها الصفاء النفسي، تطلق شعرها الغجري المصفر دون قيود، تقترب عينيك منها دون تحكم في نفسك فبمجرد حديثك معها تغلبك الراحة والطمأنينة ويتضح لك أنها «معالج نفسي».

في أحد الكافيهات تجلس «سارة المهدي»، البالغة من العمر 30 عامًا، درست البرمجة العصبية والتنويم الإيحائي والعلاج بالخط الزمني، والحرية النفسية والعلاج بالألوان، وكان مشروع تخرجها العلاج بالموسيقى.

أخذت «المهدي» قصتها لتبدأ منها- إمتثالا لمبدأ «اسأل مجرب»- فقد كانت تراودها مشكلة في طفولتها عند رؤية والدها «يخلع» أسنانه بيده دون الرجوع للطبيب، اقتربت سارة من العلاج النفسي وأخذت «الكورسات» المناسبة فشعرت بتحسن، أرادت تعميم تلك التجربة على كل ما يؤثر على الروح بتناوله بشكل أكاديمي.

أتت «المهدي» بالعلم المهمل في مصر، فقد تعددت طرق العلاج النفسي والمرض واحد، فهناك من ذهب إلى التداوي بالطب التقليدي وآخر اتجه لطب الأعشاب «البديل» وثالث خرج عن الصورة النمطية وأقدم على نوع آخر للعلاج النفسي «تدارك الصدمات الروحية» بالموسيقى والألوان والتأمل و«الميدتشن»، فذلك العلم ليس بالحديث، فبدايته كانت عندما بدأ الاهتمام به في أوروبا والولايات المتحدة في النصف الثاني من القرن الـ19.

وهو أيضا ليس بالجديد على العرب والمسلمين فقد اهتموا بآثار «الألوان العلاجية» قبل الغرب بقرون، فقد ورد في كتاب «القانون» للعلامة الطبيب الفارسي «ابن سينا» إشارة إلى تأثير الألوان الرئيسية على الفرد، فوجد أن الأحمر على سبيل المثال يثير الدم بينما الأزرق يهدئه.

لم تكن إشارة «إبن سينا» للعلاج بالألوان فقط، ولكن كانت له إشارة أخرى إلى العلاج بالموسيقى، الأمر الذي تناوله «هنري بيتشمان» بأن الموسيقي تطيل العمر لأنها تقضي على الحزن والكآبة وانخفاض الروح المعنوية.

وفي رواية الأشهر عن العلاج بالموسيقى، ذكر أن الزنوج والأمريكيين كانوا يؤمنون بأن للأغنية فاعلية شفاء المريض، فكانوا يطلبون الغناء عدة ساعات يوميا، وفي عام 1891م كان الأطباء يستغلون العزف الهادئ على الكمان للتخفيف من حدة آلام الجرحى والمرضى «بعرق النساء»، وأثناء الحرب العالمية الثانية كانت الرغبة في مساعدة المحاربين من نزلاء المستشفيات هي الدافع لتعيين موسيقيين بالمستشفيات وتشجيع مدرسي الموسيقى والفرق المدرسية ومديري الكورال لإدخال الموسيقي للمرضى كوسيلة للنشاط والتسلية، ثم انتقلت بعدها من مجرد إشباع للاحتياجات العادية للمريض إلي إشباع لاحتياجاته الصحية فظل العلاج بالموسيقى يستخدم كعلاج لتهدئة المرضى لفائدة النفس والروح ولبقاء الحالة المعنوية سليمة.

بدأت «المهدي» بإقامة «أفاديا»، في 2015، وأخذت الحالات بالإقبال عليها: «شوفت حالات كتير جدا» حكت المعالج النفسي عن بعض الحالات التي تعددت منها «الحب المتأزم» وكيف تعالج منها طرفين في 7 جلسات.

وتشير «المهدي» إلى أن جلسات العلاج النفسي بالميديا تشن «والتنفس» لم تقتصر على حالات الحب، فهناك أيضا حالات اكتئاب «وأوجاع بدنية» وغيرها من الحالات استطاعت «المهدي» مساعدة أصحابها على التشافي.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل