المحتوى الرئيسى

أنس أسامة يكتب: عين على الكيان الزائل

08/20 13:40

إسرائيل.. كيان قد يبدو من الظاهر للبعض مجتمع متماسك بينما هو في الحقيقة كيان هش إلى أبعد الحدود، لأنه تجمع استيطاني وليس مكونا مجتمعيا.

في الفترة الأخيرة نجحت إسرائيل في تصدير صورة "البعبع المخيف" لترهب جيرانها بمباركة الغرب وأعوان الدجال وأباطرة الميديا مثلما اشتغلت بالدجل بأسطورية جيشها الذي لا يقهر وزراعها الطولي، وقد تم نسف كامل خديعتها وأسطورتها بطحن عظامها وقطع زراعها في أكتوبر المجيد على يد خير أجناد الأرض.

وقد تحدثت كثيرا أمريكا عن ديمقراطية إسرائيل الزائفة والعنصرية، لكن من يقرأ ويتقصى الحقائق ويتعمق في الداخل الإسرائيلي ويطلع على كم التناقضات والمشاكل الداخلية يدرك مليا ضعف هذا المجتمع وفراغه من الداخل ويرى جليا عسكرة المدن وحياة الطوارئ منذ نشأة بل يرى بوضوح كم كبير من الصراعات والمشكلات والفساد والشذوذ.

ما بين التصدع القومي والتصدع الديني والطائفي والطبقي، تتشكل عوامل انهيار دولة إسرائيل في المستقبل، أو على أقل تقدير دخولها في دوامات الصراع الداخلي.

فهناك التصّدع القومي بين الأكثريه اليهودية والأقلية العربية في الداخل، والتصّدع الديني بين اليهود العلمانيين وبين اليهود المتدينين، وكذلك التصدّع الطائفي بين اليهود الأشكناز من أصل أوروبي وأمريكي وبين الشرقيين الذين هم من أصل آسيوي وأفريقي.

يونيو 2010 تظاهر الآلاف من اليهود البيض (الأشكناز)

ذوو الأصول الأوروبية الشرقية يحتجون على خلط بناتهم البيضاوات ببنات يهود السفارديم السمراوات ذات الأصول الشرق أوسطية والمغاربية على مقاعد الدراسة بعد قرار جاء من المحكمة الإسرائيلية العليا.

اليهود الأشكناز للعلم هم الذين كوّنوا العصابات الإرهابية التي ارتكبت المجازر ضد العرب 1948 ولهم يد في اغتيال كثير من الضباط والجنود البريطانيين الذين كانوا متعاطفين مع الفلسطينيين أثناء فترة الانتداب البريطاني.

وللعلم أيضا هم ليسوا من اليهود الذين عانوا من معسكرات هتلر، ولم تمارس ضدهم أي تفرقة عنصرية ولا مُعاداة للسامية كما يدعون، فقد كانوا مواطنين محترمين في بلادهم الأصلية روسيا وأوروبا الشرقية وكانوا يشغلون أهم المناصب، وهم من ضمن الطبقة الأثرية في الكيان الزائل إلى الآن.

التصّدع الجيولوجي السياسي بين اليمين المتطرف واليسار الحمائمي في القضايا الأمنية والخارجية، مثل الموقف من اتفاقيات أوسلو، ومستقبل الضفة وقطاع غزة، مستقبل هضبة الجولان يتولد من صراعات متشابكة système de clivages.

التصدع الديني في إسرائيل لا يتعلق بالانقسام على أساس التعدد الديني بين الديانات في حد ذاتها، أو بين الطوائف للديانة الواحدة، بل يتعدى ذلك بكثير ليأخذ منحى تصاعديا في الحياة العامة وهو الأكثر بروزا في التجمع الاستيطاني بسبب أن الهوية اليهودية على أساس ديني هي من ضمن مكونات الكيان المحتل، فليس هناك فصل كبير بين الدين والدولة، فكثير من مظاهر ورموز قياداتهم هي ذات مصدر ديني، حتى رمز الخطين الأزرقين في العلم الإسرائيلي، اللذين يرمزان إلى "الطاليت" وهو الرداء الذي يجعله اليهودي على رأسه أثناء الصلاة.

كما أن الأعياد الوطنية هي بذاتها أعياد دينية، ومن أبرزها عيد السنة اليهودية وعيد الفصح وخلافه، كما أن تصنيف المواطنين يتم على أساس ديني في الهويات الشخصية ولنفهم أكثر لابد أن نلقي نظرة على هذه الفئات مقتضبة في إسرائيل يُكثر الحريديم من الفصائل المتطرفة (خاصة أتباع الطائفة الحريدية) من الخروج للتظاهر ضد ما يعتبرونه تدنيسا لقدسية الدين، مثل تدنيس السبت وتدنيس القبور وخلافه.

منذ زمن بعيد ويوجد قانون مفصل لهم خصيصا يسمى قانون طال وهدفه هو إعفاء طلاب الحلقات الدينية وأبناء الحريدم من التجنيد بحجه دراسة التوراة، واستمر منح تأجيل التجنيد منذ 1948 كل خمس سنوات، إلى أن قررت المحكمة العليا أنّ القانون غير دستوري 2012، وأنه على الحكومة إيجادَ بديل يتيح تحمل عبء التجنيد.

وبمجرد إصدار تشريع جديد يلزم طلاب المعاهد الدينية من اليهود الأرثوذكس المتشددين بأداء الخدمة العسكرية الإجبارية، اندلعت التظاهرات في أنحاء الكيان المحتل وتجمع منهم مئات الآلوف ضدّ خطّة تجنيد أبناء الحلقات الدينية للجيش الإسرائيلي.

2013 تم إقرار القانون في الحكومة، ومارس 2014 تحت شعار "الحرب على الدين ولن ننضم إلى الجيش" تجددت التظاهرات ضد قانون التجنيد إثر استنفار زعماء اليهود المتطرفين "الحريديم" جمهورهم للخروج في مظاهرات مليونية بالقدس احتجاجًا على قانون التجنيد الإجباري في الجيش الصهيوني، ما اضطر شرطة حينها لرفع حالة التأهب إلى الدرجة "ج" ونشر عشرات الآلاف من العناصر الشرطية وفرق الخياله والنخبة، وحدثت أعمال عنف وشغب كبيرة وأُغلقت الطرق وأُشعلت الإطارات وحاويات القمامة في جميع أنحاء مدينة القدس، وتوقفت حركة القطارات.

وتسبب هذا في حالة من الاستياء بين الغالبية العلمانية في إسرائيل، وطالبوا بضرورة مشاركة المتدينين في تحمل ما يسموه "الأعباء الاجتماعية". وردا على هذه المطالبات تحجج المتشددون الأرثوذكس، بأن أداء الخدمة العسكرية سيمنعهم من تكريس حياتهم لدراسة الكتب الدينية، والتي يرونها أساس الحياة اليهودية، ومنهم من يعمل لخدمة الكتاب وكمراقبين على الأطعمة للتأكد من مطابقتها للشريعة اليهودية صدقت ربنا وتعاليت "بأسهم بينهم شديد".

وأخيرا التصدع الأمني والتصدّع الطبقي - الاجتماعي الاقتصادي بين الأغنياء والفقراء، والمثقفين والأقل ثقافة، سكان البلدات الغنية وبلدات التطوير.

تجد اليهود من أصول أفريقية، خاصة إثيوبيا وإريتريا، هم الأدنى وهم المستضعفون دائما داخل التجمع الاستيطاني ويعانون من عنف الشرطة وتفرقة المؤسسات التعليمية والحكومية الإسرائيلية ضدهم.

يعيش في إسرائيل اليوم ما يقرب من 135 ألف نسمة ذوي أصول إثيوبية نسبة يهود إثيوبيا الذين يخدمون بالجيش تبلغ حوالي 3%، وبلغت نسبة الجنود الذين سجنوا في السجون العسكرية حوالي 11%، ما يدلل على عدم الثقة بهم والتعنت والتعصب تجاههم.

يونيو 2012 أضرم متطرفون يهود النار في مسكن يأوي مهاجرين إريتريين وكتبوا عبارة "اخرجوا من حينا على مدخلها" وكان ذلك أحدث تصعيد للعنف العنصري الذي يستهدف المهاجرين الأفارقة.

مطلع العام الجاري خرج آلاف اليهود الإثيوبيين إلى الشوارع في تل أبيب والقدس تندد بعنف الشرطة بعد نشر فيديو يوضح وحشية شرطي أبيض ضد جندي إثيوبي الجنس بزيه العسكري، وحدثت مناوشات تخللتها أعمال عنف وإلقاء حجارة وزجاجات مولوتوف وآلات حادة، واضطرت شرطة الاحتلال بالاستعانة بفرقة الخيالة في عمليات فض التظاهر، وهو ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة بين الجانبين، استخدُمت فيها القنابل المسيلة للدموع والهراوات وخراطيم المياه والقنابل الصوتية لتفريق المستوطنين.

 ووقع عشرات المصابين وتحطم وأتُلف الكثير من الممتلكات الخاصة والإعلام الحاريدي المعادي واصل معاداته للأفارقة ووصفهم بالحيوانات القذرة، ما زاد الاحتقان وتحول ميدان رابين لساحة قتال بين يهود إثيوبيا وشرطة كيان إسرائيل وامتدت الاحتجاجات لليوم التالي، ما اضطر نتنياهو لاحتواء غضب الشارع ومقابلة الجندي أمام الكاميرات ومؤازرته والضحك على الإعلام بكلمتين وزار أهله وثبت الموضوع.. بس دا بُعده الموضوع لم ينته بعد..!!

يذكر أنه يعيش العديد من المهاجرين الأفارقة في أفقر أحياء المدن الكبرى في إسرائيل، ويعيش أكثر من ثلث العائلات الإثيوبية الإسرائيلية تحت خط الفقر ويعمل العديد منهم في الأعمال ذات الأجر المتدني.

هذه التصدعات الخمسة تعبر عن التوتر والتنافر والخلافات بين المجموعات المختلفة في المجتمع الإسرائيلي، وتمس بتكتل المجتمع في الكيان في حد ذاته، في داخل فكر كل شباب مستوطن تجد عشرات التناقضات حول تفسير الدولة اليهودية ومفهوم الدين والدولة والأكثرية لم تعلم مفهوم الدولة وماهي الدولة اليهودية ومن هم اليهود!!! نعم إن سألت أحد المستوطنين من هو اليهودي فلم تجد تعريفا واضحا لسؤالك.

في الأساس تجد خللا واضحا في العقيدة اليهودية، فتعريف اليهودي طبقا لعقيدتهم هو من ولد لأم يهودية ويؤمن بالشريعة اليهودية، وهذا تعريف عرقي علماني وهذه أكبر إشكالية تنخر في المجتمع اليهودي وستغرقه بإذن الله هؤلاء تجمعات استيطانية ومجموعة مهاجرين حطوا هذه الأرض عبر مراحل وعقود من الزمن وقد تجمعوا من أكثر من مائة دولة حول العالم، ويتحدثون أكثر من خمسين لغة وبينهم خلفيات وثقافات متضادة أتوا بمتناقضاتهم وإشكالياتهم وأفكارهم وجنسياتهم المختلفة والمتضاربة أحيانا، فكيف يريدون أن يجنسوا ويجعلوا منهم شعبا واحدا كيف؟؟؟؟

والحقيقة أن الصهيونية تستغل المستوطنين وتنصاع للمتطرفين كهدف للوصول لإعلان يهودية الكيان، حتى الآن إسرائيل لم تحدد أهي كيانا دينيا أم علمانيا رغم ضغوط الداخل وتبعثر كل أوراقها السياسية سيجدون التخبط طريقهم.

المؤسسة الحاخامانية والوكاله اليهودية كانت اتخذت الدين ذريعة وحجة لجذب المهاجرين وتبرير تواجدهم على الأراضي المحتلة وتحويلهم لصهاينة أي اتخاذ الشرعية الدينية كحل مؤقت وعامل توحيد مؤقت يجمع المهاجرين اليهود ويحفظ فرض وضع الأمر الواقع حينها، ومازالت هذه المعضلة تصاحب أجيالهم والمتطرفين يريدون تطبيق الشريعة اليهودية والحكومة تقدم لهم قوانين!! والصراع بين العلمانيين والمتطرفين وكلاهما يراهن على سقوط الآخر وما تخبئه الأيام لهم أجل وأعظم مما يتخيل البعض منهم.

وعلى المستوى المدني والأخلاقي، إسرائيل باتت الملعب الخلفي لأباطرة تبييض المال من يهود العالم، الذين يجدون في إسرائيل ملجأ للتهرب من الضرائب في بلدانهم الأصلية، وبينهم من يبحث عن ملجأ أمني، ومنهم من يسعى دائما إلى شراء سياسيين إسرائيليين وتمويل بناء مستوطنات.

بموجب قانون صهيوني معمول به منذ فترة كبيرة يمنح المهاجرين إعفاءً ضريبيا على مصالحهم الاقتصادية في الخارج السلطات الإسرائيلية تمنح هذه الحيتان في العالم "استقبالا دافئا" لغسيل الأموال.

تل أبيب مستوطنة السياحة المثلية اعتبر الشواذ جنسيًا مستوطنة "تل أبيب" في الكيان الصهيوني على ساحل البحر الأبيض المتوسط الشرقي، الهدف الأبرز للسياحة المثلية فى العالم لعام 2013 الماضى، وتم تصنيف تل أبيب فى المركز الأول فى الفئة الرئيسية "best city" فى مسابقة عالمية أجريت من قبل شركة الخطوط الجوية الأمريكية.

ووفقًا للنتائج، فقد حصلت على 43% من الأصوات وتجاوزت مدنا أخرى فى العالم مثل نيويورك التى حصلت على 14% من الأصوات، وتورنتو التى حصلت على 7% وساو باولو بـ 6%.

وبعد فوز تل أبيب، تم تصنيفها باعتبارها "عاصمة الشواذ" فى الشرق الأوسط، وهنا التساؤل: "لماذ يحب الشواذ تل أبيب؟ هل تعلم أن هناك شوارع رئيسية فى تل أبيب مزينة بأعلام المثليين حتى أن مبنى البلدية في تل أبيب يضاء فى المساء بألوان "قوس قزح" المميزة للمثليين، وتعد المدينة الأكثر تعاطفًا مع المجتمع المثلى، وجلب مسرة المثليين فى تل أبيب وتحت شعار "الحرية الجنسية واحترام حقوق المتحولين جنسيا"، تجمع حوالى 30000 ألف سائح وسائحة مثليين الأحد 7 يونيو 2015 فى مسيرة الشواذ السنوية فى تل أبيب إيذانا ببدء احتفالية استمرت أسبوعا وتزينت العديد من المتاجر بعلم المثليين، وارتفعت نسبة الإشغال فى الفنادق".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل