المحتوى الرئيسى

«الأزهر الجامعى».. دورات مياه «غير آدمية» وقطط متجولة

08/20 10:15

نقص كبير فى الأدوية والمستلزمات الطبية وحمامات غير آدمية، وانخفاض مستوى النظافة، وانتشار القطط داخل أرجاء المستشفى، وانعدام وسائل التهوية داخل غرف الحجز، وتعطل بعض الأجهزة نتيجة زيادة الضغط عليها، مجموعة من المشاكل المزمنة التى يعانى منها مستشفى «الأزهر الجامعى» بمدينة دمياط الجديدة، الذى يقدم خدمة طبية لأبناء العديد من المحافظات منها «دمياط، والدقهلية، وكفر الشيخ» حيث يتردد عليه أعداد هائلة من المرضى نظراً للكفاءة والمعاملة الطيبة للأطباء بالمستشفى، وتميز الكوادر البشرية فى المستشفى هو سبب الزحام الشديد الذى تشهده العيادات الخارجية يومياً منذ الصباح الباكر.

زحام وإقبال كثيف.. ومعاملة طيبة من الأطباء والمرضى: «بنشترى كل حاجة من بره»

فى جولة داخل قسم الاستقبال والطوارئ بالمستشفى الجامعى، قالت إحدى السيدات أمام طوارئ النساء والتوليد: «مش حرام عليهم مقعدينا فى الحر ده»، وكان إلى جوارها يقف «رضا محمد» مسنداً ظهره إلى الحائط أمام غرفة عمليات النساء والتوليد، فى انتظار ولادة زوجته، بعد أن جاء من مركز «شربين» التابع لمحافظة الدقهلية، قائلاً: «أنا جاى من شربين لأن ماعندناش غير وحدات صحية ودى عملية مش صغيرة، وبصراحة أول مرة آجى المستشفى والدكاترة هنا كويسين، لكن كل حاجة بنشتريها من بره، ده أنا اشتريت انهارده علبة جوانتيات من صيدلية خارج المستشفى، وهما اللى طالبين كده منى، طب هما هيعملوا إيه بعلبة كاملة؟!»، موضحاً أنهم طلبوا منه أيضاً سرنجات ومُطهراً وخراطيم طبية للمحاليل من خارج المستشفى، رغم أنه من المفترض توافر المستلزمات الطبية بالمستشفى.

على بعد أمتار قليلة من «رضا» جلس «منصور الجندى» على الأرض أمام غرفة عمليات النساء والتوليد مقبلاً مع ابنته، معرباً عن غضبه الشديد بسبب شراء كافة المستلزمات والأدوية من الخارج، قائلاً بسخرية: «المستشفيات دلوقتى مافيهاش غير دكتور وسرير بس، لكن الباقى تجيبه من بره، ولو كلمت دكتور يقولك هنعملك إيه روح هات من بره»، مؤكداً أنه يلجأ فى هذه الحالة إلى إحدى الجمعيات التى تساعد غير القادرين مادياً فى الحصول على الأدوية أو المستلزمات الطبية، متابعاً بنبرة حزينة: «لو الجمعية دى مش موجودة يبقى الناس تموت بقى، وممكن تروح بأربع أصناف محتاجهم من الجمعية تلاقى اتنين بس والباقى تشتريه من بره».

نائب المدير: كل ما نحصل عليه من الحكومة ننفقه على المستشفى و«مفيش قرش بيتبقى».. وطالبنا بزيادة الميزانية كثيراً دون جدوى

وأوضح «منصور» أنه تعامل مع المستشفى من خلال أكثر من عملية ولادة مع أبنائه، والروشتة تتراوح بين 150 و170 جنيهاً، قائلاً: «إحنا داخلين المستشفى معانا مريض، يعنى مهما يطلبوا مجبرين نشتريه، حتى لو هستلف عشان أجيب له اللى محتاجه»، مؤكداً أن معاملة الأطباء داخل المستشفى الأزهرى قائمة على الاحترام بين الطرفين.

غرف حجز المرضى يغلب عليها انخفاض مستوى النظافة وتشوه الحوائط، حيث تحتوى الغرفة الواحدة على 6 أسرَّة تحت مروحة سقف واحدة بالغرفة، مما يضطر المرضى إلى إحضار المراوح من منازلهم، وداخل إحدى تلك الغرف جلست «رحاب بكر» مرافقة لزوجها قائلة: «المستشفى لا يوجد به أية إمكانيات على الرغم من كفاءة الأطباء، إلا أن المستشفى يفتقر للموارد المادية، هناك الكثير من المستلزمات غير متوفرة كالسرنجات والقفازات الطبية والمسكنات والتخدير والمضادات الحيوية والكانيولات»، متابعة: «نصرف ما لا يقل عن 150 جنيهاً يومياً على الأدوية، لكن التحاليل والأشعة نتحمل جزءاً منها».

من جانبه رد الدكتور «متولى رجب» نائب مدير المستشفى الأزهرى على كل الانتقادات الموجهة للمستشفى بقوله: «عندما نحصل على مبالغ مالية من الحكومة يتم إنفاقها على المستشفى، ولكننا فى الغالب لا نحصل على ما يكفى لشراء ما يحتاجه المستشفى من أدوية ومستلزمات طبية»، متابعاً: «مفيش قرش بيتبقى وبحطه فى جيبى ومستعد أتحاسب لو كنت باخد حاجة لنفسى، لكن ماتبقاش مش موفَّر لى احتياجاتى للإنفاق على المستشفى وتسألنى عندى نواقص ليه!».

وأكد أنه طالب مراراً وتكراراً بزيادة الميزانية لكن دون جدوى، مشيراً إلى أن شكوى سوء حالة النظافة نتيجة نقص عدد العمال وكذلك موظفى الأمن، وموضحاً أن مستشفى ضخماً كالأزهر الجامعى لا يوجد به سوى 20 موظف أمن يتم تقسيمهم على ثلاث ورديات فى اليوم، وأنه لا يملك المال من أجل الاستعانة بموظفين أكثر من ذلك، بالإضافة إلى 15 عامل نظافة تم التعاقد معهم من أصل 85 عاملاً مطلوباً توفيرهم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل