المحتوى الرئيسى

التلغراف: الغرب ضحية وليس مذنبا

08/20 02:50

ذكرت التلغراف إن تحميل اللوم على السياسة الخارجية الغربية بات تقليدا مُتبّعا عقب كل هجوم إرهابي.

ورأت الصحيفة - في تعليق على موقعها الإلكتروني - أن هذا العذر الواهي بات مثيرا للسخرية؛ لا سيما وأن انخراط أسبانيا في حروب الشرق الأوسط يكاد يكون معدومًا، كما أن فنلندا ليست طرفا في أي تدخل على أية جبهة... إن "القتلة يستهدفون الغرب لا لشيء إلا لأنه الغرب".

وشهدت أسبانيا الجمعة وقوع هجومين في (برشلونة، وكامبرليس)؛ حيث دهست شاحنة حشد من المارة في أحد شوارع برشلونة، فيما حاولت شاحنة أخرى تنفيذ هجوم مشابه في كامبرليس، وسقط جرّاء الهجومين نحو 14 قتيلًا وأكثر من 100 جريح؛ وعلى صعيد آخر، شهدت فنلندا في نفس اليوم، هجومًا تعرض خلاله عدة أشخاص للطعن في مدينة توركو.

وأكدت التلغراف أن الإرهابيين يستغلون ما يتمتع به الغرب من انفتاح نسبي في حدوده ومن محدودية للإجراءات الأمنية به ومن محاولات جديرة بالثناء لبناء مجتمع يحترم الخصوصية الفردية، كما أن أجهزة دعاية الإرهابيين تستغل الحريات المدنية السائدة في الغرب؛ وعندما يسقط متآمرون فإنهم يهرعون إلى توكيل محام للدفاع عنهم مستغلين سيادة القانون في الغرب.

وشددت الصحيفة على أن الراديكاليين يعترفون بكراهيتهم العميقة لحرية الاعتقاد والتعبير السائدة في الغرب؛ وإذا كان هؤلاء الإرهابيون يختلفون فيما بينهم إلا أنهم يجتمعون في المعاناة من مرض سيكولوجي مشترك: هو رفْض العالم الذي اختار آخرون أن يبنوه.

وأضافت التلغراف أن الغرب يتعين عليه أن يعزز ثقته في الطريقة التي يحيا بها والتي يرفضها هؤلاء المجرمون؛ وبدايةً يجب عليه الكفاح من أجل عدم التنازل عن الحريات في سبيل الحفاظ على الأمن اللازم للتمتع بتلك الحريات؛ كما يتعين على الغرب عدم قبول القراءات الدعائية لتاريخه والتي تصوّره دائما بصفته مذنبا ومُعْتدٍ.

وأكدت الصحيفة أن اجتياح العراق قبل 14 عامًا، رغم كارثية تنفيذه، وأن الإمبراطورية (البريطانية) التي انتهت في حقبة الستينيات لا يمكن مطلقا أن تبرر قيام العنف الآن.

وشددت التلغراف على أن الغرب ليس هو الذي جلب الإرهاب على نفسه كما أنه لا يستحق العقاب؛ وليس المجتمع الغربي الآن مثاليا فهو من صُنْع البشر، ولكنه يقدّم قدرًا من الحرية والرخاء أعظم مما قدمتْ أية حضارة سابقة.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل