المحتوى الرئيسى

حرب «صراع النفوذ» بين مجموعة «عزت» والجبهة الشبابية بـ«الإخوان»

08/19 19:52

خلال الأيام الماضية، مرت الذكرى الرابعة لفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة التي وقعت في 14 أغسطس 2013، وجرت العادة في جماعة الإخوان المسلمين على عقد اجتماعات في السنوات الثلاث التي تلت تلك الذكرى للترتيب لمظاهرات واسعة، وفعاليات قوية في ذكرى فض الاعتصامين، ولكن الأمر اختلف هذا العام عن بقية الأعوام.

فمنذ الانقسام الذي وقع في جماعة الإخوان المسلمين نهاية 2015، تشكلت كتلتان كبيرتان في الجماعة، أولاهما جبهة القيادات التاريخية والتي يديرها محمود عزت، نائب مرشد الجماعة، ومعه إبراهيم منير، أمين عام التنظيم الدولي، ومحمود حسين، الأمين العام للجماعة، والثانية جبهة الراحل محمد كمال، عضو مكتب إرشاد الجماعة، والتي أسست مكتبا عاما لها في مصر، ويديرها عدد من الشخصيات المجهولة في مصر أغلبهم من الشباب، بينما تحوي رموزًا من الجماعة في الخارج، منهم عمرو دراج، وزير التعاون الدولي الأسبق، ويحيى حامد، وزير الاستثمار الأسبق، وعصام تليمة، الداعية الإسلامي، ومدير مكتب القرضاوي السابق، وحمزة زوبع، عضو الهيئة العليا بحزب «الحرية والعدالة»، وتعرف باسم الجبهة الشبابية.

تصاعد هذا الانقسام خلال العامين الماضيين، ومع تصاعده تراجعت حدة المظاهرات التي وصلت ذروتها في 2015، تدريجيا، رغم تزايد الأزمات المعيشية في مصر وانخفاض شعبية النظام، إلى أن اختفت تماما هذا العام، ولم تظهر حتى دعوات خجولة للمشاركة في مظاهرات لإحياء ذكرى فض الاعتصام ورفض نظام الحكم في مصر.

هذا العام، عقد قيادات الإخوان اجتماعات قبل ذكرى فض رابعة، كما جرت العادة في الأعوام السابقة، ولكنها كانت بشكل مختلف، ولأغراض مختلفة، فلم يكن الهدف منها توحيد «الجماعة» ولا زيادة الحراك الشعبي، أو التخطيط للمظاهرات وتوفير الدعم لها مثلما جرت العادة في السابق، ولكن كان الهدف منها التمكين لكل جبهة على الأخرى، والسيطرة على مفاصل الجماعة، في إطار الصراع  المحموم بين جبهتي الإخوان.

فخلال الأسبوع قبل الماضي، وقبل ذكرى رابعة بأيام، اجتمع قيادات الجبهة التاريخية للإخوان في تركيا، بقيادة محمود حسين، الأمين العام للجماعة، وهمام سعيد، عضو مجلس شورى الجماعة ورئيس مكتب تركيا التابع للجماعة، وحسين عبد القادر، عضو المكتب السياسي للجماعة.

ودار الاجتماع الذي تم على مستوى القيادة فقط، حول ما يمكن فعله في «ذكرى رابعة»، واقتصر الأمر على نشر رسالة لنائب مرشد الجماعة محمود عزت بمناسبة الذكرى، ليس لدعوة الإخوان للتظاهر، ولكن لتثبيت شرعية الجبهة، واستمرار «عزت» في القيادة للجماعة ككل، وهو ما ظهر في تناوله للأزمات في مصر وفلسطين وسوريا، في هذا البيان الخاص بذكرى رابعة، مع التأكيد على الحفاظ على السلمية كمنهج للجماعة.

وركّز الاجتماع أيضًا على توفير الدعم المادي لقناة «وطن» التي تعد الصوت الرسمي لجبهة القيادات التاريخية الإخوانية، بعد اختفاء تأثيرها في مقابل تصاعد قناة «مكملين» المقربة من الجبهة الشبابية، وكذلك التنسيق بشأن قيادات الإخوان المتواجدين في قطر وموقفهم المستقبلي تحسبًا لحل الأزمة الخليجية.

في المقابل، قرر مكتب تركيا التابع للجبهة الشبابية بـ«الجماعة» عقد جمعية عمومية لجميع الإخوان المصريين في تركيا حضرها نحو 150 منهم؛ للتأكيد على أن لهم الغلبة في تركيا، وهم الجبهة الشرعية، وأنهم يتفاعلون مع أفراد الجماعة ويشاركونهم في اتخاذ جميع القرارات، على عكس جبهة القيادات التاريخية التي تتخذ قراراتها بشكل فردي دون مشاركة لأحد.

وضمت الجمعية العمومية التي عُقدت يوم الأحد الماضي، قبل ذكرى رابعة، بمدارس المنار الدولية بـ «يني بوسنا» بإسطنبول، عددا من عناصر الجماعة البارزين الذين يرفضون سياسات الجبهة التاريخية، ومنهم عادل راشد، رئيس مجلس شورى المكتب، والنائب السابق ببرلمان 2012، والداعية وصفي أبو زيد، وعصام تليمة، وأيمن علي، المستشار السابق لرئيس الجمهورية محمد مرسي، وحمزة زوبع.

وناقش اجتماع المكتب ضرورة تثبيت شرعية الجبهة الشبابية باعتبارها الممثل الشرعي للإخوان، وتجاهل قيادات الإخوان في جبهة محمود عزت، وقرروا إصدار بيان يحوي قرارهم بالسير في طريق مختلف عن الجبهة الأخرى ومن هذا البيان: "أبناء جماعة الإخوان المخلصين: إما أن تتحد الصفوف، وتتآلف القلوب، وتتوحّد الجهود، أو أن نمضي سويًا نحو نصرة ديننا ووطننا، متفقين في الأهداف مختلفين في الوسائل"، وهو الخط الذي قررته الجمعية العمومية، وهو السير في طريقها بعيدًا عن جبهة القيادات التاريخية.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل