المحتوى الرئيسى

بالفيديو.. حياة سكان المذابح في عيد الأضحى

08/19 12:31

حواري ضيقة، يفصلها عن بعضها البعض شارعٌ رئيسي، يبدأ بمحطة مترو السيدة زينب، لينتهي "بمذبح السيدة" الذي يبعد خطوات قليلة عن مستشفي 57357، هناك تتعالى أصوات الجزارين من لحظة لأخرى، ينادون على المارة بكل صبر.

بمجرد دخولك إلى هناك تفوح رائحة الأضاحي من كل الأرجاء، وتتعالى صرخات الماشية، كأنها تستغيث بالمارة خوفًا من أن تلقي قدرها المحتوم، بجانب جلود متناثرة في مختلف جوانب المذبح، وتجارًا يعرضون الماشية والأغنام للبيع.

بطول المذبح تتجاور محال الجزارة، في مقدمتها مختلف أنواع اللحوم، معلقة في أسياخ حديدية، بشكل منظم لجذب الزبائن، بينما يسعى الجزارون بحثًا عن رزقهم، يقف آخرون أمام المحلات على عربات خشبية يبيعون تشكيلات اللحوم المختلفة كالكبدة والمنبار، إلى أصحاب ورش الحدادة الذين يعرضون بضائعهم، من سكاكين وسواطير.

ويعيش سكان السيدة زينب كشهودٍ عيان على كل الحكايات هناك، منهم من يعمل في المذبح، وآخرين ينتابهم نوعًا ما من الغضب، مما يحدثه من مشكلات تزامنًا مع عيد الأضحى.

"رامي محمد" رجلًا عشريني، يعمل في ورشة لطلاء السيارات في الشارع المقابل للمذبح، حيث تبعد أمتارًا قليلًا عنه. يقول رامي لـ«الدستور»: "أنا عايش هنا في المدبح من أول لما اتولدت، اتربيت هنا، وكل أيامي من وأنا عيل صغير عيشتها في شارع المدبح، أنا شغال صنايعي دوكو، بس أعرف كل حاجة عنه بحكم طفولتي".

يعيش رامي منذ الصغر في دروب السيدة وحواريها، وبين محلات الجزارة عاش طفولته، بوجهه المستدير، وأنفه المستقيم، يقول عن تأثير المذبح عليهم إبان عيد الأضحى: "المذبح مش زي زمان، الأسعار غالية والدنيا هادية، والأيام دي زي الأيام العادية، المشاكل بتبقى موجود مع الزحمة، رائحة الدبيح كريهة، وكانت بتملى المكان كله".

لم يتوقف الأمر عند رائحة الذبيح، فبقايا الجلود من ناحية، وزوائد الماشية من ناحية أخرى، تغطي كل النواحي في المكان، بجانب شركات النظافة التي تأتي متأخرة، فالرائحة تفوح بدرجة لا تحتمل.

يؤكد "رامي" أن المشكلة في بقايا الجلود، وزوائد العجول اللي بتترمي في المنطقة، بتقعد فترة ومفيش عمال نظافة، فالرائحة بتوصل لدرجة إننا مبنستحملهاش".

بجانبه، ورشة الحاج صلاح إبراهيم، سمكري سيارات، يعمل هناك منذ أكثر من 30 عامًا، يتردد دائمًا على المذبح مجالسًا أصدقاء عمره، بشعره الأسود المصطف إلى الوراء، وجلده التي تتساقط منه قطرات العرق من شدة العمل في الظهيرة، يقول لـ«الدستور»: "أنا عايش هنا في السيدة بقالي أكتر من 30 سنة، شغال سمكري، بس من وقت للتاني بكون في المدبح عشان أقعد مع أصحابي".

أما المشكلات التي تعرقل عملهم تزامنًا مع عيد الأضحى، فيقول " كلنا هنا أهل وحبايب، المشكلة اللي دايما بتواجهنا، بتبقى وقت الدبح، الماشية أوقات بتهرب، وبتجري تقف على عربيات شغالين فيها، مما يتسبب في أزمة مع أصحابها، لكن الموضوع بيمشي بالتراضي وكلنا بناكل عيش".

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل