بعد افتتاحه رسميا.. "الوطن" داخل أول مركز لتصنيع الروبوت معتمد عالميا

بعد افتتاحه أول مركز صناعي للتحكم الآلي في مصر معتمد من ألمانيا رسميًا، منذ أيام، من قِبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، قال الدكتور وائل عقل عميد كلية الهندسة في جامعة النيل، إن المخرجات التي يخرجها المركز "منتجات ذكية".

وأضاف "عقل"، في لقائه بـ"الوطن"، إن المركز يعد أحد المراكز التعليمية والبحثية التي تخدم مجال "لميكاترونيكس" (دمج الميكانيكا الصناعية مع الإلكترونيات) بين 14 مركزا على مستوى العالم لديهم اعتماد من شركة "فيستو" الألمانية العالمية، التي تعد أقدم وأشهر شركة عالمية في هذا المجال.

ويتميز مجال "الميكاترونيكس"، كما ذكر "عقل" بإنتاج منتجات ذكية لديها استشعار بما يحدث من حولها مثل "الروبوت"، وهي منتجات تقدمت دول مثل ألمانيا واليابان في تصنيعها منذ أوائل الثمانينات، ويمكن من خلال المركز الذي أصبحت مصر تمتلكه أن تصنع روبوت من خلال تكنولوجيا التحكم الآلي، كما يساعد في تطوير الصناعة المصرية وتصميم خطوط إنتاج بمستويات عالمية.

أوضح "عقل"، أن تخصص "الميكاترونيكس" بدأ في الانتشار بالجامعات المصرية منذ أوائل عام 2004، إلا أن مصر لم تستطع الحصول على مركز متخصص معتمد عالميا لخدمة الصناعة المصرية، وتدريب الطلاب على هذه التقنية بمناهج عالمية، وهو ما نفذته جامعة النيل بالتعاون مع جامعات مصرية مثل "عين شمس - أسوان - حلوان - الجامعة الألمانية في مصر - الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا"، لتأهيل خريج الجامعة، والمهندسين والفنيين للتخصص في مجال الميكاترونيكس بالحصول على شهادة معتمدة من ألمانيا في هذا المجال.

وأشار "عقل"، إلى أن جامعة النيل بدأت في اقتراح إنشاء مركز متخصص في "الميكاترونيكس" منذ عام 2010، بالتقدم بطلب للحصول على منحة من 3 دول بالاتحاد الأوروبي (فرنسا – أسبانيا – ألمانيا)، وخصوصًا أن شركة "فيستو" الألمانية هي المورد الرئيس لنظم التحكم الآلي عالميا، وبمجرد الحصول على منحة من البرنامج الأوروبي "تيمبس" تقدر بنحو مليون يورو بدأت الجامعة في تجهيز المعمل بالتعاون مع الجامعات المصرية.

وعلى مدار عام 2013، بدأت الجامعة في إرسال عدد من أعضاء هيئة التدريس للتدريب في ألمانيا على كيفية التدريس بمركز "الميكاترونيكس" بما يخدم الصناعة المصرية، وخصوصًا المنطقة الصناعية المجاورة في السادس من أكتوبر، ليصبح لدينا مدربين مصريين معتمدين عالميًا بالمركز.

وعقب انتهاء فترة تأهيل المدربين المصريين واعتماد المركز عالمياً، حصلت الجامعة على موافقة المجلس الأعلى للجامعات على ماجستير تمنحه الجامعة في مجال "الميكاترونيكس" يقضي منها عام بالمركز المصري، والعام الآخر في ألمانيا، ليحصل على الشهادة معتمدة من مصر وبداخل جميع دول الاتحاد الأوروبي.

وذكر عميد كلية الهندسة، أن المركز يخدم عددا من الصناعات مثل الغذاء والأدوية بتوفير التدريب على استخدام غرف الهواء النظيف، وصناعات الحديد والصلب والسيراميك بالتدريب على تكنولوجيا "هيدروليكس" التي تحتاج لدرجات حرارة عالية يصعب وجود العامل البشري بداخلها، ما يجعل التحكم الآلي سيد الموقف في هذه الصناعات، إلى جانب الصناعات التي تعتمد على المحركات بالتدريب على تكنولوجيا "إلكتريك دايفز".

ويدرب المركز على كيفية التعامل مع مشكلات خطوط الإنتاج الكاملة من خلال نماذج محاكاة، بل يساعد الطالب على تصميم بعض خطوط الإنتاج من الصفر، أي امتلاك المعرفة بالصناعة بدلاً من الاكتفاء بتشغيلها.

كما يوفر المركز التدريب على كيفية استخدام الروبوت في الصناعة وهي تكنولوجيا استخدام "الروبوتوكس"، ويعمد لشراء جهاز "روبوتك آرم" خلال الفترة المقبلة من خلال مشروع تابع للاتحاد الأوروبي.

وتصل عدد ساعات دبلومة "الميكاترونيكس" التي يمنحها المركز 320 ساعة، كما ذكر "عقل"، ويتحول بعدها الطالب إلى خبير معتمد دوليا في هذا المجال، يساهم في تطوير الصناعة المصرية التي تواجه تحدي ما بعد سياسات التعويم بضرورة إحلال المنتج المحلي بدلاً من المستورد.