المحتوى الرئيسى

مراجعة.. لا تراجع 6 ــ وسائل البلاغ

08/17 22:49

فرغنا من بيان أوجه القصور فى «علوم الآلة» وهى علوم وفنون اللغويات وعلوم الشريعة، واليوم ننظر فى مدى القصور المشاهد فى «وسائل البلاغ». والوسائل هى الوسائط المستخدمة فى نشر البلاغ وحمله إلى الكافة من خلال أساليب ونماذج مقبولة وجديرة بالمتابعة. ولشديد الأسف فإن جميع الخطابات (السياسى/ الاقتصادى/ الإعلانى/ الفنى... إلخ) كلها دائمة التطور ودائمة التقارب مع معطيات العصر إلا الخطاب الدينى فلايزال قاصرا ليس عن التجديد فحسب، بل ودائم التردى والرجوع إلى عصور التخلف والتقليد.

إذا كنا نتمسك بالتراث ولا نفرط فيه، فهل يعنى هذا أن ننفق الأموال الطائلة على تحقيق ونشر ملايين النسخ من كتب تراثية وطرحها فى الأسواق؟ وهل النظر فى كتب التراث مطلوب للمثقفين وشباب الباحثين؟ المعروف عالميا ومنطقيا أن التراث يتاح فى المكتبات المتخصصة للباحثين، وإذا أراد البعض فعليهم تقديم «مختصر» أو «مهذب» أو عرض للفكرة للتعريف بها. أما أن يتم إعادة طباعة كتاب من عشرين جزءا سبق تأليفه منذ عشرة قرون ثم يطبع منه آلاف النسخ فذلك إسراف وتبذير من ناحية، ويسبب عجزا وقصورا من ناحية أخرى. وخير دليل على ذلك تلك الميزانيات المتدنية للبحث العلمى الذى توقف تماما فى غالبية المجالات.

وإذا نظرنا إلى «الإذاعة المسموعة» أو«المرئية» (التليفزيون)، فلايزال الخطاب الدينى لا يعرف طريقه الصحيح لاستثمار هاتين الوسيلتين من خلال قوالب فنية متعددة: التمثيليات/ الحوارات النشيطة/ الأفلام/ المسرحيات/ حلقات المناقشة والنقد/ المسابقات. ولاتزال مؤسسات الدعوة لا تعتنى بعلوم وفنون تلك الوسائل مثل (الإخراج/ الديكور/ الصوت/ الضوء/ الإنتاج إلخ)، ونتيجة ذلك مشهودة فى تقوقع الخطاب الدينى فى نطاق خطبة الجمعة وقراءة بعض الآيات.

وقد تسارعت وسائل التواصل الحديثة بشكل جعل الناس جميعا مهما تباعدت الأماكن يستطيعون التواصل والتحاور فضلا عن رخص التكلفة. وعلى الرغم من ذلك، فلايزال أهل القرآن خارج المشاركة وخارج المنافسة حتى كأنهم لا يشعرون. كيف تتغافل مؤسسات الدعوة عن هذه التقنيات التى تتيح تواصل الناس مجانا؟ كيف ازدحمت «الشبكة المعلوماتية» بالمعلومات عن كل شىء إلا القرآن الكريم، فلا تجد ثمرات البحث فيه لا شكلا ولا موضوعا؟

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل