المحتوى الرئيسى

قصة «حسام» وسماسرة تجنيد المصريين للقتال في سوريا

08/17 21:22

قاد الاشتباه فى شاب مصرى مصاب، وصل إلى مطار القاهرة الدولى منذ عدة أيام على متن الخطوط الجوية التركية، للكشف عن معلومات بشأن سماسرة تسهيل سفر المصريين إلى سوريا عن طريق تركيا؛ للانضمام إلى معسكرات تدريب الإرهابيين للقتال ضد النظام فى سوريا، والعودة إلى مصر لتنفيذ عمليات إرهابية ضد الدولة، مقابل الحصول على أموال.

البداية، كانت حين وصل «حسام. م»، قادمًا على متن الخطوط الجوية التركية إلى مطار القاهرة، إلا أن السلطات اشتبهت فيه بعدما تلاحظ إصابته إصابات بالغة فى البطن والصدر، فتقرر احتجازه، لاستجوابه عن سبب الإصابة، فأكد أنه تعرض لحادث سير بتركيا، وعاد إلى مصر لتلقى العلاج، إلا أن أجهزة الأمن أحالته إلى النيابة العامة.

تحريات النيابة كشفت عن مفاجآت خطيرة فى القضية، حين تبين لها أن الشاب من عائلة ثرية، ويملك محلات تجارية يشرف عليها والده، وله سجل تجارى باسمه، وسافر إلى تركيا لإنهاء بعض الأمور المتعلقة بالعمل الخاص به، وهناك التقى أحد الأشخاص الذين ينتمون إلى تنظيم «جبهة النصرة» وعرض عليه السفر إلى سوريا والقتال هناك ضد الرئيس السورى بشار الأسد.

وتوصلت التحريات، أيضًا، إلى أن المتهم سافر إلى سوريا، وقاتل إلى جانب صفوف التنظيم الإرهابى إلا أنه أصيب بعدة طلقات نارية، فعاد إلى دولة تركيا، وتسلم مكافأة عن عمله فى التنظيم، وقرر بعدها العودة إلى القاهرة لاستكمال العلاج.

وقد أنكر المتهم ما جاء فى التحريات فى المرة الأولى أمام النيابة، ولكن بعد صدور قرار بحبسه ٤ أيام، وعرضه مرة أخرى عليها، اعترف بأنه التقى أحد الأشخاص فى مصر يقوم بتجنيد الشباب المصريين للسفر إلى سوريا والقتال بجانب التنظيمات الإرهابية هناك.

وقال إنه سافر إلى تركيا ثم من تركيا إلى سوريا والانضمام هناك للتنظيمات المسلحة، مشيرًا إلى أنه أثناء تواجده فى تركيا أرسلت له قيادات التنظيم شخصًا لتسهيل إجراءات السفر، مضيفًا أن هذا الشخص طلب منه محاولة ضم عدد من أصدقائه فى مصر لتكوين خلية مصرية بالتنظيمات للقتال، مؤكدًا أنه حاول بالفعل ضم عدد من أصدقائه عن طريق تواصلهم معه عبر موقع «فيسبوك».

وأشار إلى أنه بعد سفره إلى سوريا، تم توفير مبالغ مالية له، وإعداده للتدريب على السلاح للقتال بجانب التنظيمات الإرهابية، وأن المعسكرات التى تم تدريبه فيها ضمت عددًا من المصريين.

وذكر فى اعترافاته أنه التقى مصريًا هناك تم تجنيده عن طريق نفس الشخص المصرى الذى جنده، وأخبره بأنه كان يعمل فى إحدى الأسواق وتعرف على سمسار سفر عرض عليه السفر والعمل بضعف الأجر، وهو ما اعتبره فرصة كبيرة بالنسبة له.

وأكد أنه التقى عددًا كبيرًا من المصريين فى سوريا، مشيرًا إلى أن أغلبهم يحملون مؤهلات متوسطة، وتم تجنيدهم عن طريق إيهامهم بأن الجيش المصرى مع بشار الأسد والأمريكان وروسيا، فى محاولة منهم لتحويل الطاقة لديهم ضد السلطات والدولة المصرية.

وكشف عن أنه عقب إنهاء مدة التدريب الخاصة به قاتل بجانب الإرهابيين، فيما أصيب بعد ٥ أشهر من القتال فى الصدر، فأبلغوه بضرورة العودة إلى مصر لعدم حاجة التنظيم له، فعاد إلى مصر عن طريق تركيا.

وقال مصدر أمنى فى مطار القاهرة الدولى، إن المسئول عن ضبط المصريين العائدين من سوريا هو جهاز الأمن الوطنى، مشيرًا إلى أن هناك عددًا من الشباب المصريين الذين سافروا إلى سوريا، وانضموا لجبهة النصرة فى عهد المعزول محمد مرسى، ويحاولون الآن الرجوع إلى البلاد عن طريق الترانزيت بتركيا، نظرًا لأنه لا يوجد طيران مباشر بين مصر وسوريا.

وأضاف المصدر، أن هناك نوعين من الشباب، منهم من سافر بطريقة شرعية فى عهد المعزول محمد مرسى، وعادوا فور إصابتهم، وهؤلاء تتم إحالتهم إلى النيابة العامة للاستماع إلى أقوالهم ثم يتم إخلاء سبيلهم ووضعهم تحت الملاحظة من الأمن الوطنى، بينما هناك نوع آخر من الشباب يتم ضبطهم على الحدود، نظرًا لسفرهم بطرق غير شرعية وانضمامهم إلى داعش والجماعات الإرهابية، وهؤلاء يتم التحقيق معهم فى نيابة أمن الدولة.

من جهة أخرى، قررت نيابة حوادث شرق القاهرة الكلية، برئاسة المستشار إبرهيم صالح، المحامى العام الأول للنيابات، إخلاء سبيل الشاب بتدابير احترازية على ذمة التحقيقات فى اتهامه بالانضمام لجبهة النصرة بدولة سوريا والقتال معهم.

وجاء القرار عقب تحريات الأمن الوطنى، التى أثبتت عدم مشاركته فى أى أعمال إرهابية داخل مصر، وعدم إدراج اسمه على قوائم ترقب الوصول.

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل