المحتوى الرئيسى

هل يكون الموسم الجديد هو الأخير لأنشيلوتي مع بايرن ميونيخ؟

08/17 18:45

عاد الهدوء ولو قليلا إلى بايرن ميونيخ قبل انطلاق الموسم الجديد، بعدما فاز في أولى مبارياته بكأس ألمانيا، وفاز قبلها على دورتموند في كأس السوبر. فقد كانت نتائج الفريق خلال الفترة التحضيرية لموسم 2017/2018 "كارثية"، وكانت الأجواء تشير إلى أزمة، ولأول مرة يتعرض المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي للانتقاد علناً.

ورغم تحسن الأجواء في بايرن إلا أن هناك نقاطا بعينها يمكن أن تصبح مصدرا لاشتعال الموقف، خلال الموسم، الذي يفتتحه بايرن مساء غد الجمعة (18 آب/ أغسطس) بمواجهة مع بايرليفركوزن.

1- عدد زائد في خط الوسط

على عكس ما تظهره إدارة نادي بايرن ميونيخ من وحدة صف بخصوص تمسكها بفلسفة مدرب الفريق كارلو أنشيلوتي، ذكرت صحيفة "بيلد" الألمانية أن رئيس النادي أولي هونيس مستاء من طريقة تدريب المدرب الإيطالي. فما خلفيات ما نقلته "بيلد"؟ (02.05.2017)

لأول مرة يتحدث كارلو أنشيلوتي في حوار مع DW. وتكلم المدرب الإيطالي معنا عن أنواع اللاعبين، خصوصا: إبراهيموفيتش والمدربين، والأندية التي تدار بطريقة عائلية، والأخرى التي تمثل شركات يلعب الجانب الربحي فيها دورا كبيرا. (24.02.2017)

يضم بايرن ميونيخ عددا كبيرا من اللاعبين أصحاب المستوى الرفيع، لدرجة أنه لن يكون بمقدور المدرب أن يشركهم جميعا أساسيين في المباريات. فالوافد الجديد كورنتين توليسو، صاحب أغلى صفقة، سيشارك كخط وسط مدافع أو يتقدم للأمام أيضا في قلب خط الوسط.

كما يطالب سيبستيان رودي بمكانة أيضا كوسط مدافع، وأرتورو فيدال ويوسوا كيميش يريدان اللعب أيضا. وتياغو وخاميس رودريغيز وكذلك توماس مولر يريدون لعب دور في قلب الوسط، وهناك أيضا ريناتو سانشيز، إذا بقي ولم يرحل. ويقول أنشيلوتي إن هناك طبعا تنافسا بين اللاعبين "لكن هذا شيء طبيعي في ناد كبير. وهو الوقود والطاقة والحافز لأي فريق". ولا يرى المدرب أية مشكلة إذا بقي أحدهم خارج التشكيلة. لكن المشكلة هي: هل نظرة اللاعبين لهذا الأمر هي نفسها نظرة المدرب؟

2- عدم وجود بديل لروبرت ليفاندوفسكي

لا يوجد في الفريق حتى الآن قلب هجوم آخر بديل لروبرت ليفاندوفسكي في حالة تعرض الأخير لإصابة. ويشارك ليفاندوفسكي في مباريات الفريق سنويا بنسبة تصل إلى 95 في المائة، حسبما قول كارل هاينز رومينيغه، رئيس مجلس إدارة النادي البافاري. وفي حالة غيابه يشارك مكانه توماس مولر، لكن مولر صام معظم الموسم الماضي عن التهديف. ويمكن في حالة الضرورة أن يشارك خاميس كقلب هجوم، لكن هل يمكن أي منهما أن يسد فراغ ليفاندوفسكي، إن غاب؟

ليفاندوفسكي. قناص لا بديل له في بايرن وعندما يغيب تحدث مشكلة في خط الهجوم

3- يكاد لا يوجد دعم للمواهب

يعتزم بايرن في المستقبل إشراك المزيد من اللاعبين الذين تربوا في جنباته. ويؤكد رئيس النادي، أولي هونيس، على أهمية المواهب الموجودة في أكاديمية الفريق، التي يشرف عليها بافاري حتى النخاع هو هرمان غيرالند. لكن مشكلة بايرن تكمن المدرب أنشيلوتي، الذي يفضل الاعتماد على نجوم يثق بهم، بدليل طلبه ضم خاميس رودريغيز.

ويقول لاعب بايرن السابق ديتمار هامان إن أنشيلوتي كان لديه الموسم الماضي ثلاثة من أهم اللاعبين الشباب في أوروبا: ريناتو سانشيز، يوسوا كيميش وكينغسلي كومان "لكن لا أحد من هذه المواهب تتطور بالشكل الذي كان ينتظره النادي."

كومان يصافح كيميش. موهبتان لم يتطورا في عهد أنشيلوتي بالقدر الذي كان ينتظره بايرن ميونيخ

ولهذا بقي نجاح بايرن متوقفا على نجوم بعينها مثل الجناحين الكبيرين أرين روبن (33 عاما) وفرانك ريبيري (34 عاما). وربما لو كان الاثنان في فريق آخر من أندية القمة الأوروبية، لكان موقفهما أصعب في منافسة اللاعبين الأصغر سنا.

ويشكو ويلي سانيول لاعب بايرن السابق والمقرب من رئيس النادي ويعمل حاليا مساعدا للمدرب من طريقة تعامل أنشيلوتي مع المواهب وتساءل "أي ثقافة يملكها هذا النادي وأي هوية". وأضاف سانيول لمجلة "كيكر": "غوارديولا كان دائما طوال ثلاث سنوات يشرك بشكل متكرر اللاعبين الشباب، أما أنشيلوتي فيعتمد فقط على أصحاب الخبرة، وهنا لا توجد استمرارية."

قيادة نادي بايرن وضعت الفوز من جديد بدوري الأبطال بعد 2013 هدفا لها ولذلك تعاقدت آنذاك مع غوارديولا، الذي فشل ثلاث مرات متتالية في نصف نهائي البطولة. وكان المفروض أن يتحسن الأمر بعد مجيء أنشيلوتي، غير أن ما حدث هو العكس فقد خرج في ربع النهائي.

سانيول وصالح حميديتش اثنان تثق فيهما إدارة بايرن ووضعتهما لمتابعة أنشيلوتي

وينتظر مسؤولو بايرن هذا الموسم أن يقود المدرب الإيطالي الفريق إلى المباراة النهائية. أما الفوز بالدوري الألماني للمرة السادسة على التوالي فهذه مسألة بديهية بالنسبة لهم. وإذا حدث أي تعطل أو اهتزاز لمحرك الفريق خلال رحلته تلك فمن المتوقع ألا يواصل رؤساء النادي صبرهم على المدرب الإيطالي. فأنشيلوتي يجب عليه أن يقدم إنجازات. ولذلك فهو يدخل عاما ثانيا صعبا في بايرن وربما أيضا يكون عامه الأخير في النادي.

الجيل الحالي لبايرن ميونيخ بقيادة فيليب لام (32 عاما) ومعه الحارس مانويل نوير (30 عاما) وتوماس مولر (26 عاما) فعلوا ما لم يفعله الأولون وفازوا بالدوري الألماني للمرة الرابعة على التوالي بعد أعوام 2013، و2014، و2015، والآن 2016.

الفوز باللقب أربع مرات متتالية إنجاز تاريخي غير مسبوق في الدوري الألماني. فحتى الجيل الذهبي في السبعينيات -بقيادة المدرب الأسطوري أودو لاتيك وفي وجود القيصر بيكنباور- كان أكبر إنجاز له هو الفوز بالبطولة ثلاث مرات متتالية في أعوام 1972، و1973، و 1974.

ومرة أخرى عاود المدرب أودو لاتيك الفوز بالبطولة ثلاث مرات متتالية لكن بجيل جديد في بايرن في أعوام 1985، و1986، و1987. ومن أبرز لاعبي هذا الجيل الحارس البلجيكي بفاف والمدافع الألماني أوغستالر وعميد لاعبي العالم لوتار ماتيوس، وميشائيل رومينيغه.

وفي عصر المدرب القدير أوتمار هيتسفيلد، الملقب بالجنرال استطاع بايرن أن يفوز بلقب الدوري ثلاث مرات متتالية أيضا في أعوام 1999، و2000، و2001. وكان الفريق آنذاك مرصعا بالنجوم وعلى رأسهم أوليفر كان، وجيوفاني إلبر وسامي كوفور، وفازوا أيضا عام 2001 بدوري أبطال أوروبا.

ومنذ انطلاق البوندسليغا في موسم 1963/1964 لم يحقق أي فريق آخر فيما عدا بايرن ميونيخ وبوروسيا مونشغلادباخ الفوز بالبطولة ثلاث مرات متتالية. وكان مونشنغلادباخ في جيله الذهبي في السبعينيات بقيادة النجم الأسطوري غونتر نتيستر قد فاز بالبطولة في أعوام 1975، و1976، و1977، وفي مرتين منهما كان المدرب هو أودو لاتيك.

ويقف وراء الإنجاز الكبير للجيل الحالي في بايرن ميونيخ المدرب الإسباني العملاق بيب غوارديولا (45 عاما)، الذي استلم تدريب الفريق من العملاق يوب هاينكس عام 2013. ونجح غوارديولا في الفوز مع الفريق بالدوري ثلاث مرات متتالية وفاز بالكأس مرة واحدة.

ورغم إنجازاته في ميونيخ لم يتمكن المدرب الكاتالوني من الفوز مع الفريق باللقب المنشود، دوري أبطال أوروبا. وكان قريبا من الصعود إلى المباراة النهائية هذا العام لكنه خرج من دور قبل النهائي أمام أتليتكو مدريد رغم فوزه في مباراة العود 2-1، حيث أن بايرن كان قد خسر مباراة الذهاب بصفر مقابل هدف.

وفشل الجيل الحالي مع غوارديولا في تحقيق الثلاثية، التي حققوها مع سلفه يوب هاينكس عام 2013. لكن الفرصة لازالت أمامهم لتحقيق الثنائية، إذا ما فازوا على دورتموند في نهائي الكأس في الملعب الأولمبي في برلين يوم 21 أيار/ مايو، ليكون ختاما جيدا لغوارديولا مع الفريق قبل انتقاله هذا الصيف لتدريب مانشستر سيتي الإنجليزي.

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل