المحتوى الرئيسى

مع متحدي الاعاقة.. "الصورة حلوة" على شط النيل

08/17 16:53

على كوبري خشبي، بنادي اليخت بالمعادي، أمسك "عمرو أيمن" بيد والدته، في الطريق إلى القرب من المياه، وفي اليد الأخرى يحمل هاتفا محمولا، اعتاد على استخدامه، غير إنه منذ مدة قصيرة بدأ تعلم التصوير الاحترافي عبر الموبايل، بالنشاط الذي يقدمه النادي، وبرعاية المصور "جلال المسري". بصحبة عمرو، يوجد 12 فرد من ذوي الإعاقة من سكان المعادي، يأتون فتيان وفتيات بصحبة أمهاتهم، يتعلمون فن التصوير، وفي الوقت الذي تقل فيه الأماكن التي تستقبل ذوي الاحتياجات الخاصة، يجدن في النشاط فرصة للتعلم والترفيه معا، وفرصة لأمهاتهن للحكي عن أسباب دفعتهن للنشاط.

في الورشة الأولى للتصوير، تعلم "عمرو"- 17 سنة- أسس التكوين في الصورة وفي الورشة الثانية تعلم معانى الألوان و تكاملها ومراعاة ذلك في الصور، يرتدي عمرو ميدالية تحمل شعار "رعاية"، أحد الميداليات التي حصل عليها في بطولة السباحة بمنتخب مصر لذوي الإعاقة، بجانب ميداليتين من إيطاليا يفخر بهم، من السباحة أيضا. يذكر إنه تعلم تصوير الورود والزروع وغيرها.

تقول "عزة الصباغ" والدة عمرو إنه انجذب للأنشطة بالنادي منذ سبع سنوات، وأحب تعلم التصوير، لم يجد سوى الحضانة ثم المدرسة لقليل من الأنشطة بجانب التعلم. عقب الورشة الأولى، عاد عمرو للمنزل وانطلق بالتصوير، تحكي والدته "اتبسط جدا.. وقعد يطبق اللي اتعلمه، ويصور اللبس في الشقة".

تذكر عايدة المصري، مسؤولة الأنشطة الاجتماعية بالنادي، أن أكثر من أم تحمسن منذ 5 سنوات لتأسيس أشبه بوحدة لنشاط ذوي الإعاقة، ليجدن في النادي متنفسا للأطفال "هنا الأمهات بتكون موجودة مع أولادها، ليه مفيش نشاط مخصص ليهم؟"، تردف السيدة. بدأت تلك النواة بأنشطة عديدة لتنمية مهارات الأطفال، مثل تصميم الإكسسوار، العمل على عجينة السيراميك، الرحلات الترفيهية. تؤكد المصري إن صعوبات التعلم الذي يواجهها أصحاب الإعاقات الذهنية، تحتاج لرعاية قدراتهم الفنية.

"بيحب يعمل الأنشطة بإيده، وده اللي خلاه يحب نشاط التصوير".. تقولها "إيناس إبراهيم"، والدة على خورشيد-20 عاما-، والمصاب بإعاقة ذهنية، بينما يقف على بالضفة الأخرى مع المسري، لالتقاط صورا للنيل والطبيعة، تحكي السيدة أن ابنها سعى إلى تكوينات جيدة للتصوير بالمنزل، فيما بدا اهتمامه بالفنون منذ الصغر بالرسم والنحت. لم يلحق "علي" مثل عدد من الأطفال خدمة مدارس الدمج، والذي تسمح للأطفال بأنشطة داخل المدارس، لكن المدارس العادية تسمح لذوي الإعاقة باختلاط أكبر، وتحسن في تعلم المهارات "أنا مش مهم عندي يتعمل قد ما مهم يتعامل مع الناس"، تقولها الأم سعاد سرور، التي جاءت لملتقى التصوير بصحبة ابنها شهاب الدين. مضيفة أن الأماكن المتاحة لترفيه متحدي الإعاقة محدودة. لم يختلف أداء الشباب عن الآخرين، من حيث التلقي والتعلم، بحسب المسري، بدأ الأطفال بالقلق من التقاط الصور، لكن سرعان ما انكسرت "هيبة التصوير"، حتى أصبحوا "بيطلعوا حلو شغل جدا، حتى من غير توجيه" يقولها المسري فيها يقبل الشباب بهواتفهم، من أجل عرض ما التقطوه توًا من صور للقوارب الصغيرة، الأشجار، وحتى القطط والكراسي بداخل النادي المطل على النيل. قطعت سعاد مع شهاب -20 عاما- طريقا شاقا من أجل التربية، بدت استراحتها القليلة أثناء انشغاله بالتصوير كأنها فرصة "التقاط أنفاس"، تحكي "تعبنا مع ولادنا كتير، وخصوصا في مجتمع مش بيقبل ذوي الإعاقة بسهولة في الأنشطة"، تلتقط عزة طرف الحديث "الطفل العادي ممكن يضحك على ولادنا.. لكن المشكلة الأكبر بتكون في أهله، لما ينفروه من أصحاب الإعاقات". تجد سعاد أن المجتمع أصبح أكثر تقبلا لأصحاب الإعاقات، ومنها نشاط التصوير، الذي رحب به المسؤولون بالنادي.

"شاركت في عدة أعمال فنية وفي بلاد متنوعة.. لكن مع أطفال ذوي الإعاقة لاقيت نفسي".. تقولها الفنانة التشكيلية نجاح صدقي، والمسؤولة عن نشاط الفن التشكيلي للأطفال بالنادي. تسرد صدقي أن البداية مع الأطفال كانت "من الورقة والقلم"، وحتى ملتقى التصوير، لتجد فيهم "القدرة الهائلة" على تطوير قدراتهم الفنية، الرسم والنحت، وهو ما بدا في ملتقى التصوير الفوتوغرافي. التقط الشباب عدة صور للطبيعة من حولهم، النيل والزروع والمراكب، بدت على وجوهم فرحة إنجاز صغير. "صورت الورد والشمسية والكوتشي" بكلمات متقطعة يذكر شهاب الدين عادل.

ماهيتاب والدة إيمان -24 عاما- حسمت سبب قدومها للنشاط "بنتي بتستفيد من نشاط التصوير، وبتحب تتعلم التصوير أكتر "، فيما كان الأنشطة القليلة خارج سور النادي دافع لـ"لبنى محمد سمير" والدة مازن -17 عاما- لأن تأتي، مفسرة "أول مرة أحس إن ابني بيلبي طلبات من المدرب- في إشارة للمسري-، وبيفرح بالتصوير والتعلم". مازن أصيب بإعاقة نتيجة نقص وصول الأكسجين، مما أصابه بإعاقة ذهنية دائمة. بدأ عمر علاء- 21 عاما-، والمصاب بمتلازمة داون، التصوير من قدميه، ثم إلى عدد من القطع بمنزله، عقب الورشة الأولى للتصوير، تحكي والدته "ماجدة حسين"، الشاب الدارس للثانوية الفنية قسم الزخرفة، أحب تصوير الورود بداخل النادي، والتقط لها عدة صور، وتشجع لعرضها على المسري، للاستماع إلى تعليقاته على الصور.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل