المحتوى الرئيسى

ماذا سيسأل الشباب العربي قادة دولهم لو أتيحت لهم فرصة للحوار؟

08/17 16:31

للمرة الثانية على التوالي منذ عام 2015 توجهت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إلى مخاطبة الشباب الألماني عن طريق مدونين وأصحاب القنوات الشهيرة على شبكة "يوتيوب." حيث التقت المستشارة اليوم الأربعاء (16 آب/ أغسطس) أربعة شباب لديهم قنوات خاصة على موقع يوتيوب وهم "MrWissen2Go" و "ItsColeslaw" و وألكسي بيكسي و وإشتار إيزك، وذلك في مقابلة إستمرت ساعة كاملة، وذلك قبل حوالي خمسة أسابيع على الانتخابات التشريعية الألمانية. وقدرت أوساط إعلامية بأن نسبة متابعة القنوات الخاصة لهؤلاء الشباب الأربعة حوالي ثلاثة ملايين مشاهد.

وهذه ثاني مقابلة تجريها ميركل عبر "يوتيوب"، حيث أجرت قبل عامين حديث مع مشغل قناة فلوريان مونت الشهير بـ "LeFloid"، حيث حصد فيديو المقابلة على "يوتيوب" وحده أكثر من 5 ملايين مشاهدة.

وفي حين ركزت ميركل على مواضيع أهمها العائلة، والمثلية الجنسية في اللقاء السابق مع "LeFloid"، برزت مواضيع أخرى على سلم أولويات الشباب الألمان مثل موضوع الصحفي المعتقل دينيز يوجيل، وأردوغان، إلا أن الأزمة الكورية كانت هي الموضوع الرئيس، الذي شغل بال الشباب الألماني والمتابعين.

هذا اللقاء اعتبره المراقبين بأنه غير تقليدي، فمحاورو ميركل لم يرتدوا الملابس الرسمية، كما حظي الفيديو بمشاهدات مرتفعة من قبل الشباب، وهو ما يبين أهمية اللقاء في استقطاب أعداد كبيرة من فئة عمرية تركز في استخداماتها الإعلامية على الإعلام الحديث ومواقع التواصل الاجتماعي.

وإذا كانت الديمقراطية الألمانية قد سمحت بمثل هذه التجربة، فهل ستسمح طبيعة الأنظمة العربية باستنساخها؟ وهل من الممكن أن يجلس رئيس عربي أمام شباب بلده ويجيب على أسألتهم واسئلة المشاهدين عبر قنوات اليوتيوب؟ DW عربية قامت باستطلاع آراء العديد من الشباب والشابات العرب حول هذا الموضوع. أعداد كبيرة من الشباب المستطلعة آراءهم أعربوا عن عدم إقتناعهم بإمكانية تكرار هذه التجربة عربياً، وذلك لعدم رغبة الرئيس العربي في الاستماع إلى شعبه، خاصة فئة الشباب منهم، الذين تواجههم مشاكل البطالة، والأمية والفقر. كما أعرب بعض الشباب عن خوفهم من طرح أسئلة مماثلة على رؤسائهم وقالوا أن مجرد طرح مثل هذه الأسئلة قد ينتهي المطاف بهم إلى الاعتقال والسجن.

وبالرغم من هذه الظروف المحبطة التي عبر عنها الشباب العرب إلا أن البعض الآخر رأى أن هذه التجربة ممكنة، وأن الأسئلة المطروحة قد تحدث تغييراً في المجتمعات العربية التي يعيشون بها. أحمد حجاب من مصر قال في حوار مع DW عربية أنه يتخيل حواراً شبيهاً لحوار ميركل في مصر. وقال أحمد حجاب "بصفتي مدوناً، أحاول عبر مدونتي محاربة العديد من المشاكل الاجتماعية في مصر". ويضيف بأنه لو أتيحت له فرصة مقابلة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي فسيطرح عليه الأسئلة التالية:

ـ ما هي الخطوات التي ستتبناها مصر للحاق بتونس في ركب تطوير تشريعات المساواة بين الرجل و المرأة في الميراث والحقوق بشكل عام؟

ـ ما هي الأمور التي تضمن بقاء المجتمع المدني يعمل بشكل فعال وبصورة مستقلة، في ظل صدور القانون الخاص بتنظيم الجمعيات الأهلية، و البيروقراطية الموجودة و انتظار تصاريح مزاولة المهنة؟

من جهته يرى المدون والاعلامي الفلسطيني محمد أبوعلان دراغمة في حوار مع DW عربية أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت مهمة جداً في الحقل الإعلامي من أجل الوصول للمعلومة، وقال دراغمة أنه في السابق كان الإعلامي يطارد السياسي من أجل فهم موقفه من قضية ما، إلا أنه في الوقت الحالي فإن نظرة سريعة إلى صفحة التواصل الاجتماعي الخاصة بهذا السياسي تمكن من الوصول إلى تصريحات توضح طبيعة موقفه.

ويؤكد المدون الفلسطيني أنه في حالة تكرار هذه التجربة الألمانية في فلسطين، وأتيح له أن يكون موجوداً، فإن أسئلته إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس ستكون كالتالي:

ـ ما هي البدائل لدى السلطة الفلسطينية في حال استمر غياب اي أفق لحل سياسي مع الدولة الإسرائيلية؟

ـ إلى متى سيظل الانقسام الفلسطيني قائماً بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وما هي الجهود المبذولة لرأبه؟

أهم أخبار تكنولوجيا

Comments

عاجل