المحتوى الرئيسى

حكاية المجد.. رحلة زيدان من «التشكيك» إلى «العبقرية»

08/17 15:07

الكل غاضب فى العاصمة الإسبانية بعد الخسارة المذلة، نتيجة وأداءً أمام الغريم التقليدى برشلونة، برباعية نظيفة فى قلب البرنابيو وأفضل لاعبى المنافس يجلس على دكة البدلاء.

الأصوات المطالبة برحيل المدير الفنى ترتفع، والكل يتساءل كيف تخلت الإدارة عن المخضرم أنشيلوتى، لمجرد خسارته الدورى على الرغم من تحقيقه للعاشرة.

4 يناير 2016، أخيرًا بيريز يقتنع ويقيل رافا بنتيز، المدير الفنى للملكى، ويعين بدلًا منه الفرنسى زين الدين زيدان، الكل متوجس، البعض يهاجم الفرنسى، ورئيس النادى يمنح أسطورة الملكى ثقته وكامل الصلاحيات.

بعد 4 أيام من الإقالة، أول مباراة للفريق، الملكي يكتسح ديبورتيفو لاكرونيا بالخمسة، بنزيما يسجل هدف المئة بقميص الميرنجي، وبيل يحرز هاتريك، والشكوك تقل من ناحية الفرنسى.

زيدان يبدأ فى فرض سلطته على الفريق، الكل يسير ضمن المنظومة، لا أحد يستطيع الخروج عن النص، الفرنسى يصعد مارتن أوديجارد وماركوس يورنتى وبورخا مايورال من صفوف الكاستيا.

الثقة تتزايد فى الفرنسى والانتصارات الكبيرة تستمر بالخمسة على سبورتنج خيخون، وبالستة على إسبانيول، وأصوات المنتقدين تبدأ فى الانخفاض.

زيزو يعتمد على الـ4-3-3، ويبدأ في منح شباب الفريق مشاركات فى الدورى، وهذا ما أظهرته المباريات باعتماده على فاسكيز وإيسكو، وكوفاسيتش، ويشعر أن الفريق فى حاجة لتغيير تكتيكي ولكن الوقت لم يحن بعد.

الموسم الكروى انتهى، والملكي كان منافسًا قويًا على الليجا حتى الجولة الأخيرة، لكن البلوجرانا مصممة على الليجا وتحقق لقب الدورى بفارق نقطة وحيدة عن زيدان، وبيريز يشعر بأنه على موعد مع حقبة تاريخية للفرنسي.

يبدأ زيزو في مراجعة الأوراق، وترتيب البيت بعد إنقاذ ما تبقى فى الموسم السابق، ويدخل التحدي الكبير في دوري أبطال أوروبا لموسم 2015-2016، ويبدأ في دور المجموعات، ويحل على رأس مجموعته برصيد 16 نقطة أمام باريس سان جيرمان، ويتأهل لدور الـ16 ليعبر من روما برباعية نظيفة في المبارتين، ثم الخسارة بهدفين أمام فولفسبورج، من جديد الأصوات تتعالى وزيدان لا يبالي بها، يأتى رونالدو ليحسم العودة بثلاثة أهداف نظيفة للملكى ويصعد بهم لنصف النهائى ويواجه مانشستر سيتي ويعبره بهدف نظيف، ثم تحقيق البطولة فى ميلانو بضربات الترجيح.

هبوط قدرات رونالدو وكبر سنه مشكلة جديدة تلوح فى الأفق للملكي، فالبرتغالى لا غنى عنه ضمن صفوف الملكي، التورنادو يغيب عن أول مبارتين بالدورى بعد إصابته فى  مشاركة بلاده باليورو.

أول 5 مباريات دون رونالدو، زيزو يحقق الفوز بالثلاثة على سوسيداد والخمسة على أوساسونا والاثنين على سيلتا فيجو ومثلهما على إسبانيول، قبل أن يقع في فخ التعادل في 3 مباريات أخرى ليدق جرس إنذار المنتقدين، الجميع يتحدث عن أن رونالدو هو كل شىء في الفريق، قبل أن يسكت ابن الصحراء الجميع بنصف دستة أهداف في مرمى ريال بيتيس.

7 انتصارات وتعادل، بعد مباراة الستة للملكى، يحتل بها صدارة الدوري الإسبانى، دون التعرض لهزيمة، لوحة النتيجة تشير إلى التعادل الإيجابى مع أبناء الأندلس، وستيفان يوفيتيتش يتخذ قرار التسديد لينهى سلسلة اللا هزيمة للملكى بعد 39 مباراة دون الخسارة.

يدخل ريال مدريد النصف الثاني من الموسم متحفزًا لإحراز لقب الدوري للمرة الأولى منذ خمس سنوات غابت فيها الليجا عن سانتياجو برنابيو.

وظهرت منذ بداية هذا الموسم رغبة زيزو فى تغيير خطة اللعب إلى الـ4-4-2 وبشكل الماسة أو الدايموند فى منتصف الملعب، كان نجم ريال مدريد السابق يجهز الفريق منذ تلك الفترة لتغيير الخطة.

بدأ زيزو فى تغيير خطة لعب الفريق إلى الـ4-4-2 في نهائى دوري الأبطال واستمر عليها طوال الموسم الماضي، واستطاع العبور بها في دوري أبطال أوروبا حتى وصل إلى الدور النهائي، ورونالدو تحول من التأفف من مركز المهاجم للاقتناع التام، حتى تحقيق ذات الأذنين للمرة الثانية على التوالي.

ولكن السؤال الأهم ماذا فعل زيزو بريال مدريد؟!

لا يخفى على أحد أن نجومية زين الدين زيدان وشهرته فى الأوساط الرياضية أكثر من نجومية أي لاعب في صفوف الملكي، الأمر الذي منحه الثقة بالذات واستطاع فرض سيطرته على اللاعبين.

اعتمد زيزو على لاعبين أصحاب معدلات سنية منخفضة مثل ماريانو دياز، ولوكاس فاسكيز، وأسينسيو، وناتشو هيرنانديز، وإيسكو ألكارون، مما أعطى الفريق بعضًا من الحيوية فى منطقة منتصف الملعب بجوار عناصر الخبرة لوكا مودريتش وتونى كروس.

اكتسب زيزو علاقة جيدة مع لاعبى الفريق بسبب عمله كمدرب مساعد مع كارلو أنشيلوتى، ورافا بنتيز، مما قلل فرص حدوث مشاكل بينه وبين اللاعبين.

أراد زيدان الخروج من الموسم بأقل إصابات ممكنة، فاعتمد على أسلوب المداورة بين اللاعبين، وهو ما أعطى لاعبي دكة البدلاء جاهزية الأساسيين، وأراح بعض الأساسيين مثل كريستيانو رونالدو الذي أنهى الموسم في كامل لياقته البدنية.

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل