المحتوى الرئيسى

كلمة لوجه الله خليك في حالك

08/17 13:39

عزيزي القارئ هل ترى أنه من حقك التدخل في حياة الآخرين والسؤال عن أدق التفاصيل التي تخصهم أم لا؟

وإذا كان من حقك فما حدود هذا الحق.. ما المسموح به وما الممنوع؟!

في رأيي الشخصي أن التدخل في حياة الآخرين هو فرض عين على كل إنسان يحاول أن يكون إنسان اجتماعي متعدد العلاقات فيشارك هذا أفراحه ويشارك ذاك في أحزانه.. فالسؤال عن أحوال الجيران والأصدقاء حتى ممن ليس لدينا بهم علاقات قوية يعد واجبا، فلربما جارك في أزمة وأنت لا تعرف وواجبك أن تقف إلى جواره حتى يردها الله لك إذا وقعت لا قدر الله في أزمة فيسأل عنك جارك.

هذه هي الحدود التي أؤمن بأنه مسموح لي أن أتدخل فيها أما أن أتدخل في صميم تلك العلاقات مثل من تزوج من ومن خان من ومن غدر بمن ثم أفشي هذا، فهذا حتما ما اعتبره يعد ضمن عادة قبيحة اسمها التلصص على حياة الآخرين.. لكن يبقى نوع آخر من التدخل في حياة الآخرين أراه مسموح به لفئة واحدة من الناس بشرط ألا يكون تدخلهم سافرا.

وهؤلاء هم الكتاب والأدباء.. فالكاتب لا ينفصل عن واقع مجتمعه وأي شخصية يبدعها حتما ولابد أن تكون نابعة من واقع مر به.. فلا توجد شخصية من وحي الخيال 100% ومن يقول هذا هو كاذب.

لكن إلى أي مدى مسموح للكتاب التدخل في حياة الآخرين؟ والإجابة على هذا السؤال تستدعي أن نعرف مدى علاقة الكاتب بهؤلاء، فلوا كانوا أصدقاء وجيران فمن الطبيعي أن تدخله هو التدخل الطبيعي لكل الناس، أما لو كانوا أغرابا فيبقى له أن يظل مع الجميع في خانة المراقب.. يرى سلوك الناس ويحلله ويصنع منه أفكاره وشخصياته ويبدع منها ما يشاء، فيخرج عمله واقعي وطبيعي دون أن يفضح أحد أو يذيع سر أحد هو فقط يتأثر بمن حوله.

أما في الحالة التي سأعرضها عليكم الآن فأنا أعلمكم أنني قد صدمت مما قرأت فالفقرة القادمة هي بوست كتبته صديقة كاتبة لها جمهور تقول فيه:

"امبارح يا جماعة كنا في كافيه وشفنا منظر عجيب.. راجل أربعيني ومعاه مراته ست تلاتينية ومعاهم جوز عيال في اعدادي كده.. الراجل طول القعدة بيسبل لها وماسك إيدها وحبل الكلام كان موصول ما بينهم وكأن الكلام ما بيخلصش.. الراجل قام لدقايق فواحد من العيال راح قعد مكانه.. فلما رجع بص للولد بصة معناها قوم يا حبيبي مكانك مش هنا..السؤال بقى يا ترى الراجل ده عامل عامله بيداريها بشوية الحنية دول ولا الست دي أصلا مش مراته؟".

انتهت الفقرة وابتدت الملهاة والمأساة، فكم من قارئ سيقرأ تلك الكلمات ليراها مبررا قويا للتدخل في حياة الآخرين.. والسؤال الحقيقي ماذا يعنيني من علاقة هذا الرجل بتلك المرأة؟ ولماذا أتدخل؟ هل وجدتهم صاحبة البوست في وضع مخل لتسأل عن علاقتهم ببعضهم البعض؟ وماذا يعنيني بالحالة التي هم عليها؟ ناس مبسوطة أنا مالي بيهم ما ربنا يبسطهم أكتر وأكتر.. ككاتب أراقب وافرح واكتب لكن أسأل عن ما لا يعنيني.. يبقى عيب وما يصحش.. ولما أنشر هذه الفقرة على الفيس يبقى تجاوزت الخطوط الحمراء في التدخل في حياة الآخرين والحمد لله أننا لم نعرف من هم بدقة ولم نرى صورهم.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل