المحتوى الرئيسى

فيديو..حافلة ثقافة الأزهر بارك.. «بتروح للزائر ومحدش بيقرأ»

08/17 11:08

على بعد أمتار قليلة، من الباب الرئيسي لحديقة الأزهر بالقاهرة، تتواجد المكتبة المتنقلة، أحد أبرز مشروعات وزارة الثقافة، والتي تلفت الأنظار بمجرد ترجلك هناك، في تلك المنطقة المليئة بالأشجار والأزهار والمناظر الطبيعة.

تتواجد المكتبة داخل أتوبيس، يرتكن على الجانب الأيمن للحديقة، يعتليه عدد من الأشجار، لعزله عن أشعة الشمس، ولجذب أكبر عدد من القراء، بطوله سجادة حمراء، تتراص عليها عدد من الكراسي، ومن حولها قطع خشبية مقسمة بحسب نوعية الكتب، وفي المقدمة مروحة حديدية، لتهيأة الجو للقراءة، ورائحة أوراق الكتب تفوح من كل ناحية، مناخ عام مهيأ تمًامًا لكل مريدي المعرفة أن يبحث بكل تأني ووضوح.

هناك يترامي إلى الأنظار، مختلف أنواع الكتب في كل المجالات، ولأبرز الكتاب، فما بين التاريخ والديانات، الإعلام والرأي العام، النقد والأدب، العلوم الاجتماعية والانسانيات، تزخر المكتبة بكل هذه الأنواع، لكنها كتب تنتظر القراء.

أمام السلم الحديدي للمكتبة، عبدالوهاب أنور رجل خمسيني، يعمل موظفا بوزارة الثقافة، ومشرف عام على مشروع المكتبة المتنقلة، يجلس على كرسي بلاستيكي، ممسكًا قلمه، يراجع باستمرار مختلف الكتب في جميع أقسام المكتبة.

عم عبدالوهاب ضاقت عينيه من إرهاق البحث، يرتدي نظارة تساعده في العمل، فمنذ أكثر من 25 عاما، وهو بين أوراق الكتب، حيث جعلت صفرة أوراقها ترتسم وجهه، وتفوح رائحتها منه.

« شغال بقالي أكتر من 25 سنة في دار الكتب، حياتي في الكتاب، لحد لما عنيا ضاقت من كتر القراءة والبحث، الكتاب خير صديق، وأنا خلاص من صغري واتعودت على أني افضل اقرأ، الثقافة العامة هي أفضل خبرة للإنسان في الحياة، لو مكنش الواحد مننا يقرأ، يبقى مش هيقدر يفهم الأمور صح»

لم تكن المكتبات المتنقلة فكرة جديدة من نوعها، أو نشاط بدأته وزارة الثقافة في الوقت الحالي، فالفكرة قديمة، بدأت واندثرت بحسب الظروف العامة للدولة.

يقول عم عبدالوهاب، للدستور: « الفكرة مش جديدة، من زمان والمكتبات المتنقلة موجودة، بدأت عام 1984، كنا بنروح الجامعات والميادين العامة، وقتها كان فيه 3 مكتبات، وكنا بكرر الزيارات في أكتر موقع، بعد كدة في عام 2007 زودنا مكتبتين و2008 مكتبة، بقى عندنا 6 مكتبات، وبدأنا نتوجه للأقاليم والسبب من الزيادة إننا نقدر نغطي أكبر مساحة من السكان».

ويصف عم عبدالوهاب المكتبة قائلًا: فيها كل أنواع الكتب، في الفلسفة وعلم النفس، وفي النقد والأدب، والتاريخ، مجلات متخصصة، أبحاث، إعلام ورأي عام، عندنا كتب لكل القراء.

برغم كل المجالات التي تحتويها الكتب، إلا أن الكتب بلا قراء، بالمرور على كل الأقسام يلفت انتباهك، أسماء الكتب والكُتاب، فمكتبة مثل هذه، تزخر بكل ما تقع عليه العين بإمعان وتعجب، فهناك مجموعات لروايات نجيب محفوظ كالثلاثية، ورائعة طه حسين "دعاءالكروان"، وشخصية مصر بأجزاءه المحتلفة للدكتور جمال حمدان، والمعجم الفلسفي لمراد وهبة، برغم هذا الزخم الثقافي، كيف تعاني المكتبة من غياب القراء؟

ويقول صلاح رمضان رئيس المكتبة: الناس مبقتش تهتم بالقراءة، ومفيش أي دافع عندهم في الثقافة، في عشوائية غريبة على عكس زمان، كان في حرص ان الناس تفهم وتعرف، دلوقتي مبقاش حد يتعب دماغه، غير النت طبعًا اللي الناس بتعتمد عليه بدل الكتاب وده غلط طبعًا لإن عمره ما هيفيد الإنسان زي القراءة، الأول كانت الناس بتنتظر المكتبات المتنقلة، دلوقتي خلاص مبقاش حد عند رغبة، أحنا اللي بنروح للناس، وبرضو محدش بيقرأ.

يعود الحديث إلى عبد الوهاب مجددًا فيقول: الإقبال على المكتبات المتنقلة اختلف، قديمًا مع بداية وجودها، كانت نسبة القراءة أكثر من الأن، وقتها كان المواطن يميل بطبيعته إلى القراءة، والكتب زمان كانت وسيلة المعرفة الأولى، دلوقتي الإنترنت تسبب في انخفاض معدل القراءة، مع بداية فكرة المكتبات الناس كانت بتنتظر المكتبة، دلوقتي مبقاش حد مهتم.

فيديو..حافلة ثقافة الأزهر بارك.. «بتروح للزائر ومحدش بيقرأ»

فيديو..حافلة ثقافة الأزهر بارك.. «بتروح للزائر ومحدش بيقرأ»

فيديو..حافلة ثقافة الأزهر بارك.. «بتروح للزائر ومحدش بيقرأ»

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل