المحتوى الرئيسى

«جيهان»: كان دخلى 170 جنيهاً شهرياً و«القرض غير حياتى وفادنى كتير»

08/17 10:27

على بعد خطوات من مكتب البريد بقرية مزغونة بمحافظة الجيزة، تقف «جيهان محمد» داخل مكتبتها الممتلئة عن آخرها بالأدوات المدرسية وبعض ألعاب الأطفال، محتضنة طفلها الرضيع الذى لم يتجاوز عمره الـ18 يوماً، تروى تفاصيل إنشائها للمكتبة قائلة بصوت منخفض: «كنت طول عمرى بحلم إنى أفتح مكتبة ومن 5 سنين اقترحت على أختى إنى آخد قرض من الجمعية وتساعدنى بمبلغ بسيط ونفتح مكتبة خاصة بينا، وبعد ما خلصت الورق المطلوب تسلمته، وكانت المكتبة فى الأول عبارة عن رفين فيهم دبابيس وأقلام وحاجات تانية على قد إمكانياتى بس وتكون مهمة بالنسبة للناس عندنا عشان أقدر أبيعها وأكسب، والزبون اللى يسألنى عن حاجة مش عندى كنت أكتبها ولما أكسب قرشين أوسع المكتبة لحد ما بقت 8 أرفف، وبدل ما كنت بكسب 10 بقوا 20 جنيه»،.

فتحت مكتبة خاصة.. واقترضت 5 مرات لتوسعة مشروعها

ظلت «جيهان» أكثر من 10 سنوات تعمل فى إحدى المكتبات التى تبتعد عن منزلها قليلاً قبل أن تفتتح مكتبتها مقابل راتب شهرى لا يتجاوز الـ170 جنيهاً، لمساعدة زوجها الذى يعمل باليومية، بحسب كلامها: «كنت بفضل من 9 الصبح لحد 9 بالليل واقفة فى المكتبة واللى باخده منها آخر الشهر بحط عليه 30 جنيه وأدفعهم فى الإيجار.

تصمت «جيهان» قليلاً لتصوير بعض الأوراق لأحد الزبائن بعدما تركت طفلها لشقيقته التى أنهت المرحلة الابتدائية العام الحالى، ثم تعود إلى حديثها بابتسامة عريضة تعلو وجهها قائلة: «القرض ده غير حياتى وفادنى كتير لأن قبل ما آخده ما كنتش أسوى حاجة، وكان كل الأكل بشتريه شُكك من البياعين، وحتى مصاريف مدرسة بنتى ما كنتش بقدر أدفعها لكن دلوقتى بقيت أول واحدة أدفع لأن بقى عندى مكان أصرف بيه على نفسى، وبعد ما كنت مديونة لجيرانى وأقاربى بقى عندى دخل وبقدر أساهم فى أكتر من جمعية ومش بتأخر فى أى حاجة عليا، حتى لو استلفت من أى حد بكون محددة يوم هسدد فيه لأن أحياناً بيكون فيه مواسم محتاجة فيها بضاعة أكتر زى العيد ودخول المدارس وفى نفس الوقت بكون ملزمة إنى أجيب لأولادى حاجات».

وتتابع السيدة الثلاثينية حديثها: «بعد ما سددت القرض الأول، قدمت على 3 قروض وكان أهم حاجة عندى أسدد القرض ولأنى كنت منتظمة فى سداده وافقوا، وكنت باخدهم وأنزل بنفسى أجيب بضاعة للمكتبة عشان أوسعها، وآخر قرض أخدته من الجمعية كان بقيمة 4000 جنيه، جبت بيهم ماكينة لتصوير المستندات لأن فى المنطقة مفيش مكتبات كتير بتصور ورق وفى نفس الوقت كنت محتاجة أزود مصدر دخلى لأن ده القرش اللى بنتسند عليه، وكل المصاريف اللى بنصرفها من المكتبة ولو جوزى جت له شغلانة بيطلع ماجتش خلاص».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل