المحتوى الرئيسى

«منى»: «نفذت حلمى بمشروع الخياطة وحياتى تحسنت بعده»

08/17 10:27

بين «أتواب» القماش الملونة، وبكرات الخياطة المختلفة، وأكوام الطرح المطرزة الملقاة على الأرض، تجلس «منى عبدالرحمن» منهمكة فى تطريز إحدى الطرح، ممسكة بيدها اليمنى بعض الخرز والترتر وفى يدها اليسرى مكواة بخار تستخدمها فى تثبيت الخرز على طرف الطرحة المفرودة أمامها على المسند الخشبى، تقول بصوت منخفض: «المشكلة اللى كانت بتواجهنى عشان أعمل المشروع ده قبل ما آخد القرض هى رأس المال، لأن ما كانش معايا فلوس أبدأ بيها، وكانت أكتر حاجة مضايقانى إنى مش قادرة أستغل موهبتى فى إنى أعمل شغل يدوى خاص بيا أكسب منه قرشين يساعدونا فى مصاريف البيت لكن دلوقتى وضعى المادى اتحسن وبقيت حرة نفسى».

كانت تتقاضى يومياً 25 جنيهاً.. وأصبحت تمتلك مشروعها الخاص

طرق مختلفة سلكتها «منى» قبل الحصول على القرض لتحسين أوضاعها المادية، إذ ظلت لفترة تجاوزت الـ3 شهور تعمل فى أحد المصانع الخاصة بتطريز الأقمشة إلا أن سوء المعاملة وساعات العمل الطويلة دفعاها إلى تركه، بحسب كلامها: «كنت بشتغل من 8 لحد 5 وبسيب ولادى وبيتى وقت طويل ومع ذلك ما كانش حد بيقدر ده، وكنت باجى على نفسى وعلى بيتى وفى آخر الشهر مش بلاقى اللى يعوضنى»، مما دفعها إلى التفكير فى العمل من بيتها بالاتفاق مع إحدى السيدات من منطقتها بأبوالنمرس بأن تحضر لها الطرح المختلفة وأفرخ التطريز، وتقوم هى بتطريزها وكيها وتغليفها فى أكياس بلاستيكية وبعد إنهاء «الطلبية» تحصل على مقابل مادى، وبالرغم من ساعات العمل الطويلة التى كانت تقضيها «منى» فى تطريز الطرح التى تُطلب منها فإن ما كانت تتقاضاه منها لم يكن على قدر ما تبذله من مجهود، بحسب وصفها: «كنت بشتغل فى الـ50 طرحة أكتر من 12 ساعة، ومكسبى فى كل طرحة 50 قرش، يعنى كان آخر اليوم بيطلع لى 25 جنيه وممكن أقل على حسب ما هى بتدينى»، الأمر الذى كان دائماً يؤرقها، إذ كانت تشعر بأن ثمار مجهودها وتعبها يجنيه غيرها: «ما كانتش بتعمل أى حاجة غير إنها تجيب لى القماش ومع ذلك بتكسب أكتر منى، وده كان بيضايقنى بس ما كانش قدامى حل غير إنى أستحمل عشان ولادى ومصاريف البيت».

كانت السيدة الثلاثينية التى ورثت المهنة من والدها، تتعرض فى كثير من الأحيان إلى أزمات مادية، إلا أنها كانت تفضل عدم البوح بمشاكلها مبررة ذلك بأن: «البيوت فيها مشاكل كتير وما حدش هيستحمل إنه يسلف حد، بس إخواتى كانوا بيقدروا ولما كنت بروح عندهم كانوا بيميلوا عليا بقرشين أمشى بيهم حالى»، مضيفة: «فضلت على الوضع ده لحد ما واحدة صاحبتى قالت لى على القرض وإنها اتعاملت مع الجمعية وأقنعت جوزى إننا نجرب لأن فيه أطفال وفيه مصاريف وكل يوم الإيجار يزيد علينا ومفيش مصدر دخل ثابت نقدر نصرف منه، ده غير إنى كنت بحلم إن يكون عندى مشروع خاص بيا لوحدى».

خصصت «منى»، التى تسكن بالطابق الخامس فى أحد المنازل بشارع الشهيد منصور عبدالحافظ بمنطقة أبوالنمرس، جزءاً من منزلها تضع فيه مُعداتها اللازمة من ماكينة خياطة ومكواة بجانب الأقمشة والطرح التى قامت بشرائها بعد حصولها على قرض، نظراً لعدم قدرتها على تأجير محل: «كنت هأجر محل بس لقيت إنى لازم أدفع مقدم 2000 جنيه وإيجار 500 جنيه كل شهر، وفلوس القرض يا دوب جبت بيهم قماش، ده غير إن ولادى لسه صغيرين ومحتاجين إنى أبقى جنبهم طول الوقت»، لافتة إلى أنها تسعى إلى تقسيم يومها ما بين عملها وبيتها، حيث تبدأ ساعات عملها بعد أن يذهب أبناؤها إلى حضانة قريبة من منزلها، وبمجرد عودتهم تتفرغ لهم.

تصمت منى قليلاً، لقياس المسافة التى ستضع عليها التطريز ثم تعود إلى حديثها قائلة: «دلوقتى الحمد لله ربنا فتحها عليّا والفرق جامد باشتغل لنفسى، ولو حد عايز ستاير أو مفارش للأنتريه أو خداديات باعملها، ولما باروح بيت أهلى باخد الطلبيات معايا وباسوقها فى المحلات هناك ولو فيه شغل كتير بيبعتوا لى عربية تاخده».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل