المحتوى الرئيسى

الحب.. أنواعه ومراحله وآخر الأبحاث فيه

08/17 10:12

يرى العلماء أن للحب أربعة أنواع:

1- الحب العائلي: بين أفراد الأسرة بحكم الترابط والتواجد الطبيعي، وأقوى درجاته من الوالدين تجاه أبنائهم وبناتهم.

2- حب الأصدقاء وزملاء العمل: الذين تجمعهم وحدة الفكر والهوايات والأنشطة، ويشمل أيصا العطف على الغرباء والضعفاء والشعور الإنساني بوجه عام.

3- حب الله ورسله والمبدعين من البشر.

4- الحب الجنسي: ومنه نوعان: نوع للشهوة الجنسية فقط، ونوع للشهوة والتعلق (بمعنى "أي امرأة" أو "امرأة بالتحديد").. وأكد العلماء أن حب الوالدين لأبنائهم والحب الديني وحب الصديق الوفي أكثرها قوة وثباتا إضافة إلى بعض قصص الحب التي سجلها التاريخ وقد تتكرر.. ولا يدخل ضمن هذا المفهوم حب أشياء أخرى كالنفس والمال والطعام وغيره.

جميع أنواع الحب المذكورة أعلاه تبدو عادية ومسلم بها وليس فيها مشاكل تذكر، إلا نوعا واحدا منها شغل البشرية كلها وأرهقها بكثرة مشاكله، إنه الحب الجنسي بنوعيه، الذي يبدأ ويشتد مع مرحلة البلوغ ويستمر إلى آخر العمر وما قد يترتب عليه من عواقب على صاحبه وعلى المجتمع، وهو النوع الذي ألهم الشعراء والأدباء وترك لنا رصيدا ضخما من أشعار وقصص المحبين ومعاناتهم، ونظرا لسطوته وتداعياته، برز مؤخرا تخصص جديد في علم المخ والأعصاب يهتم بدراسته، ووصفه البعض بـ "الوباء الجميل"، وفي لغتنا العربية الزاخرة بالمعاني له أكثر من 35 درجة مثل العشق والصبابة والوجد والهيام واللوعة والوله والسهاد والتتيم والجوى والغرام.. إلخ.

يقول الباحثون في هذا المجال إن الإنسان وجميع المخلوقات مسيرة في الحب الجنسي لا مخيرة، حتى لو كلفها ذلك حياتها، بعد اكتشاف "الجين" الخاص به على الكروموسوم 20 عند الحزمة 13 في الإنسان، ونظيره في الحيوانات أيضا لكن باختلاف الموقع والرقم.. وتبين أن هذا الجين إذا بدأ في إعطاء الأوامر فمن الصعب على صاحبه أن يقاوم، خصوصا عند مرحلة البلوغ والمراهقة التي يصاحبها زخم هرموني قوي، ويستمر عمله إلى آخر العمر ولكن بصورة أهدأ.. ولو تدخل العقل لعرقلة هذا الجين، يعيش الشخص في توتر وقلق، ولو غاب العقل قد تحدث جريمة.. لذا اهتمت الشرائع السماوية به، وحرص المشرعون في كل مجتمع على سن القوانين الملائمة ووضع الضوابط الرادعة لضمان حسن التصرف وأفضل النتائج لهذا النوع من الحب.

من الناحية العلمية، يمر المحب بثلاث مراحل: المرحلة الأولى الإعجاب (من أول نظرة)، تليها مرحلة الانجذاب، ثم مرحلة التعلق.. ويتفاوت طول المراحل حسب ظروف المحبين، فقد تتسارع كلها في أيام وقد تمتد إلى سنوات، ولكل مرحلة هرموناتها المناسبة، مع خلفية ودعم من هرموني الذكورة والأنوثة "تستوستيرون" و"إستروجين" الموجودين أصلا عند كل طرف، وشاهد الباحثون توهج 12 منطقة في قشرة مخ العاشق أثناء فحصه بتقنية "الرنين المغناطيسي الوظيفي".

في المرحلة الأولى، مرحلة الإعجاب، يفرز هرموني "الأدرينالين" و"النورأدرينالين" اللذان يزيدان من سرعة دقات القلب والتعرق وحمرة الوجه.. وفي المرحلة التالية، مرحلة الانجذاب، يفرز هرمون "الدوبامين" المسبب للنشوة والسعادة وزيادة النشاط والإبداع، حتى أن بعض العلماء شبه نشوة الحب بنشوة الكوكايين، ويفرز فيها أيضا هرمون "السيروتونين" الذي يشد صورة الحبيب إلى الذاكرة باستمرار مما يحدث ارتباكا وتوهانا في ذاكرة المحب لا تخفى على المحيطين به، لذا وصف شاعر هذه المرحلة بقوله:

شارب الخمر يصحو بعد سكرته *** وشارب الحب طول العمر سكران

في المرحلة الأخيرة يزيد إفراز هرموني "الأوكسيتوسين" و"الفازوبرسين" وهما المسئولان عن التعلق والارتباط، وهما المسئولان أيضا عن تعلق الأم بوليدها عند كل المخلوقات، ولوحظ طبيا أن عواقب الفشل في قصة حب تشبه عواقب الانسحاب من تعاطي المخدرات.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل