المحتوى الرئيسى

القمص بطرس بسطوروس وكيل مطرانية دمياط وكفر الشيخ لـ«المصري اليوم»: أرفض مطالب دخول أموال الكنائس خزانة الدولة | المصري اليوم

08/16 23:23

رفض القمص بطرس بطرس بسطوروس، وكيل عام مطرانية دمياط وكفر الشيخ والبرارى، مطالب البعض بدخول أموال الكنائس خزانة الدولة لتكون تحت تصرفها ومراقبة أوجه صرفها، موضحاً أن الأقباط يؤدون جميع التزاماتهم نحو الدولة، وأن ما يدفع للكنائس من عشور أو عطايا يعد التزاماً روحياً ودينياً يشبه الزكاة والصدقة فى الإسلام، لافتا إلى أنه اشترى صكين من صكوك الأضاحى لقناعته بهدفها النبيل لإطعام الفقراء. وأضاف، فى حوار لـ«المصرى اليوم»، أن الخير والعطاء يجب أن يكونا لجميع المحتاجين بلا تمييز، وأن لـ«بيت العائلة» دورا إيجابيا فى توطيد العلاقة بين الأقباط والمسلمين، وسيحقق ما تعجز عنه كثير من المؤسسات، مشيراً إلى أن العمليات الإرهابية التى استهدفت الكنائس تركت أثراً سيئاً فى نفوس جميع المصريين وليس المسيحيين وحدهم.. وإلى نص الحوار:

■ بداية هل شاركت فى حملة الأوقاف لشراء صكوك الأضاحى؟

- نعم شاركت بشراء صكين للأضاحى من مديرية أوقاف كفر الشيخ.

■ كيف جاءت فكرة المشاركة؟

- كان هناك حديث بينى وسعد الفقى، وكيل وزارة الأوقاف بكفر الشيخ، وشرح لى طبيعة صكوك الأضاحى والهدف منها، وهو شراء اللحوم لإطعامها للفقراء، فأبديت إعجابى بالفكرة، وعندما عرض على الاشتراك فى الحملة وافقت فورا وبعدها أرسل لى مندوباً من الأوقاف واشتريت صكين.

■ هل دفعت قيمة الصكين من أموال الكنيسة أم من أموالك الشخصية؟

- طبعا دفعتها من أموالى الخاصة، «لأن ده خير حبيت أعمله»، ويجب أن يكون من مالى وليس من أموال الكنيسة.

■ هل توافق العقيدة المسيحية على شراء صكوك إسلامية للأضاحى بمناسبة عيد الأضحى؟

- العقيدة المسيحية تحض على المحبة وفعل الخير ومساعدة الفقراء وهذا كله يتحقق فى صكوك الأضاحى، لأنها موجهة لإطعام الفقراء والمحتاجين، والمسيحية تحض على مساعدة المحتاجين، وأنا كمسيحى أعطى الفقير مما أعطانى الله، والكتاب المقدس عندما تحدث عن الفقراء أوجب علينا مساعدتهم ولم يحدد ديانتهم ولا جنسيتهم، فالمسيحية لم تحدد أن يكون العطاء للفقراء المسيحيين دون غيرهم، بالعكس الكتاب المقدس تحدث عن الفقير بشكل مطلق فأخبرنا بأن نساعد كل الفقراء دون النظر إلى دين أو لون أو عرق.

■ ما الرسالة التى أردت أن ترسلها للناس بهذا التصرف؟

- «عايز أقول للناس إن الخير لا يعرف الفرق بين الأديان، وأنا شخصياً أحاول تنفيذ آية فى سفر الأمثال تقول: (لا تمنع الخير عن أهله حين يكون فى طاقة يدك أن تفعله)»، وأهله هذه ليست المسيحى فقط ولكن كل إنسان محتاج، وطالما فى طاقة يدى أن أفعل الخير فلابد أن أفعله للمحتاج دون النظر إلى ديانته، وإذا كانت صكوك الأضاحى فيها مساعدة وإطعام الفقير فهذا أمر جيد وأنا حريص على المشاركة فيها.

■ أنت رجل دين مسيحى هل تدعو المسيحيين من منبر الكنيسة للمشاركة فى صكوك الأضاحى؟

- أنا أطالب جميع المسيحيين أن يكون فعل الخير والعطاء محبباً لهم كما يخبرنا الكتاب المقدس، فالعطاء يجب أن يكون بفرح ومحبة وليس إجبارا أو كرها، وعليهم أن يحرصوا على فعل الخير بأى شكل وفى أى صورة ولأى شخص بلا تمييز، ولكل شخص النهج الخاص به، ولهم مطلق الحرية فى تقديم الخير للآخرين بالشكل الذى يناسبهم وبالطريقة التى تلائم ظروفهم الحياتية.

■ من أين تأتى أموال الكنيسة؟

- من عطايا المسيحيين، فنحن نؤمن بحياة الشراكة، ولدينا آية تقول: «وكان كل شىء بينهم مشتركا»، فنحن فى المسيحية عندنا حياة الاشتراكية الاختيارية، «يعنى مش إجبار من الكنيسة»، فلابد للمسيحى أن يخرج العشور من أمواله، ليبارك له الله فى حياته ورزقه، والكنيسة دورها أن تأخذ من المقتدر عشوره وتعطيه للفقير، فنحن نؤمن أننا أعضاء فى جسد واحد، فإذا كان هناك شخص لم يأكل وعندى فائض فلابد أن أذهب إليه وأطعمه، والمبدأ الثانى الذى نحيا به هو أن الإنسان المسيحى لابد أن يكنز كنوز فى السماء كوصية إلهية، وهذه الكنوز هى كل العطايا التى تخرج فى صورة عشور للفقراء على الأرض وهى التى تبقى للإنسان عند الله.

■ بعض المسيحيين اعترضوا على مثل هذه التصرفات وقالوا فقراء الكنيسة أولى بأموالها وأموال المسيحيين؟

- يحق لهؤلاء الاعتراض حال التقصير مع أولاد الكنيسة، ولكن نحن لا نترك أبناء الكنيسة ونقف بجانبهم، لأن ما لدينا أموال الله، ونعطيها لله من خلال الفقراء والمساكين، فالآية تقول: «من يدك أعطيناك»، أى أننا نأخذ من الأموال التى أعطانا إياها الله ونعطيها لله من خلال الفقراء، وأضيف إلى ذلك أننى قمت بهذا التصرف من مالى الشخصى وليس من أموال الكنيسة، والعطاء نعطيه لكل من يسأل، فكما يقول الكتاب المقدس: «من سألك فأعطيه»، ولم يحدد من نعطيه بل يجب ألا يميز العطاء بين الناس.

■ هناك بعض المطالبات بدخول أموال الكنائس لخزانة الدولة لتكون تحت تصرفها ومراقبة أوجه صرفها فما ردك؟

- أولاً يجب أن نوضح أن المسيحيين يؤدون جميع التزامتهم نحو الدولة، من خلال دفع الضرائب وغيرها من الأمور الرسمية، أما ما يدفعونه للكنائس من عشور أو عطايا فهو التزام روحى يشبه الزكاة والصدقة فى الإسلام، والمسيحى يوكل كنيسته فى توجيهها وصرفها للمحتاجين فعليا، وهو عطاء فى الخفاء وبفرح وبدون ضغط أو اضطرار، فهو لا يعطى من جيبه، ولكن من قلبه ليكون مقبولاً فى السماء، وبالتالى ليس منطقياً أن يطلب أحد أن يدفع المسيحى عشوره للدولة وإلا كان طالب المسلمين بأن يدفعوا زكاتهم وصدقاتهم للدولة أيضا، ثانياً هذه الأعمال الخيرية والتى تحدث عادة فى الخفاء هى التى تبقى على روح المودة والمحبة بين الناس لأنها تأخذ من القادر لتعطى للمحتاج فى الخفاء وبكرامة.

■ ماذا خلفت العمليات الإرهابية التى استهدفت الكنائس والأقباط فى نفوس المسيحيين؟

- العمليات الإرهابية تركت أثراً سيئاً فى نفوس جميع المصريين وليس المسيحيين وحدهم، والجميع يعى الهدف منها، وهو شق الصف الوطنى، وهذا لن يحدث، لأن الأقباط لديهم وعى وحس وطنى عال جداً، فمصر وطن يعيش فينا وليس نعيش فيه، والعمليات الإرهابية لا تستهدف المسيحيين بل تستهدف الوطن كله وفى قلبه المسيحيون.

■ كيف ترى أزمة الخلاف بين الطوائف المسيحية؟

- نحن نسعى للوحدة والمحبة بين الطوائف المسيحية، فلابد أن يكون المسيحى محباً لكل الناس حتى المختلفين معه فى الديانة أو العقيدة، وهناك فرق بين التمسك والتعصب، ويجب على المسيحى أن يكون متمسكاً بعقيدته وليس متعصباً لها، ويجب أن يكون الخطاب بين الطوائف أكثر محبة، فالكراهية ضد المسيحية، لأن المسيحية تدعونا إلى أن نحب أعداءنا، والأولى أن نحب بعضنا البعض، فكيف لا أحب شريكى فى الوطن وشريكى فى المسيحية، خاصة المحبة فى المسيحية ليست مشروطة بل محبة مفتوحة للجميع.

■ هناك جناح فى الكنيسة يدعو لنبذ الخلافات العقائدية بين الطوائف وللوحدة ويجد مقاومة من البعض هل سنرى تقارباً بين الطوائف المسيحية خلال المرحلة المقبلة؟

- هناك دائماً سعى للتقارب على أساس الإيمان السليم أو الإيمان الواحد، فالمحبة يجب أن تربط بين الجميع لأننا شركاء فى الوطن وفى الحياة المشتركة، ونريد التقارب فى العقيدة أيضاً، وسيحدث ذلك عندما نصل لعقيدة واحدة بين جميع الطوائف.

■ ظهرت فى السنوات السابقة خلافات بين الكنيسة وبعض أبنائها بخصوص مسألة الطلاق والزواج الثانى كيف ترى هذه الأزمة؟

- نحن نتمسك بتعاليم الكتاب المقدس فى كل أمور حياتنا، ومن بينها مسائل الزواج والطلاق، وبالتالى أنا لا أوافق على أى شىء يخالف تعاليم الكتاب المقدس الذى يؤكد أنه «لا طلاق إلا لعلة الزنى»، وبعد كلام الكتاب المقدس لا يوجد أى كلام آخر.

■ ما نصائحك للأسر المسيحية فى هذا الشأن؟

- عليهم التمسك بتعاليم الكتاب المقدس، لأنه سيمنحهم القرار السليم وسيحل جميع مشاكلهم الحياتية.

■ ماذا عن حالات الطلاق التى تنتظر القرار النهائى؟

- لدينا المجلس الإكليريكى، ويناقش مشاكل المتزوجين ومشاكل الطلاق، ويدرس أسبابه، وأحياناً يحل الخلافات بين المتزوجين، كما يصرح بالطلاق أو يرفضه وفق دراسة متأنية للوضع بين الزوجين بما لا يخالف تعاليم الكتاب المقدس.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل