المحتوى الرئيسى

3 صحفيين يحسمون مصير الانتخابات الرئاسية.. «ملف شامل»

08/16 22:43

لم يعد الصحفيون بعيدين عن «المطبخ السياسي»، أو يعملون بمعزل عن «دوائر صنع القرار»؛ بل إن ثورة يناير فجرت علاقة التواصل بين العاملين في الحقل الصحفي، وبين الأحزاب والكيانات التابعة للدولة، حتى وجدنا العاملين بـ«بلاط صاحبة الجلالة»، يديرون مؤسسات سياسية، أو ينقلون تصريحات عن رأس الدولة الرئيس عبد الفتاح السيسي، أو حتى يسعون لـ«تشكيل ائتلافات» يكون لها دور كبير داخل البرلمان.

الحديث السابق يؤكده ما شهدته الأيام الماضية، من تحركات من جانب مصطفى بكري، الكاتب الصحفي، وعضو مجلس النواب، لتشكيل كيان سياسي يحمل اسم «ائتلاف الوطن»، ثم التصريحات الهامة التي أطلقها ياسر رزق، رئيس مجلس إدارة «الأخبار» والتي تؤكد قرب «رزق» الشديد من الرئيس السيسي، أما التحرك الأخير فكان هجوم نصر القفاص، الأمين العام العام لـ«المصريين الأحرار»، جبهة عصام خليل، على الفريق أحمد شفيق؛ بسبب الانتخابات الرئاسية.

السطور القادمة تكشف تفاصيل تحركات هذا الثلاثي القادم من «بلاط صاحبة الجلالة» إلى دهاليز «لعبة السياسة الخفية»، ومدى تأثير هذا الثلاثي على الأحداث السياسية خلال الأشهر القادمة، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية 2018.

مصطفى بكرى.. مهندس «تفكيك» ائتلاف «دعم مصر»

يُصر الكاتب الصحفي مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، على إثارة الجدل بين الحين والآخر، فالرجل المعروف عنه تأييده للدولة على طول الخط، يبدو أنه «سينقلب» على أهم ائتلاف في البرلمان يتحدث باسم هذه الدولة وهو «دعم مصر»، صاحب الأغلبية البرلمانية، والذي يتزعمه رجل الأعمال محمد السويدي.

منذ شهر يونيو الماضي، يقود «بكري» تحركات مهمة لتشكيل ائتلاف جديد تحت قبة البرلمان يحمل اسم «ائتلاف الوطن»، والذي أعد له البكري «برنامجًا أوليًا»، جرى توزيعه على أعضاء في مجلس النواب في محاولة لجذبهم إلى هذا الائتلاف الذي يخطط له «بكري»؛ ليكون منافسًا مهمًا للتكتلات الأخرى داخل «مجلس النواب».

وحدد «بكري» أهداف «ائتلاف الوطن» في عدد من النقاط منها: الدفاع عن ثوابت الدولة الوطنية، مناقشة مشروعات القوانين والتوافق حولها قبل عرضها على البرلمان، إيجاد ائتلاف جديد جنبًا إلى جنب مع التكتلات والائتلافات الموجودة داخل البرلمان.

وتابع: «سيكون هدف هدف هذا الائتلاف الدفاع عن مصالح الشعب وحماية مؤسسات الدولة، وإيجاد رؤى متعددة داخل البرلمان، بحيث لا يقتصر أداء البرلمان على ائتلاف واحد»، ومن المؤكد أنه يقصد «دعم مصر».

«بكري» لم ينكر سعيه الحثيث لتشكيل هذا الائتلاف؛ بل قال رسميًا إنه يجري اتصالات مع نواب، وأحزاب مهمة؛ للانضمام إلى هذا الائتلاف الجديد.

ربما كانت الخلافات القديمة بين «بكري»، وائتلاف «دعم مصر» سببًا في سعي الأول لتشكيل هذا الائتلاف الهام؛ فالنائب البرلماني الشهير اتهم «دعم مصر» في وقت سابق بأنه «يسير في اتجاه الهبوط والسقوط إلى القاع»، لافتًا إلى أن هذا الائتلاف يُدار لصالح مجموعة معينة، تسعى لتحقيق أهداف محددة، ولذلك يخطط بكري لـ«تفكيك» تحالف دعم مصر، وتشكيل ائتلافه الجديد الذي سيلعب دورًا كبيرًا في الانتخابات الرئاسية القادمة، أو في المعركة القادمة حول «تعديل الدستور»، وهو الإجراء الذي يؤيده «بكري» بشده؛ لأنه يرى هذا الأمر «لا يعني الانقلاب على الدستور، لكن المهم ما المواد التي سيجري تعديلها»، لافتًا إلى أنه لابد أن يكون هناك حوار مجتمعي يسبق أيّ إجراءات لتعديله، وأن يكون البرلمان هو صوت الشعب في أيّ تعديلات تُجرى.

كما هاجم «بكري»، عمرو موسى، الذي يرفض فكرة «تعديل الدستور»، ويراها: «خطوة من شأنها إشاعة التوتر وزعزعة استقرار البلاد».

أما ائتلاف «دعم مصر»، فقد فشل أن يكون له خطة اقتصادية أو سياسية تمكنه من أن يصبح «ظهيرًا قويًا» للسيسي، ولذلك يعمل حاليًا على تعويض هذا الأمر من خلال «قيادة معركة تعديل الدستور»؛ ولذلك يعمل هذا الائتلاف على التواصل مع أجهزة الدولة المختلفة؛ لصياغة هذه التعديلات.

يهوى «بكري» تقمص دور المنظر والمُخطط للسياسات فقط؛ فالرجل رغم اعترافه بالسعي؛ لتشكيل هذا الائتلاف البرلماني الجديد؛ إلا أنه يردد في الوقت نفسه أنه «لن ينضم لأي ائتلاف أو تكتل نظرًا لاقتناعه بحرية الرأي واتخاذ القرار تحت قبة البرلمان».

«بكري» يعلم تمامًا أن هناك قيادات لا تحبه داخل ائتلاف الأغلبية في مجلس النواب؛ لاسيما منذ «طرده» من هذا الائتلاف الذي كان يخطط الكاتب الصحفي الشهير؛ للحصول على منصب قيادي فيه.

بدوره، قال قال اللواء حمدي بخيت، عضو المكتب السياسي لـ«دعم مصر»، إن الائتلافات والتشكيلات السياسية عمومًا هي «ظاهرة حميدة وإيجابية»، خاصة إذا كانت مبنية على أسس قوية، مشيرًا إلى أن هذه الائتلافات لا يجب أن يكون المغزى منها تحقيق «الشهرة» فقط.

وعن «ائتلاف الوطن» الذي يسعى لتأسيسه الكاتب الصحفي مصطفى بكري، قال اللواء حمدي بخيت، إذا كان هذا الائتلاف يخدم الحياة السياسية، ويدعم العمل البرلماني، عندئٍذ سيكون ائتلافًا مهمًا، مشيرًا إلى أنه لابد أن يكون هناك «تنافسية» داخل مجلس النواب، خاصة أن هذا الأمر مفيد جدًا عند «سن التشريعات».

ونفى «بخيت» وجود خلافات بين «بكري» و«دعم مصر»، مشيرًا إلى أنه لابد أن يكون هناك قطبان في الحياة البرلمانية، وأن ما يسعى له «بكري» من تدشين «ائتلاف الوطن» يثري الحياة البرلمانية.

وتابع: «المهم أن تكون الائتلافات الجديدة لخدمة الوطن ككل، وليست لخدمة أشخاص»، مشيرًا إلى أنه لا يعتقد وجود علاقة بين ائتلاف مصطفى بكري الجديد، وبين الانتخابات الرئاسية القادمة.

ياسر رزق.. صحفى الرئيس و«كاتم أسراره»

في شهر أكتوبر 2013، نجح الكاتب الصحفي ياسر رزق، رئيس تحرير «المصري اليوم» وقتها، في إجراء حوار صحفي مع عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع حينذاك، ونشر هذا الحوار على حلقات متتابعة، كان لها صدى سياسي وصحفي كبير.

كان هذا الحوار انفرادًا صحفيًا حقيقيًا، كشف عن العلاقة الوثيقة لـ«رزق» بالسيسي.

منذ هذه اللحظة، والمراقبون للشأن الصحفي يعلمون أن «رزق» هو صحفي الرئيس؛ بل إن هناك تسريبات تشير إلى أن رئيس مجلس إدارة «الأخبار» الحالي هو الذي يكتب ويُشرف على خطابات السيسي، يعزز هذا الأمر العلاقة الوثيقة بين الاثنين منذ أن كان «رزق» محررًا عسكريًا لـ«الأخبار».

وخلال الأيام الماضية، أطلق ياسر رزق عددًا كبيرًا من التصريحات المهمة التي تشير إلى أنه بحق صحفي السيسي المفضل، والتي تدل أيضًا أن «رزق» قريب جدًا من دوائر صنع القرار، ومتوغلًا في «المطبخ السياسي»، فقد ذكر «رزق» أن «السيسي أكد له أنه يبحث عن شخصيات تتمتع بالكفاءة والشرف والوطنية والنزاهة والقدرة على تحمل مسئولية قيادة دولة بحجم مصر.. وأن السيسي يتولى حاليًا إعداد قيادات وكوادر يمكنها تولي منصب رئاسة مصر بعد عام 2022».

وتابع: «السيسي أخبره أنه يضع بعض الكوادر التي يرى أنها قادرة على تولى شئون البلاد موضع الاختبار والتقييم، وأنه شدد على أن مصر ليست عقيمة وبها شخصيات تتمتع بالقدرة والكفاءة والوطنية في جهات ومؤسسات الدولة».

واستكمل: «السيسي جدد دعمه للأحزاب والقوى السياسية كما جدد دعوته لتشكيل اندماجات لإفراز شخصيات قادرة على إدارة شئون الوطن وأن تحظى بدعم الشعب في الانتخابات الرئاسية المقبلة».

أما التصريح الثاني فكان يتعلق بـ«الانتخابات الرئاسية 2018»، فقد قال ياسر رزق: «إن الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يحسم حتى الآن قرار ترشحه في الانتخابات الرئاسية المقبلة من عدمه.. وأن السيسي أكد له أن لكل حادث حديث.. والشعب سيد قراره».

كما قال في تصريح آخر: «السيسي قالي عن إعلان ترشحه لانتخابات الرئاسة مش ضامن عمري»، لافتًا إلى أن الرئيس أخبره أن مصر مليئة بـ«الكوادر الوطنية»، القادرة على النهوض بالوطن، ودعم نجاحه.

وعن تسليم السلطة في مصر، قال «رزق»، إن السيسي أخبره أنه يتمنى أن يرى تسليم السلطة فى مصر بعد قضاء فترته الرئاسية مثلما حدث فى فرنسا مع فرانسوا هولاند، وإيمانويل ماكرون، متابعًا: «الرئيس قال المشهد اللى شفناه فى أن هولاند خارج وماكرون داخل نتمنى أننا نشوفه فى مصر».

هذه التصريحات تطرح سؤالًا مهمًا: هل أصبح ياسر رزق صحفي الرئيس السيسي و«كاتم أسراره»؟

في هذا السياق، قال الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام السياسي بـ«جامعة القاهرة»، إنه لا يوجد في الوقت الحالي صحفي يُمكن أن نطلق عليه «صحفي الرئيس»، مشيرًا إلى أن ياسر رزق، اكتسب مكانته منذ حواره الشهير مع السيسي في جريدة «المصري اليوم»، ولكن في الوقت الحالي لا توجد مؤشرات على أنه الصحفي المقرب من الرئيس.

وتابع: «لا يوجد الآن انفراد صحفي نقله إعلامي معين عن السيسي، لا توجد حوارات خاصة تكون نتيجة وجود علاقة مباشرة بين الرئيس والصحفي الذي يُجري هذا الحوار».

وعن التصريحات التي يخرج بها «رزق» وينسبها للرئيس عبد الفتاح السيسي، قال الدكتور صفوت العالم: «دي لعبة بين الصحفيين، الكل يتنافس لإثبات أنه قريب من الرئيس، ولكن الوسط الصحفي له الواقع الذي يُترجم إلى حوارات وأحاديث خاصة مع الرئيس، وانفرادات».

وقال أيضًا: «في السابق كانت هناك مؤشرات تجعلنا نقول إن هذا الصحفي قريب من الرئيس، فمثلا مبارك كان يُشيد بالكاتب الصحفي سمير رجب في العلن.. هذا مؤشر قوي على العلاقة الوثيقة بينهما».

نصر القفاص.. «قناص» يطلق رصاصة الرحمة على «شفيق»

شهدت الأيام الماضية، حربًا بين حزبي «الحركة الوطنية» الذي يتزعمه الفريق أحمد شفيق، و«المصريين الأحرار» جبهة الدكتور عصام خليل.

هذه الحرب تسبب فيها الكاتب الصحفي «نصر القفاص»، الأمين العام لـ«المصريين الأحرار» جبهة عصام خليل، الذي قال إن إصرار «شفيق» على الحديث عن الانتخابات الرئاسية، وتلويحه باحتمالية ترشحه؛ يؤكد جهله بمقتضيات المرحلة الراهنة، وانسياقه وراء من يدفعونه لمثل هذه التصريحات دون دراية منه بأنهم يريدون النيّل والثأر منه.

وتابع: «الفريق انتهى زمنه تمامًا.. ولا أعتقد أنه يصلح لممارسة العمل السياسي، وليس الرجل الذي يصلح لقيادة المرحلة المقبلة، خاصة أنه بعيد عن مصر منذ أكثر من 4 سنوات، ويتابع الوطن من خلال شاشات التليفزيون».

وقال أيضًا: «المرحلة الحالية تحتاج متطلبات أخرى لا يعيها شفيق ولا يصلح لها، خاصة أنه بعيد تمام البعد عن الصورة السياسية».

فور صدور هذه التصريحات، شن حزب الفريق «شفيق» هجومًا على «القفاص»، وأصدر «الحركة الوطنية» بيانًا على لسان خالد العوامي، المتحدث باسم الحزب قائلًا فيه: «إن القفاص استبق الأحداث بقوله إن الفريق شفيق لا يمكنه الترشح للرئاسة مرة أخرى وكأنه عالم الغيب».

وأضاف العوامي: «لماذا يتجرأ القفاص علينا ولم يمسسه منا سوء؟»، مضيفا: «أرجوك يا قفاص أخبرنا برجاحة عقلك إذا كان زمن الفريق شفيق انتهى فمن يا ترى برأيك زمنه باق لم ينتهِ».

أما رؤوف السيد، نائب رئيس حزب «الحركة الوطنية»، فكشف أن ما قاله نصر القفاص، عن «شفيق»، يعد «عيبًا كبيرًا»، ويسيء لحزب «المصريين الأحرار»، وليس من الديمقراطية أن يحارب حزب رئيس حزب آخر لأنه يفكر في الترشح في الانتخابات الرئاسية.

وفي تصريحات سابقة لـ«النبأ»، قال خالد العوامي، إنه لا يعرف سر هجوم «القفاص» على الفريق أحمد شفيق، مشيرًا إلى أن الحزب لن يصمت على أية محاولات للنيل من «الفريق».

كان هجوم «القفاص» على «شفيق» بداية لموجة من الانتقادات الحادة التي طالت «الفريق»، فقد هاجم علاء عابد، رئيس الكتلة البرلمانية لـ«المصريين الأحرار» الذي ينتمي له «القفاص» الفريق شفيق، وقال عنه: «الفريق شفيق جبان، عاجز عن مواجهة الشعب المصرى.. ويريد أن يكون رئيسًا للجمهورية بالمراسلة».

وواصل هجومه: «إن شفيق فشل فى الانتخابات الرئاسية لعام ٢٠١٢، فحزم أمتعته واستقل طائرته وهرب للخارج، ثم لم يعد منذ ذلك الوقت».

واستنكر حزب الحركة الوطنية المصرية، تصريحات علاء عابد، واصفًا إياها بـ«انحراف عن مسار الخلق الرفيع من شخص فاقد للحس السياسي، ويسعى لاختلاق خصومة مع من هم أكثر منه عطاء للدولة».

وقال خالد العوامي، المتحدث باسم حزب «الحركة الوطنية المصرية»، إن «تطاول عابد على الفريق شفيق غير مقبول، وجريمة ارتكبها عابد بحق شفيق، عندما اتهمه في تصريحاته بالجبن لأنه خرج من مصر عقب خسارته انتخابات الرئاسة 2012، وأنه عاجز عن مواجهة الشعب المصري، ويريد أن يكون رئيسًا للجمهورية بالمراسلة».

Comments

عاجل