المحتوى الرئيسى

وكالة روسية: عقبات في طريق الصداقة بين موسكو وبن سلمان

08/16 20:01

ذكر موقع " جازيتا.رو" الروسي إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، البالغ من العمر 31 عاما، أقدم في الأسابيع الأخيرة على عدد من الخطوات الإيضاحية تجاه روسيا، وغض الطرف عن عدد من التناقضات مع موسكو وعن التحالف طويل الأمد بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية.

وفي إطار ذلك قال الخبير في مجلس الشؤون الدولية الروسي، وهو مركز أبحاث مقرب من وزارة الخارجية الروسية، إن تعيين الأمير بن سلمان ولي العهد الجديد جاء تأكيدًا للدور الكبير الذي يلعبه الأمير الشاب في حكم البلاد.

وأضاف أنه مع الأخذ بعين الاعتبار السن الكبير للملك، سيكون من واجب ولي العهد الجديد تقرير السياسة الخارجية للمملكة.

وقال إن ولي العهد الجديد يعتبر رجلا أقل تحفظا من أبيه، ويتمتع بشعبية واسعة بين الشباب، كما يُعد بن سلمان من أنصار تحديث البلاد.

وقال الموقع إلى إن وجهات النظر الليبيرالية لا تعرقل الأمير في اتخاذ نهج سياسة خارجية حادة، حيث يتخذ بن سلمان موقفًا حادًا تجاه إيران التي تعتبرها الرياض مصدر تهديد للوجود السعودي، خاصة أن ولي العهد الجديد هو من اتخذ قرار التدخل المباشر في الحرب اليمنية، كما يعتبر هو المبادر إلى حصار قطر الذي بدأ في يونيو الحالي.

ويمكن رؤية الاستياء المتراكم لدى الرياض تجاه الدوحة، التي ارتبطت بعلاقات ودية جدًا مع طهران، من خلال الاتهامات الرسمية بدعم الإرهاب، وأضاف الخبير الروسي أن موقف الرياض تجاه روسيا يتميز بطابع مزدوج. فمن جهة، توجد خلافات جدية حول سوريا. ومن جهة أخرى، رحبت الدولتان بثورة 30 يونيو في مصر عام 2013 وتواصلان دعم الرئيس السيسي.

وأشار " جازيتا.رو" إلى أن موقف محمد بن سلمان حيال روسيا يبدو براجماتيا ويكمن في إمكانية التعاون مع موسكو. وليس مستغربًا أنه زار موسكو منذ شهر وأعلن أن العلاقات الثنائية بين البلدين تمرّ بأحسن حالاتها. من جانبه، أكّد الرئيس بوتين ذلك وأشار إلى أن الاتصالات تحافظ على المستوى السياسي بين وزارتي الدفاع وخاصة في مسألة تسوية الأوضاع الصعبة في سوريا.

وما يدلّ على المستوى العالي للعلاقات هو التحضير لزيارة الملك سلمان إلى موسكو. ومن المعروف أن الملك يزور فقط بلدان حلفائه أو أهم شركائه.

مع ذلك، يشير الخبير إلى أن اعتبار أن العلاقات ستكون دون أي مشكلة هو اعتبار خاطئ. ففي الآونة الأخيرة، نشرت وسائل الإعلام الألمانية بيانًا لمحمد بن سلمان صرّح فيه أن روسيا تشكل تهديدًا للمملكة العربية السعودية وأن جيش المملكة يمكن أن يدمّر القوات الروسية في سوريا خلال ثلاثة أيام. وعلى الفور نفى مكتب ولي العهد هذا. ومع ذلك، فإن مشكلة تضارب المصالح لا تزال موجودة: موسكو تواصل دعم الأسد.

ويرى المقال أن العالم العربي ينظر إلى روسيا كشريك لإيران بسبب موقفها تجاه سوريا. أما السعوديون، فيتعاونون مع مجموعات مختلفة تهدف لتغيير السلطة في سوريا. وأن المصدر الآخر للخلافات — توريدات السلاح الروسي إلى إيران مباشرة. حيث يثير قلق الدول المجارة لإيران توريدات الدرع الصاروخي من طراز "إس 300" القادر على تدمير أهم ورقة رابحة للسعودية — القوات الجوية القوية.

واستخلص المقال بأن تطور العلاقات الثنائية سيتوقف على موقف موسكو من المسألة القطرية أيضا. ولكن أي تدخل روسي في "الجدال الداخلي" لدول الخليج العربي سيثير رد فعل سلبي عند الرياض التي تعتبر الخليج منطقة تأثيرها. واستخلص الكاتب بأن الوضع في العلاقات الروسية السعودية معقّد للغاية. ويقرر سياسة السعودية الخارجية شخص يدرك أهمية التعاون مع روسيا ويهتم بذلك. ومع ذلك، يتمتع محمد بن سلمان بسمعة الحاكم القاسي والحاسم الذي على ما يبدو لن يغفر لموسكو أي خطوات مؤيدة لإيران.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل