المحتوى الرئيسى

مرشدك السياحي في المغرب .. كيف تقضي 24 ساعة ممتعة في كازابلانكا ؟

08/16 18:36

رغم أن مدينة مراكش تعد الوجهة الأكثر رواجا بمجرد التفكير في السفر للسياحة بـ”المغرب”، خاصة للخليجيين والأوروبيين، إلا أن زيارة واحدة لمدينة «كازابلانكا» تكفي لتجعلها وجهتك في كل إجازة.

وإذا كنت تفكر في زيارة قريبة، أعددنا لك برنامجا شاملا لقضاء 24 ساعة ممتعة في كازابلانكا ، القلب النابض لاقتصاد البلاد، وثالث أكبر المدن الإفريقية من حيث التعداد السكاني بعد لاغوس والقاهرة.

ونوفر لك في جولتنا مرشدًا سياحية يرافقك طوال الرحلة، ليرشدك لأجمل المناطق بأرخص الأسعار لقضاء يوم ممتع وكأنك من أحد أهل المدينة.

استيقظ مبكرًا للاستمتاع بكل دقيقة لك في المدينة، ولا تنس أن تأخذ كفايتك من النوم لأن اليوم طويل في أرجاء المدينة الساحرة، احزم أمتعتك واستعد لزيارة حصن «السقّالة»، الذي بني خلال القرن الثامن عشر، والمُطل على ميناء الصيد، وهناك ستطل عليك نسائم هواء محملة برائحة البحر المنبعثة من المحيط الأطلسي، وستكتشف جمال وتاريخ «السقّالة»، التي كانت مركزا للدفاع عن المحيط وعن مدينة الدار البيضاء من هجمات البرتغال بين عامي 1468 و1470، قبل أن يعاد بناء الحصن من جديد سنة 1755 بعد الزلزال المدمر الذي ضرب المدينة.

لا تنس أن تلتقط صورًا لتلك المشاهد البانورامية على الميناء والمدفعيات الموجهة صوب المحيط الأطلسي.

تناول فطورك على الطريقة المغربية

بالتأكيد لم تتناول فطورك في المنزل بعد، ستتناول الآن طعام الإفطار المعد على الطريقة المغربية داخل مطعم «السقالة»، في تجربة ممتعة حيث تحيطك التقاليد المغربية في جميع أركان المطعم الذي ما زال يحتفظ بها، سواء في المعمار والبناء أو من حيث الوجبات، واحرص على أن تتضمن وجبة إفطارك طبقا متنوعا من «المسمّن» و«الحرشة» و«البغرير»، وزيت الزيتون والعسل الحر والزبدة وطاجين البيض واللحم المقدد، وعصير البرتقال، ولا تنس الشاي المغربي بالتأكيد، وذلك مقابل 80 درهم مغربي (ما يعادل 8 دولارات)، أو 14 دولارا لشخصين.

هذا الإفطار الغني والمتكامل، لن يجعلك تشعر بالجوع لساعات قادمة، لذلك استعد لجولة سيرا على الأقدام، بين أزقة المدينة القديمة و«باب مراكش»، الذي ستجد فيه عشرات «البازارات»، ويمكنك اقتناء هدايا تذكارية لرحلة لا تنسى بأسعار رمزية تتنوع بين أوانٍ من الفخار و الزي التقليدي المغربي «جلباب وقفطان»، وعلب خشبية منقوشة مصنوعة من شجر العرعر.

وسط المدينة ليس بعيدا، فعلى بعد مائة متر، ستجد ساحة الأمم المتحدة التي تم تجديدها بالكامل بعد إنشاء خط «الترامواي»، التي أصبحت أكثر جمالية وجاذبية، لا تتركها دون التقاط صورا تذكارية لك هناك، وبعدها ستجد نفسك أمام أقدم مقاهي «كازابلانكا»، مثل «كافيه دو فرانس»، الواقع بين تقاطع شارعي الحسن الثاني ومحمد الخامس، ومقهى «إكسيلسيور» المطل على شارع الجيش الملكي، حيث يوجد عدد مهم من أكبر فنادق المدينة، ميزة وسط المدينة أنك لن تحتاج إلى أي وسيلة تنقل، فجميع هذه الأماكن قريبة من بعضها البعض.

وأنت تتجول الآن في شارع محمد الخامس، ستظن أنك في عاصمة لبلد أوروبي عريق، فهناك ستصادف مبان تعود إلى عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، إبان فترة الاستعمار الفرنسي، بنايات بيضاء تجمع بين اللمسة الفنية الأصيلة والديكورات العصرية، وشرفات تحمل كثيرا من الأناقة الفرنسية، جعلت من الشارع متحفا مفتوحا يجمع بين هندسة المعمار والفن الراقي.

في منتصف الشارع، ستجد نفسك قبالة المدخل الرئيسي للسوق المركزي، حيث تباع جميع أنواع التوابل المغربية والشرقية، والأزهار والورود، وأشكال وألوان من السمك الطازج، فإذا وصاك أحدهم بشراء توابل مغربية له، فهذا المكان الأمثل.

وجرت العادة في هذا المكان، أن يشتري الزبون بعضا من السمك، والتوجه إلى المطاعم الشعبية الموجودة داخل السوق المركزي، لطبخه حسب رغبتك وذوقك، فهناك من يحب السردين المشوي، وهناك من يفضل قلي سمك موسى والجمبري.

الآن بعد شراء السمك المفضل لك وطبخه حسب ذوقك، خذ مكانك وانتظر تقديمه مع خبز وسلطات وبطاطس مقلية ومشروبات غازية، واستمتع بجو من الألفة التي ستذكرك بأي مكان شعبي محتفظ بتقاليده في بلدتك.

قبالة بوابة السوق المركزي، ستلفت انتباهك حتما بناية متلاشية أشبه بالأطلال، إنه ما تبقى من فندق «لينكولن» الذي تم تشييده في العام 1917 من قبل المهندس المعماري الفرنسي «هوبير بريد»، وكان يمتد على مساحة 3 آلاف متر مربع، والذي كان من أول أكبر الفنادق في المغرب وإفريقيا، قبل أن يتأثر مع مرور السنوات بعد إغلاقه، بفعل تساقط الأمطار والعوامل المناخية.

على بعد أمتار قليلة، يقع مكان آخر يستحق الزيارة، وهو أحد أهم المعالم التاريخية في المدينة، إنها ساحة محمد الخامس التي جرى تجديدها هذه السنة، والتي توجد قبالة المحكمة الابتدائية.

ويمكنك متابعة السير على الأقدام والاستمتاع بمشاهدة النافورة والحمام الذي يعطي سحرا خاصا للميدان، حيث جرت العادة أن يقوم الزائر بإطعام الحمام بعضا من حبوب الذرة أو القمح والتقاط صورا تذكارية مع النافورة.

جولة ساحرة على الرمال الذهبية

بعد جولة خفيفة في وسط المدينة، الآن ستستقل “الترامواي” للذهاب إلى «كورنيش» عين الذئاب، وذلك إذا كنت من عشاق البحر، والاستمتاع بإطلالة ساحرة على الشاطئ والرمال الذهبية.

بالطبع يمكنك أن تستقل سيارة أجرة، ولكن مرشدك يخبرك بأن «الترامواي» هو الأمثل، أولا لأنك ستدفع 6 دراهم فقط (ما يعادل 0.6 دولار)، وثانيا لأنك ستقوم بجولة فريدة خلال رحلتك التي ستدوم حوالي 25 دقيقة، عبر شوارع رئيسية في المدينة كالحسن الثاني وعبد المومن وأنوال، مرورا بحي “بوسيجور” وانتهاء بالحي الحسني ثم نقطة النهاية، عين الذئاب.

وإذا تزامنت رحلتك مع فصل الصيف فأنت محظوظ.، فأماكن الاستجمام والترفيه على طول «الكورنيش» مخصصة لعشاق الصيف، حيث تجد سلسلة من المسابح والشواطئ الخاصة والعمومية، إلى جانب فنادق مطلة على المحيط ومطاعم تناسب كل الأذواق، سواء عشاق أكل السمك أو المشاوي أو عشاق مطاعم الوجبات السريعة وذلك من سلاسل المطاعم العالمية الشهيرة، التي تبقى كلفتها أقل مقارنة مع المطاعم الفاخرة المطلة على البحر.

إنها الظهيرة، يمكنك التوقف لتناول وجبة الغداء، قبل استكمال باقي جولتك، فإذا كنت تشعر بالجوع وتفضل أن تتناول طعام الغداء قبل التجول على «الكورنيش»، فأفضل وأقرب مكان لمحطة نهاية سير «الترامواي»، هو مطعم «أو كروفيت»، فقط بعد الخروج من المحطة، انعطف إلى اليمين وتحرك لمسافة 60 مترا تقريبا، لتجد المطعم.

ولكي تستمتع بمشاهدة البحر، لا ينصح بالجلوس في الطابق السفلي، ولا الطابق الثاني، أفضل مكان يجعلك ترى البحر من فوق هو الطابق الثالث، فالمطعم متخصص أساسا في أطباق السمك، لذلك ستكون أمامك خيارات عديدة متاحة، لكنك تملك خيارات أخرى.

وإذا كنت ترغب في غذاء خفيف، يمكنك طلب «ساندويتش» من الجمبري أو السمك أو حتى الدجاج المقلي أو اللحم، وستجد الأسعار في المطعم مقبولة وغير مرتفعة مقارنة مع مطاعم أخرى تقع في نفس الشارع، فإذا تناولت سلطة وطبق سمك ومشروب، ستدفع بين 20 و30 دولارا، وقد تدفع أقل من ذلك.

أما إذا كنت من عشاق المطاعم الفاخرة وتحمل معك مبلغا ماليا جيدا، بإمكانك تناول الغداء في واحد من المطاعم المعروفة المطلة على المحيط، مثل مطعم «لو كابيستون»، المتخصص في المطبخ الفرنسي وأطباق السمك على طريقة دول البحر الأبيض المتوسط، ولتناول سلطة وطبق رئيسي وتحلية بمفردك، ستدفع مبلغا يصل إلى 55 دولارا، وستستمتع حتما بمشاهدة أمواج البحر وهي ترتطم بالصخور من خلف زجاج المطعم.

ولمحبي الطعام الإسباني وطبق «البايلا»، ننصحك بالتوجه إلى مطعم «لو بوتي روشيه»، الذي يمتاز بإطلالة ساحرة على المحيط وعلى مسجد الحسن الثاني، الطبق الأكثر شعبية في المحل يبقى هو «البايلا» الإسبانية، لكن العيب الوحيد هو أنهم لا يمنحونك خيار طلب طبق لشخص واحد، أقل ما يمكنك طلبه هو «بايلا» بفواكه البحر لشخصين، وتكلفته تبلغ 40 دولارا، أما السلطات فتتراوح أسعارها بين 12 و16 دولارا، وأقصى ما يمكنك دفعه لتناول التحلية هو 9 دولارات.

تملك خيارات عديدة لتناول وجبة الغداء في «كورنيش» عين الذئاب، فإذا كنت تفضل مثلا تناول أطباق مغربية شهية، وفي نفس الوقت الاستمتاع بالبحر، فأنصحك بمطعم «فاس»، الذي يقدم ألذ الأطباق المغربية التقليدية، حيث يمكنك تناول حساء «حريرة» على طريقة سكان مدينة فاس بقيمة 4 دولارات ونصف، أو«بسطيلة» بالسمك وفواكه البحر بقيمة 7 دولارات، أو «بسطيلة» بالدجاج واللوز (6 دولارات)، كما يمكنك أن تطلب طواجن لحم بالخضار (11 دولارا)، أو بالسمك (بين 14 و17 دولارا)، أو بالدجاج والليمون والزيتون (9 دولارات)، أو كباب على الطريقة المغربية (11 دولارا).

وفي النهاية يمكنك تناول طبق متنوع من الحلويات المغربية التقليدية بقيمة (6 دولارات ونصف)، أما إذا صادفت زيارتك إلى مطعم «فاس» يوم الجمعة، فيمكنك طلب «كسكس» بلحم العجل والخضار مقابل 12 دولارا، أو “كسكس ملكي” بـ13 دولارا.

في فترة بعد الزوال، يمكنك وضع برنامج يناسب أذواقك وميول الشخصية، وإليك 3 برامج مختلفة لهذه الفترة حسب اهتماماتك.

إذا كنت من هواة المعالم التاريخية، بإمكانك طلب سيارة أجرة مقابل أقل من دولار ونصف والتوجه في غضون 5 دقائق إلى مسجد الحسن الثاني، الذي يعتبر أعلى بناية دينية في العالم، حيث يبلغ طول مئذنته الأندلسية أكثر من 210 أمتار.

استغرق بناء مسجد الحسن الثاني حوالي 6 سنوات (بين 1987 و1993)، ويقع على شاطئ البحر، ويتسع لأزيد من 100 ألف مصلى بين قاعة الصلاة والباحة الخارجية، كما يضم مدرسة لتعليم القرآن ومكتبة دينية ومتحف.

ويمزج المكان بين ما هو تقليدي وعصري، فإلى جانب تميزه بالطابع المعماري حيث تكسو فسيفساء الخزف الملون الجدران والأعمدة، والحفر على خشب الأرز وأعمال الجبس المنقوش، يملك المسجد تقنيات حديثة، مثل السقف الذي يفتح ويغلق بشكل أوتوماتيكي وأشعة الليزر التي يصل مداها إلى حوالي 30 كيلومتر.

الآن إليك «منارة العنق» التي يعود تاريخها إلى سنة 1919، البالغ طولها 161 مترا، والتي تكون أكثر جاذبية في المساء، حيث تنبعث منها الإشارات الضوئية الموجهة إلى السفن والتي تُرى على بعد عشرات الكيلومترات.

إذا لم تكن من عشاق أروقة التاريخ، وتفضل الفن، والسينما، فيمكنك البقاء في «كورنيش» عين الذئاب والتوجه إلى المركب السينمائي الضخم «ميغاراما»، الذي يعتبر الأكبر من نوعه في إفريقيا، هناك ستجد مركبا بمواصفات عالمية، يحتوي على 14 قاعة للعرض، وحتما سيعجبك واحد من الأفلام المعروضة.

العروض في فترة بعد الزوال تنطلق في الثانية و15 دقيقة، والحصة الموالية تبدأ في الخامسة، ثم في السابعة مساء و45 دقيقة، والعرض الأخير ينطلق في العاشرة والنصف ليلا.

سعر التذكرة يبلغ 6 دولارات ونصف لعروض المساء، أما مشاهدة الأفلام في وقت الظهيرة والعصر فسيكلفك 5 دولارات ونصف، أما عروض يوم الاثنين فتكلف 4 دولارات ونصف فقط.

بعيدا عن «الكورنيش»، وإذا كنت من عشاق الثقافة، يمكنك التوجه إلى «فيلا الفنون» بحي المعاريف بواسطة سيارة أجرة، ولن تكلفك أكثر من ثلاثة دولارات، وهناك ستجد مجموعة من الأحداث الفنية والثقافية التي تنظم باستمرار، على غرار معارض في الفنون التشكيلية ومعارض للكتب، إضافة إلى أنشطة أخرى شعرية وغنائية.

حلّ المساء الآن، يُستحب أن تأخذ سيارة أجرة لتقوم بزيارة حي الأحباس (يُعرف أكثر بالحُبوس) الواقع بالقرب من القصر الملكي، وهو واحد من أهم المعالم التاريخية في “كازابلانكا” و المغرب ككل، لما يملك من دلالة رمزية.

ارتبط حي الأحباس بفترة مقاومة الاستعمار الفرنسي، ويعتبر صرحا حضاريا وثقافيا في مدينة اقتصادية بامتياز، وستستمتع بأقواسه وأزقته الضيقة وشكله المعماري الذي استلهم من روح الهندسة العربية الإسلامية، وهناك يوجد عدد كبير من المساجد وعشرات المكتبات التي توفر لزوارها مجلدات وكتب قيّمة عن الإسلام والحضارة العربية والأدب والفكر الإسلامي والفلسفة، إلى جانب كتب بلغات أجنبية.

لا يمكنك أن تزور حي الأحباس ليلا دون أن تتوقف بـ«درب البلدية» لتناول وجبة عشاء في الهواء الطلق، في واحد من المطاعم الشعبية الملتصقة ببعضها البعض، هناك يتناول الناس أنواعا من اللحوم المشوية، لكن تبقى «كفتة الجمل» هي الأكثر شعبية في «درب البلدية»، حيث تقدم أطباق اللحم المشوي والكفتة مع براد شاي منعنع وخبز قادم للتو من الفرن البلدي، مقابل سعر منخفض وفي المتناول.

يصعب جدا أن يقوم الزائر بزيارة جميع الأماكن التي تستحق المشاهدة في «كازابلانكا» خلال 24 ساعة فقط، فهناك العديد من المناطق الأخرى الجديرة بالزيارة، كحديقة جامعة الدول العربية بشارع مولاي يوسف، والمركب الرياضي محمد الخامس بحي المعاريف، والذي يعتبر من أشهر ملاعب كرة القدم في إفريقيا والدول العربية، حيث احتضن مجموعة من المباريات التاريخية، وبرجي «توين سانتر» وسط حي المعاريف، فضلا عن المراكز التجارية الحديثة مثل «أنفا بلاس»، و«موروكو مول»، التي تأوي أشهر الماركات العالمية، بالنسبة إلى عشاق التسوق.

وإذا كنت في حاجة إلى مساعدة أو إرشادات، فإن سكان «كازابلانكا» و المغرب عموما، متعاونون إلى أقصى الحدود، وسيدلونك حتما على أي مكان تريد أن تقصده أو أي معلومة تود أن تعرفها.. يجب عليك فقط المبادرة بطرح السؤال!

قبل الوصول إلى الدار البيضاء، من المفروض أن تكون قد قمت بحجز الفندق الذي ستقضي فيه ليلتك، الأسعار تختلف باختلاف الفصول، فإذا تزامنت رحلتك إلى «كازابلانكا» مع فصل الصيف، فإن الأسعار ستكون مرتفعة مقارنة مع فبراير أو أبريل.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل