المحتوى الرئيسى

حرية في منتصف الليل تمخضت عن مذبحة

08/16 14:39

تطرق فلاديمير سكوسيريف في مقال نشرته صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" إلى الذكرى السبعين لتقسيم الهند البريطانية إلى دولتين - الهند وباكستان.

نالت باكستان استقلالها يوم 14 أغسطس/آب، والهند في اليوم التالي. ويعود سبب هذا التأخير إلى أن علماء الفلك الهندوس عدُّوا الرابع عشر تاريخا مشؤوما. أما في هذه الأيام، فتحتفل الدولتان بعيد الاستقلال، ولديهما ما تفتخران به - الاقتصاد في نمو، المستوى المعيشي في ارتفاع. ولكن المتنبئين لم يخطئوا، لأن المتطرفين الذين وجدوا في باكستان ملجأ لهم يستخدمون النزاع حول كشمير في تصعيد الكراهية والعداء للهند.

غير أن عيد الاستقلال ليس دافعا للسياسيين للحديث عن المنجزات، التي تحققت خلال هذه السنوات الطويلة فقط، بل هو مناسبة لتذكر المآسي التي رافقت ولادة الدولتين. لقد قتل في المذبحة، التي وقعت في الأماكن التي كان يعيش فيها الهندوس والمسلمون زهاء مليون شخص، واضطر ملايين آخرون إلى ترك منازلهم وممتلكاتهم والهرب حفاظا على حياتهم.

بيد أن الهند دولة علمانية، وفيها منظمات اجتماعية تنشئ المتاحف، التي تجمع فيها ذكريات الذين عاشوا التقسيم. ويقول الناشطون إن هدفهم هو كشف الحقائق للجيل الحالي عن تلك الحوادث من أجل منع تكرارها. وقد أشار أول رئيس للحكومة الهندية بعد الاستقلال جواهر لال نهرو في كلمته، التي ألقاها في منتصف ليلة 15 أغسطس/آب من القلعة الحمراء بدلهي، إلى أن الهند تنال مصيرها الخاص.

ولكنه لم يعتقد قط أن السنوات الأولى ستكون مأسَوية. بحيث أن المدافعين عن حقوق الإنسان يقارنون تلك الأحداث بالهولوكوست. وإن التذكير بتلك الأحداث مهم، لأن باكستان أعلنت رسميا نفسها دولة إسلامية، ولا تناقش أبدا مسألة المذبحة الهندوسية–الإسلامية.

ولقد بقيت الندوب غير المرئية والمعاناة الجسدية والحسية في نفوس الهنود والباكستانيين المعاصرين. وخاضت الدولتان حربين بسبب كشمير، كانت الحرب الأولى بعد الانتفاضة في شرق باكستان (حاليا بنغلاديش). وتشير دويتشه فيله إلى أن الهند وباكستان كانتا تتنازعان في السابق على ملكية كشمير، أما الآن وبسبب دعم باكستان للانفصاليين الإسلاميين، فقد تحول النزاع إلى ديني.

في حديث إلى الصحيفة، أشار الأستاذ في معهد موسكو للعلاقات الدولية سيرغي لونيف إلى بقاء الهند وباكستان عدوتين حقيقيتين. علاوة على أن نظام التقسيم جعل الإسلام يلعب دورا خاصا في باكستان، حيث أصبح الدين الإسلامي الشيء الوحيد الذي يوحد البلاد. وقد بدأ الإسلام يتعزز في سبعينيات القرن الماضي بعد استلام ضياء الحق السلطة فيها.

وتبقى النظرة العدائية بين مواطني البلدين، لذلك لا يمكن تجاوز عواقب التقسيم. ومع أنه لا يمكن تبرئة الهندوس وكذلك الباكستانيين من جرائم القتل، فإن مسؤولية هذه الجرائم تقع على عاتق الإنجليز. فقد عاش الهندوس والمسلمون جنبا إلى جنب بوفاق ووئام على مدى زمن طويل حتى عام 1947، حين أصبح الهندوس والسيخ يخافون العيش في باكستان. كما أن العديد من المسلمين لم يعودوا يرغبون بالبقاء في الهند خوفا من الملاحقات.

ويضيف لونيف: "هناك من يقول إن نهرو ومحمد علي جناح مؤسس باكستان وافقا على التقسيم. ولكن هذه كانت لعبة الإنجليز. وكان عليهما إدراك نتائجها. فالإنجليز كانوا يعولون على أن تتوجه الدولتان الحديثتان دائما إلى الدولة الأم للتحكيم بينهما".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل