المحتوى الرئيسى

أفراح الفقراء في «سوق التونسي»

08/16 10:35

بائع لـ الوفد: الأسعار ارتفعت بعد ثورة يناير.. وكيلو الخشب كان بـ3 جنيهات

خفراء خصوصيون لحراسة البضائع ليلاً خوفاً من عودة الحرائق

سوق التونسى أحد أشهر الأسواق الشعبية فى القاهرة، وأكثرها استيعاباً للسلع المستعملة، مئات المواطنين يتدفقون على السوق سعيًا وراء شراء متطلباتهم بأرخص الأسعار.

يرجع تاريخ سوق التونسى لعام 1990، حينما انتقل مئات المواطنين من الدلتا والصعيد إلى القاهرة بحثًا عن الرزق.

وبجوار المقابر فى منطقة التونسى بنوا مساكنهم الخشبية، وأصبحت مقرًا لهم لممارسة حياتهم ونشاطهم التجارى فى بيع السلع المستعملة وغالبيتها سلع خاصة بتجهيز العرائس.

على بعد أمتار من كوبرى التونسى بالسيدة عائشة تجد السوق مكدساً بالأخشاب المستعملة، وغيرها من التحف والأدوات المنزلية، ويمتد طوله  بضعة كيلومترات تبدأ من السيدة عائشة مروراً بالبساتين وسط المقابر حتى أطراف حى المعادى الراقى.. السوق بمثابة «أوكازيون أسبوعى» يلبى احتياجات الفقراء والبسطاء المقبلين على  الزواج.

عدد الباعة غير معروف تحديداً.. لكنه يقدر بالآلاف، أما الحد الأقصى لتكلفة تجهيز شقة من المستوى الرفيع، فيبلغ 100 ألف جنيه، والحد الأدنى 40 ألفاً بحسب التجار الذين التقتهم «الوفد»، وذلك على حسب مساحة الشقة.

الزبائن طبقاً لتأكيدات الباعة، لا يقتصرون على أبناء الفقراء فقط بل هناك أغنياء قرروا بيع غرف النوم القديمة فى السوق لشراء بديل لها.

إبراهيم عبدالمنعم، أحد باعة غرف النوم بالسوق، قال إن أسعار السلع المستعملة ارتفعت بشكل كبير خلال الفترة الماضية، مشيرًا إلى أن الشباب البسطاء كانوا يستطيعون فى السابق تجهيز شقة كاملة بـ50 ألف جنيه بكافة لوازمها.

لكن بعد ثورة 25 يناير زادت الأسعار وارتفعت تكلفة الخامات، لتصبح تكلفة تجهيز الشقة بـ«العفش» المستعمل 100 ألف جنيه.

4 آلاف جنيه سعر غرفة النوم

يشرح البائع لـ«الوفد» أسعار السلع فى سوق العرائس، موضحاً أن غرفة النوم فى السنوات الماضية كان سعرها 200 جنيه فقط.. ولكن مع ارتفاع أسعار الخامات وصلت لـ4 آلاف جنيه، مشيراً إلى أن كيلو الخشب المستعمل وصل سعره 7 جنيهات بدلًا من 3 جنيهات.

وعن مراحل بيع غرف النوم المستعمل، قال أحمد عبدالجليل، بائع غرف نوم، إن بداية رحلة المستعمل تبدأ من الأهالى سواء فى المناطق الشعبية أو الراقية، إذ يقومون ببيع غرف النوم القديمة للباعة المتجولين (باعة الروبابيكيا)، بسعر جنيه للكيلوجرام على الأكثر.

ثم يقوم الباعة المتجولون بتحويل هذه الخامات إلى التجار فى المحلات، ومنها يصل سعر الكيلو لما بين الجنيه ونصف الجنيه إلى جنيهين، ثم يقوم أصحاب المحلات باختيار أفضل ما فى هذه الأخشاب والباقى يقوم بتحويله لسوق التونسى هنا ليصل سعر الكيلو إلى 7 جنيهات.

وأضاف: «سوق التونسى يضم كل السلع المستعملة من الإبرة للصاروخ، وبأسعار أرخص بكثير من المحلات، والزبائن ليسوا فقط من أبناء القاهرة والجيزة.. بل من كافة المحافظات».

وعن حركة البيع والشراء، قال سالم مصطفى، بائع سراميك مستعمل، إن النشاط تراجع كثيرًا عن الفترات الماضية، وعادة ما تزداد حركة البيع أكثر فى أيام الجمع عن باقى أيام الأسبوع.. ولهذا يطلق البعض على سوق التونسى اسم «سوق الجمعة»، مشيراً إلى أن سعر البلاطة الواحدة وصلت لـ43 جنيهاً لنوع «ريماس»، وهذا أعلى سعر للسيراميك فى السوق.

«الشاب يدخل السوق من أوله لحد ما يوصل لآخره يكون جهز شقته».. هكذا يكمل بائع السيراميك حديثه، موضحاً أن السوق به كافة متطلبات العرائس، بداية من البلاط والسيراميك والفرش والنجارة والحدادة وغيرها.. وكل ذلك لا يكلف أكثر من 100 ألف جنيه.

إشكاليات عديدة تقع بين المواطنين والباعة، تحدث عنها أمجد صبحى، بائع خردوات، موضحاً أن بعض الزبائن من الطبقات الغنية يتهمون الباعة بسرقة هذه السلع، ثم بيعها فى السوق، وذلك بعد جدال وفصال مرير فى البيع، مشيراً إلى أن كافة الزبائن من الطبقة الفقيرة لا يجادلون كجدال الأغنياء، ويعلمون جيدًا من أين نأتى بهذه السلع؟

80 ألف جنيه قيمة خسائر السوق إثر الحرائق التى تعرض لها السوق خلال الفترات الماضية، فى حين يشير عدد من الباعة إلى أن فاعل هذه الحرائق دومًا يكون من داخلهم، ويعلم جيدًا مواعيد النوم والصحيان ويعرف الخفراء المعنيين بحراسة السلع، وليس كما أعلن فى الصحف والإعلام أن سبب الحريق ماس كهربى أو فاعل مجهول.

«الحارس ربنا نعمل إيه أدينا عايشين».. يستهل رامى خالد، بائع خردوات، حديثه لـ«الوفد»، مضيفاً أن جميع الباعة ليست لديهم حيل للحفاظ على ممتلكاتهم من البضائع سوى تعيين «خفراء» طول فترة الليل، مقابل 1500 جنيه فى الشهر، وهذا الخفير إما أن يكون واحداً منهم، أو قريباً لأحد الباعة فى السوق أو من الصعيد.

وأضاف: «إحنا بننام والخفراء بياخدوا بالهم مننا ومن حاجاتنا علشان الحرامية، والحكاية مش فلوس يعنى 1500 جنيه مقابل قليل قصاد أنهم حارسين شرفنا وإحنا نايمين فى الخلاء».

مطالب عديدة بتملك المنطقة وتسهيل إجراءات بناء محلات بدلاً من الأكشاك الخشبية، منها مطلب «أم مصطفى» أقدم بائعة فى سوق التونسى، التى تؤكد أن منطقة المقابر بعد كوبرى التونسى كانت ملاذًا آمنًا لكل الخارجين عن القانون لتنفيذ عملياتهم الإجرامية من قتل وسرقة وغيرها من الأعمال المنافية، قبل عام 1990 الذى شهد إنشاء السوق، وتحولت المنطقة لسوق تجارى يعمل على مدار الـ24 ساعة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل