المحتوى الرئيسى

سيدة النار الأخيرة ابتسام محمد.. «مكوجية الرجل» التى ورثت المهنة عن أمها وجدها

08/15 19:21

«النساء يقتحمن مجالات عمل الرجال».. عبارة تتردد كثيرًا، كلما اخترقت الأنثى مهنة صعبة يحتكرها الرجال فقط، لكن الأكثر إثارة للجدل، أن تحترف المرأة مهنة ذكورية عسيرة -تكاد تكون منقرضة- مثل مهنة «كى الملابس عن طريق الأرجل».

صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، كشفت النقاب عن استمرار «مكواة القدم»، بعد أن زاحمتها «المكواة الكهربائية» وغيرها من الوسائل الحديثة، وسلطت الضوء على ممارسة عدد من النساء تلك المهنة الذكورية، أما وكالة «رويترز» الإخبارية، فقد حاورت المواطنة السكندرية «ابتسام محمد»، التى تعمل فى كى الملابس عن طريق الأرجل، لتحطم بذلك معضلة اقتصار المهنة على الذكور، إذ تمتلك مكانًا ضيقًا فى قلب المدينة الساحلية، جعلته محلًا لكى الملابس، الذى اكتسب شهرة واسعة.

وحسب تقرير الوكالة، فإنه، خلافًا للكى العادى، يعمل الكى بالقدم على تنعيم وتسوية التجاعيد الموجودة بالملابس، عن طريق تحريك البلاطة المعدنية الساخنة الكبيرة، التى تزن ما يقرب من ٤٠ كيلوجرامًا، ذهابًا وإيابًا بالقدم، والتى زودت بقطعة من الخشب توضع بين الحديد وباطن القدم، لحمايته من الحرارة.

وتقول ابتسام: «أنا أمُّ، أبلغ من العمر ٤٥ عامًا، وأعمل فى المهمة منذ ٣٥ عامًا، وقد ورثت الصنعة عن أمى وجدى.. وقد كنت فى العاشرة من عمرى عندما بدأت الكى، ولم أكن أستطيع حتى رفع الحديد من الفرن إلى الطاولة».

وأضافت: «نحن نسمى هذا الفرن الصغير الذى توضع فيه المكواة باسم بيت النار، ولم يتغير الاسم منذ أن عرفت المهنة، ولكن تم تطوير أساليب جديدة كالتسخين عن طريق الكيروسين، حتى وصلنا إلى استخدام الغاز الطبيعى، وهو الشىء الوحيد الذى تغير فى المحل، منذ أيام جدى».

ويرى التقرير أن «ابتسام» تواجه منافسة شرسة تكاد تكون مستحيلة، بعد أن سادت المكواة الكهربائية السريعة والبخارية فى جميع محال كى الملابس.

تقول ابتسام: «رغم الأدوات الجديدة للكى، فإن مكواة الأرجل أكثر فاعلية من العادية؛ بسبب زيادة ضغطها ووزنها وتطبيقها على الملابس ما يجعلها أكثر تمهيدًا ونعومة»، مشيرة إلى أنه عادة ما تستغرق عملية الكى بمكواة الأرجل نحو ٢٠ دقيقة للقطعة الواحدة من الملابس، وأنها تحرك ساقها ذهابًا وإيابًا عدة مرات، لضمان أن تصبح الملابس خالية من التجاعيد.

وتابعت: «كل قطعة ملابس وكل نوع قماش، له درجات الحرارة التى تناسبه، ولا يجوز استعمال درجة حرارة ثابتة، الأمر الذى يزيد من أعباء العمل، إذ توضع كل قطعة حديدية مُدة معينة داخل بيت النار لتحقيق درجات الحرارة المطلوبة لكل قطعة قماش حسب الخامة بما لا يضر الملابس».

وأوضحت ابتسام أن عملاءها مخلصون فى التعامل معها بشكل كبير، ويفضلون طريقتها القديمة فى كى الملابس، فى الوقت الذى يشعر فيه بعض العملاء الجدد بالغرابة والمفاجأة حينما يزورون محل عملها ويرون طريقتها التقليدية فى الكى، وكونها امرأة تمتهن عملًا ذكوريًا خالصًا.

وعن سعر كل قطعة ملابس يتم كيها، قالت ابتسام: «أتقاضى من ٢ إلى ٥ جنيهات مصرية، بما يعادل من١٠ إلى ٢٨ سنتًا أمريكيًا».

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل