المحتوى الرئيسى

منطقتي | صور وخرائط نادرة | وسط البلد هبة النيل.. كوّنها الطمي وطرح النهر

08/15 18:07

يحتفل المصريون بداية من يوم 15 أغسطس ولمدة أسبوعين بعيد وفاء النيل أو فيضان النيل، ويعد هذه العيد أيضا مناسبة خاصة عند الكنيسة القبطية. وارتبط المصريون بنهر النيل منذ آلاف السنين، وانعكست تغيراته على حياتهم التي لم تقتصر على النواحي الاقتصادية والاجتماعية، ولكنها امتدت لتشكل البيئة والأرض من حولها، وتعد منطقة وسط البلد واحدة من أهم هبات نيل القاهرة، إذ أنها  تكونت مما طرحه النهر عبر مراحل مختلفة، وسرعان ما تحولت هذه الأرض لرمز للقاهرة ولمصر بعدما سيطرت منطقة القاهرة الفاطمية على هذه المكانة لعقود طويلة.

تشكلت وتغيرت الملامح الجغرافية للعديد من المناطق بسبب تيار نهر النيل، خاصة وقت الفيضان، حيث تأكل قوة جريان النهر الأجزاء الضعيفة على الشواطئ والجزر وتطرحها في مكان آخر على الشواطئ الواسعة، وفي الوقت الذي ضاقت فيه القاهرة التاريخية (الفاطمية) على سكانها، وهبها نهر النيل بطميه أرضا جديدة، وتظهر على العديد من الخرائط القديمة حدود القاهرة التاريخية والأراضي التي اكتسبتها بطرح النهر.

تحدد الخريطة منطقة الأزبكية وباب اللوق وتظهر بالخريطة منطقة وسط البلد كأرض زراعية، فترسيب الطمي يجعل الأرض لينة، وتزداد صلابة مع مرور الوقت، واستُغلت أغلب هذه الأراضي في الزراعة حتى القرن الثامن عشر، وبدأ تخطيطها للبناء في العصر الحديث، لكن الخديوي إسماعيل غيّر من تخطيط مدينة القاهرة، بردم البرك وتحويل مسار مجرى النيل، فتغيرت خريطة القاهرة تماما، وتعد التغيرات الأولى تغيرات طبيعية، قامت بالأساس على طرح النهر، أما التغير الثاني، فهو تغير صناعي، ترتب على إقامة الكباري وتحويل مجري النيل إلى الشرق.

البرك والمناطق الزراعية بوسط البلد

توضح خريطة طرح النيل، الأرضي التي اكتسبتها القاهرة فالتحول الأول أحدثه فيضان عام 688 ميلادية وطرح النهر أرضا جديدة بمنطقة السيدة زينب، أما التحول الثاني فظهر عام  941 ميلادية وطرح النهر أرضا جديدة، تقع حاليا بين تقاطع شارع التحرير وشارع محمد فريد، وبين جامع الطيبي بشارع الديورة، وكان مصير هذه الأراضي مجهولا فإما أن يأكلها ماء النهر ويغرقها أو يزيد من طميه ويقويها.

عام 1126 ميلادية  فاض النيل بطميه، ووصل الطرح الثالث الأرض الواقعة بالطرحين السابقين وموقعها الآن بين جامع الطيبي وشارع عرابي وشارع رمسيس، كما زادت مساحة هذه الأراضي وامتدت إلي منطقة شارع النباتات بجاردن سيتي حاليا خلال الطرح الرابع الذي ظهر سنة 1252م .

خريطة توضح تسلسل طرح النهر

وتحتاج الأراضي التي يطرحها النهر لعقود، كي تصير قويه صالحة للزراعة والبناء، كما أن تضاريس الأرض وارتفاعها ساعدت على تكوين العديد من البرك فضلا عن تحويلات مجرى النهر فتسبب الطرح الثالث في تحويل شاطىء النيل الشرقي إلى ناحية الغرب ونتج عن هذا التحول إضافة مساحة جديدة للقاهرة خلال الطرح الرابع تتمثل في المنطقة التي يمر فيها اليوم شارع محمود بسيوني وشارع شامبليون ومنطقة معروف .

وبالطرح الخامس اتصلت الأراضي الواقعة بين جامع سليمان باشا الفرنساوي بشارع كورنيش النيل وبين النقطة التي يتلاقى فيها شارع مريت باشا  بشارع رمسيس خلال عام 1271 ميلادية، أما الطرح السادس والذي يعد أكبر طرح ظهر لمدينة القاهرة حدث سنة 1281 ميلادية، وتمثل أرضه منطقة بولاقب أكملها وجزء من منطقة الأزبكية وضمت أيضا منطقة ميدان رمسيس وأرض السيالة وشارع جزيرة بدران ومنطقة شبرا حاليا.

وفي عام 1403 ميلادية جاء التحول السابع، وطرح النهر الأرض الواقعة حاليا بمنطقة  فندق هيلتون النيل والنقطة التي يتقابل فيها شارع أبو الفرج بشارع جزيرة بدران.

تظهر الخريطة منطقة وسط البلد والماء يحيط بها من كل الجهات، فمباني القاهرة الخديوية أقيمت على أرض كان النيل يجري بها منذ آلاف السنين، وتكونت من طميه، ويحيط بها الماء من كل الجهات، فكانت أشبه بالجزيرة الواقعة بين ضفة نهر النيل وقناة الإسماعيلية والخليج المصري، وهو ما يفسر ظهور المياه الجوفية في بعض الأماكن تحت المباني حتى الآن، وهو ما تسبب أيضا في تأخير تنفيذ جراج التحرير تحت الأرض لمدة 20 عاما تقريبا، بسبب رشح المياه مع الحفر.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل